تقاريرسلايد

كريستال العذراء.. حكاية التضحية ببنت الـ 17 عامًا في أرض الخوف

كيف كانت لحظاتها الأخيرة

كتب – أحمد المرسي 

بالقرب من سان إجناسيو في منطقة كايو في بوليفيا موقع لكهف قديم يدعى أكتون تونتشيل موكنال، وهو معروف لدى السكان المحليين باسم “كهف القبر البلوري”، وكان شعب المايا يعتقد أن هذا الكهف هو مدخل الجحيم أومنزل شيبالبا، أرض الموت، أو “مكان الخوف”.

في داخل الكهف ولاتقاء الخوف والموت والمجاعة من شيبالبا تم ترك تضحية بشرية، تركت لإرضاءه، ولاتقاء غضبه.

يقول علماء الأنثروبولوجيا أن شعب المايا استخدموا هذا الكهف من حوالي 250 بعد الميلاد إلى 900 بعد الميلاد بسبب كيزان الذرة الصغيرة التي كانت موجودة بالقرب من مدخل الكهف.

في البداية كان يتم تقديم الأضحيات من الفخار وكيزان الذرة ولكن بعد ذلك حدث تحول ملحوظ في نوعية الأضاحي المقدمة لشيبالبا، حيث تم تقديم الأضحيات البشرية. وذلك بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة، ولذلك ترك المايا القرابين في عمق الكهف بدلًا من تركها في مدخله.

تم تأريخ الانتقال إلى القرابين البشرية ، جنبًا إلى جنب مع الفخار ، من قبل علماء الآثار على أنه حدث خلال 750-900 ميلادية. وهذه الفترة الزمنية مهمة لأنه من المعروف أن المايا بدأوا في التخلي عن مدنهم.

اشتملت أسباب الهجرة الاكتظاظ السكاني، والتغيرات البيئية، منها الجفاف الشديد، وتحول طرق التجارة بعيدًا عن مدنهم، والحروب، وسيعتقد شعب المايا أن هذا حدث بسبب غضب شيبالبا عليهم، وهو من تسبب في محنتهم، وسيفكرون في تقديم التضحيات له.

كريستال العذراء

عثر العلماء في “كهف القبر البلوري” على رفات 14 أضحية بشرية، أشهرها كريستال العذراء، وهي التي حصلت على لقبها بسبب تكلس عظامها، حيث كانت مستلقية في الكهف منذ 1000 سنة. حيث كان لرواسب الكالسيوم على العظام بريق يشبه بريق الكريستال، وقد تم اكتشافها في 1986، على يد العالم توماس ميلر.

وقرر ميلر أن البقايا تعود لامرأة كانت تبلغ من العمر 17 عامًا، عندما تم التضحية بها. والغريب في كريستال العذراء أنها تنظر للزوار بدلًا من سقف الكهف لأنه تم رفع رأسها عمدًا.

إلى جانب جمجمتها المرتفعة، فإن وضعية جسدها غير تقليدي حيث يتم تقسيم أطرافها بطريقة تشير إلى أن جسد كريستال العذراء من المحتمل أنه تم قذفه أو إسقاطه على الأرض حيث تكلس في الكهف.

البقايا الأخرى

تعد كريستال العذراء أكثر ضحايا القرابين شهرة لكن الكهف يحتوي على رفات 14 شخصًا في المجموع.ففي الكهف رفات ستة أطفال، جميعهم دون سن الثالثة.

أظهرت بقايا الأطفال علامات تشوه في الجمجمة ، والذي مارسته قبائل المايا والإنكا القديمة والعديد من القبائل الأمريكية الأصلية مثل شينوك وتشوكتاو. ففي ثقافة المايا، كان تشويه الجمجمة وسيلة للإشارة إلى المرتبة الاجتماعية أو المكانة الاجتماعية في القبيلة.

الأفراد ذوو الأهمية (مثل أولئك الذين قُدِّر لهم التضحية البشرية قبل أو في وقت الولادة) كانت رؤوسهم على شكل مدبب وممدود. وتم العثور على بقايا الرضع الستة أطفال في الكهف محشوة في شقوق، لكن سبب وضع جثثهم في الشقوق لا يزال مجهولاً.

إلى جانب كريستال العذراء ، هناك بقايا لمراهق آخر (العمر الدقيق غير مؤكد لأن العظم قد تكلس في أرضية الكهف ولا يمكن إزالته) وطفل يعتقد أنه يبلغ من العمر حوالي سبع سنوات. ما يميز هذا المراهق والطفل هو أن رفاتهما تشير إلى أنه تم تقييدهما قبل قتلهما وتركا مقيدين في الكهف.

إلى جانب الأطفال ، هناك بالغون تتراوح أعمارهم بين 30 و 45 عامًا. تشير جميع الضحايا التي تم التضحية بها تقريبًا والتي تم العثور عليها في الكهف إلى أن سبب الوفاة كان صدمة قوية في الرأس، وقد تحطمت جماجم بعض الضحايا بالكامل.

ومع ذلك ، لا تظهرعلى كريستال العذراء أي علامة على إصابة في الرأس، بدلاً من ذلك، لديها فقرتان محطمتان.

كانت تحيط بكريستال وزملائها الضحايا كميات كبيرة من الفخار. وتشير هذه الخزفيات إلى أنها كانت تستخدم خلال طقوس الاحتفالات. العديد من هذه الخزفيات لها.

احتوى الكهف أيضًا على قطعة أثرية تسمى “وعاء القرد” وهو نوع نادر من الأوعية. وتم العثور على أربعة فقط من هذه الأنواع من الأواني في أمريكا الوسطى.

اقرأ أيضًا: 

سرقة المفتاح وإعدام السارق.. حكايات مفتاح الكعبة

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!