المقالاتسلايدمدونين

دكتور محمد كامل يكتب: ظاهرة (الجزء الثاني)

 

( الأراء الواردة في المقال تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)  

ظاهرة غريبة بدأت تغزو كافة الأوساط الدرامية والسينمائية فى الآونة الاخيرة  وهى  تكرار أى عمل ناجح أو حتي لامس النجاح ليتم استنساخ جزء ثاني وثالث منه، ولا أعلم هل هى مشكلة استسهال، كسل، أم انعدام نصوص وورق جديد؟.

بالتأكيد فى تاريخنا الدرامي  نجحت الكثير من الأعمال  التي تم عمل أجزاء لها  ولكن  لا ننكر أنه حتي فى أغلب الظروف لم تكن تلك الأجزاء بنفس قوة الأجزاء الأولى، هل ينكر أحد أن رأفت الهجان كانت قمته فى الجزء الأول وبدأ المنحني يهبط  حتي الوصل للجزء الثالث،  قس على هذا الكثير، المال والبنون، ليالى الحلمية، ثلاثية بين القصرين وقصر الشوق والسكرية، لا نعلم  ما سر تفوق الجزء الأول دائماً،  البعض يرجع ذلك أن خيال المؤلف كان متوهج في هذا الجزء وتم ترتيب أحداثه وتوظيف أبطاله لذلك.

أما الجزء الثاني يكون بمثابة إطالة مبالغ فيها واختلاق أحداث وأبطال ليس لهم مكان من الأصل، مثلما تم الإتيان  بالفنان الراحل  صلاح قابيل فى الأجزاء الاخيرة من ليالي الحلمية امتداد لزينهم السماحي، أما دور الفنان حسين فهمي فى المال والبنون الجزء الثاني  حيث وجدنا المسلسل بعد أن كان يحدثنا عن الفرق بين المعلم سلامة الذى فضل أكل الحرام والمال المشبوه كي يربي أولاده به، وعم عباس الذي رفض نفس المال ليعلم  ويكبر أولاده من الحلال، خرج المسلسل من هذا السياق ليذهب بنا إلي قصص حب وصراعات لا ناقة بها ولا جمل.

   

نسي المشاهد المقارنة الحقيقية ولُب الموضوع بين أولاد فراويلة وأولاد عباس الضو ليتوه بين جلال عنايت وأميرة العرابي، فتجد بكل وضوح تفوق تام للجزء الاول عن الثاني منه علاوة على تعود المشاهد على بيئة وحياة الجزء الأول حتي أبطاله الذين في معظم الأحيان يتفوقون علي أبطال الجزء الثاني، ناهيك لو لم يكمل أحد الأبطال دوره  واستبدل بآخر، تشعر بتشتت وخروج من سياق الأحداث، وذلك حتي لو كان فنان الجزء الثاني أعلي فنيا، فهل  تفوقت الفنانة محسنة توفيق على الفنانة فردوس عبد الحميد أو نجح وائل نور فى ملىء فراغ  شريف منير وهكذا.

 

على سياق السينما أصبح  الوضع  مثله مثل الدراما، نجح فيلم أولاد رزق  ولا يوجد ورق جيد لعمل فكرة جديدة يكون البديل أولاد رزق ٢،   الفيل الازرق، الجزيرة، حتي  فيلم  كده رضا الذي تجاوز مدة عرضه عشرات السنين،  يبدأ تجهيز جزء ثان رغم غياب الكثير من أبطال الجزء الأول وتغير الفترة الزمنية.

 أرى أن موضة الجزء الثاني موضة ليست ناجحة واعتقد أن السبب فى هذا  غياب الأفكار الجديدة والإبداع الحقيقي الذي أصبح  يُستبدل بتكملة  نجاح سابق .      

 

 د/ محمد كامل الباز

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!