تقاريرسلايد

فاني آدمز.. الطفلة الضحية التي أصبح اسمها شتيمة بريطانية

بعد جريمة بشعة في القرن التاسع عشر

كتب – أحمد المرسي

في عام 1869 تم تقديم لحب الضأن المعلب لعدد من جنود البحرية البريطانية كحصة طعام، كان اللحم مقرفًا، ولكن الرجال يمزحون قائلين، هذا ليس لحم ضأن بالتأكيد، والحقيقة انهم كانوا لا يعلمون أنهم محقين، لأن ما كانوا يأكلونه كان بقايا طفلة تدعى فاني آدمز، قتلت قبل عدة سنوات.

بطريقة ما أصبحت فاني آدمز كلمة عامية تشير إلى اللحوم المعلبة ذات الجودة الرديئة، بل تحولت كلمة “فاني آدم” لكلمة عامية للمدارة على كلمة قبيحة فصارت كلمة  sweet Fanny Adams مداراة على كلمة sweet f**k all وأصبح العمال يقولونها لرؤسائهم في المصانع ومناطق العمل.

كيف أصبح اسم فتاة صغيرة مقتولة إلى لغة عامية بريطانية؟

فاني آدمز الجميلة

ولدت فاني آدامز في 30 أبريل 1859 في بلدة ألتون في هامبشاير، إنجلترا، قبل حادث مقتل الطفلة الصغيرة، كان أشهر سكان هامبشاير هو الكاتبة الإنجليزية جين أوستن.

عاشت فاني في منزل صغير في تانهاوس لين، ونشأت مع والدتها ووالدها الذي كان يعمل في الزراعة وإخوتها الخمسة، لم تكن عائلة آدامز أثرية، لكن الأطفال كانوا يتلقون رعاية جيدة، مثل أي أسرة من الطبقة المتوسطة في العصر الفيكتوري.

كانت فاني آدمز تبلغ من العمر 8 سنوات عندما ماتت، ولكن قيل إنها تبدو أكبر من عمرها الفعلي. ووصِفت بأنها “فتاة طويلة وجميلة وذكية”.

يوم الحادثة المشمس

في في 24 أغسطس 1867، طلبت فاني وشقيقتها ليزي وصديقتهما المفضلة ميني وارنر من السيدة آدمز الخروج للعب بالقرب من حديقة Flood Meadow وافقت السيدة آدمز. وركضت الفتيات في أشعة الشمس بعد الظهر.

عندما دخلت فاني وشقيقتها وصديقتهما إلى الحديقة للعب، التقوا برجل تعرفوا عليه من الكنيسة، وهو “فريدريك بيكر” البالغ من العمر 29 عامًا. لقد كان جديدًا في المدينة ولكنه عمل كاتبًا محاميًا وكان يُنظر إليه على أنه رجل محترم.

كان بيكر يبدو وكأنه مخمور، لكن الفتيات شعرن بالأمان عندما اقترب منهن. أعطى فريدريك بيكر الفتاتين ثلاثة أنصاف بنس لشراء بعض الحلوى، وأعطى فاني نصف بنس آخر. أخذت الفتيات المال ولعبن بينما وقف فريدريك بيكر في مكان قريب يراقب الفتيات وهن يقطفن التوت الأسود.

نظرًا لأنه كان يومًا حارًا، قررت ليزي وميني أنهما انتهيا من اللعب في الخارج وسيعودان إلى المنزل، وفقًا للفتيات، سأل فريدريك بيكر فاني آدامز اللطيفة عما إذا كانت سترافقه في نزهة فقالت له لا.

ولكن هذا لم يمنع فريدريك بيكر من اختطاف فاني، فحملها إلى حديقة قريبة، وركضت ليزي وميني إلى منزل ميني لتخبرا السيدة وارنر بما حدث لفاني. لسبب ما، اعتقدت السيدة وارنر أن الفتيات كن سخيفات ويقلن مزحة، وتجاهلتهن.

لعبتا ميني وليزي معًا لبقية اليوم، وفي الساعة 5 مساءً من ذلك المساء، لاحظت إحدى الجارات، وهي السيدة جاردنر أن فاني لم تكن مع الفتيات الأخريات وسألت عن مكانها. قالت الفتيات مرة أخرى إن السيد بيكر أعطاهن المال ثم أخذ فاني إلى الحديقة.

هذه المرة أخذت المرأة التحذيرات على محمل الجد.

القتل البشع

أخبرت جاردنر والدة فاني أن هناك أمر خطير، وبما قاله الأطفال، فانطلق الاثنتين للحديقة للبحث عن فاني، في الطريق إلتقت النساء بفريدريك بيكر، سألته السيدة جاردنر “ماذا فعلت بالطفلة؟” أجاب: “لا شيء. لقد أعطيتهم المال، ولكن فقط لشراء الحلويات، وهو ما أفعله غالبًا مع الأطفال”، وقال أن فاني تركته لتلعب مع أصدقائها.

نظرًا لمدى احترام المحامي وكيف كان يرتدي ملابس أنيقة، سمحت له النساء بالذهاب وواصلن البحث عن فاني. ولكن بحلول حوالي الساعة 8 مساءًا كانت فاني لا تزال مفقودة. وانضم جيران آخرونا إلى السيدة آدمز، للبحث عن الفتاة، وكان البستاني الذي يعمل في حديقة قريبة هو من عثر عليها وكان مرعوبًا مما حدث للفتاة المسكينة.

جريمة قتل بشعة ومشتبه به واحد

تم العثور على رأس فاني عالقًا على عمود، وعلى وجهها تم حفر ابتسامة بسكين على جانب شفتيها، من الفم للصدغ، إلى الأذنين.

تم قطع ذراعي وساقي فاني آدامز عن جذعها، وكانت لديها جروح عميقة وصلت إلى العضلات في أطرافها. وقد انتزعت ساقها اليمنى من صندوقها، وقُطعت ساقها اليسرى عند مفصل الورك. عثروا على إحدى ساقيها وكانت لا تزال في حذائها، بينما كان كفها لازال يقبض على النصف بنس الذي أعطاها لها بيكر.

وكأن التشريح الوحشي لم يكن كافيًا، فقد تمت إزالة عينيها وقلبها ومهبلها ومحتويات صدرها وحوضها من جسدها: لقد تم إفراغها حرفيًا.

ذهبت والدة فاني لتخبر زوجها، الذي كان يلعب الكريكيت بما حدث، لكنها انهارت من الصدمة والحزن في الطريق، ولكنه عرف في النهاية ما حدث. فأخذ البندقية وذهب ليبحث عن بيكر، ولكن سكان البلدة عملوا على تهدئته.

وفي اليوم التالي، خرج المئات من السكان المحليين للمساعدة في جمع بقايا فاني آدامز المتناثرة. لم يتم العثور على عظمة صدرها مطلقًا.

نقلت بعض أشلاء الطبيب لتشريح الجثة، فقاموا بخياطة الأجزاء المتوفرة معًا مرة أخرى، واعتقدت الشرطة أن السكاكين استخدمت في تقطيع أوصال الفتاة، ولكن لم يكن سبب قتلها حيث ماتت بضربة حجر على رأسها، وقد تم العثور على حجر عليه أجزاء من لحمها وشعرها. وتم تسليمه للشرطة كسلاح محتمل للقتل.

المكان الذي خيط فيها جسد فاني كما يبدو اليوم
المكان الذي خيط فيها جسد فاني كما يبدو اليوم

بالتفتيش في بيت بيكر عثروا لديه على سكاكين صغيرة، وشهد شهود أنهم رأوه وعلى أساور يد قميصه بقع دم، وكان بنطاله رطبًا ويعتقد أن ذلك كان لإخفاء بقع دم علية.

عثرت الشرطة مذكراته وجاء في تدوينها بتاريخ 24 أغسطس 1867 ما يلي: «قتلت فتاة صغيرة. لقد كان جميلة ومثيرة.” أخبر بيكر الشرطة أنه كان مخمورًا عندما كتب ذلك، وكان ذلك هراءً، لكن هذا كان بمثابة اعتراف.

في هذه الأثناء، في سجن وينشستر، قيل أن بيكر كان يتحدث إلى الحراس وقسيس، وما زال يصر على أن ضميره مرتاح فيما يتعلق بجريمة القتل ويتساءل من هو الطرف المذنب، على أمل “العثور عليه”. ولكنه كما ورد كان منزعج خلال نومه، ويرتجف جسديًا عند رؤية اللحم.

بيكر
بيكر

في المحاكمة دعا القاضي هيئة المحلفين للنظر في الحكم بعدم مسؤولية بيكر بسبب الجنون، لكنهم أعادوا حكم الإدانة بعد 15 دقيقة فقط، وفي 24 ديسمبر، عشية عيد الميلاد، تم شنق بيكر خارج سجن وينشستر. أصبحت الجريمة سيئة السمعة وحضر عملية الإعدام حشد من 5000 شخص. وكان هذا آخر إعدام علني يتم إجراؤه في ذلك السجن.

قبل وفاته، كتب بيكر إلى عائلة آدامز يعرب عن حزنه لما فعله “في ساعة خالية من الرقابة على النفس” ويطلب منهم المغفرة.

تقول الأخبار أن لحم فاني الذي لم يتم العثور عليه تم أخذه وخلطه بلحوم الضأن من أحد المتعهدين لتوريد اللحوم للجيش البريطاني.

بعد إعدامه، تم صنع قناع الموت لبيكر، وفي العام التالي تم وضع تمثاله الكامل في غرفة الرعب في متحف مدام توسو لأعمال الشمع الشهيرة في لندن.

SONY DSC

تم دفن فاني في مقبرة ألتون، ويقرأ لليوم على شاهد القبر:

مقدس لذكرى فاني آدامز البالغة من العمر 8 سنوات وأربعة أشهر والتي قُتلت بوحشية يوم السبت 24 أغسطس 1867.

وأسفل ذلك آية من إنجيل متى تقول:

لا تخافوا الذين يقتلون الجسد ولا يستطيعون قتل النفس، بل خافوا الذي يقدر على أن يهلك النفس والجسد جميعا في جهنم

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!