في طفولتي، كان هناك منتج شعبي للبطاطاس، اسمه أبو عمار، مع صورة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، مع شعار “أبو عمار .. رمز النضال”، منتج يدخل الأطفال في قلب القضية ويُعرفهم برمز من رموز النضال الفلسطيني.
لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن ياسر عرفات لا اسمه ياسر ولا لديه طفل اسمه عمار، ولد ياسر عرفات باسم “محمد عبد الرحمن بن عبد الرؤوف بن عرفات القدوة الحسيني”، واسمه الأول محمد عبد الرحمن وهو اسم مركب، واسم والده عبد الرؤوف وجده عرفات، أما القدوة فهو اسم العائلة، ونشأ في القاهرة، وواختار أبو عمار كاسم حركي له، وسمى نفسه باسم ياسر عرفات، واسميه الإثنين اختارهما على اسم الصحابي الجليل عمار بن ياسر.، أما تمسكه باسم عرفات من اسمه، فهو نسبة لجبل عرفات، ورمزيته عند المسلمين.
ولد الطفل محمد عبد الرحمن في القاهرة لأسرة فلسطينة، وجدته مصرية وكان أبوه يعمل في تجارة الأقمشة في حي السكاكيني الشهير بالقاهرة، و توفيت والدته زهوة أبو السعود عندما كان في الرابعة من عمره بسبب قصور كلوي.
الحياة الشخصية
على مدى سنوات طويلة رفض عرفات الزواج لتكريس وقته للثورة الفلسطينية وهمومها، لدرجة أنه قيل عنه إنه كان ينام بجواربه دليلا على استعداده الدائم للنضال. وعلى الرغم من ذلك، وتزوج ياسر عرفات عام 1990 بسكرتيرة مكتبه السيدة سها الطويل والتي أصبحت سها عرفات، وهي سيدة مسيحية من آل الطويل (وقد اعتنقت الإسلام بعد زواجها منه)، وكان يبلغ من العمر61 عاما، بينما كانت في 27 من عمرها، وأنجبا في عام 1995 ابنتهما الوحيدة زهوة، وأسماها على اسم والدته.
وفاة ياسر عرفات
توفي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في 11 نوفمبر 2004، في كلامار الفرنسية، وتحديدا في في مستشفى بيرسي العسكري بباريس عن عمر جاوز 75 عاما، وقال الأطباء وقتها إن سبب الوفاة هو تليف الكبد، وجلطة ناجمة عن اضطراب في الدم.
تشريح جثمان ياسر عرفات
رفضت سها عرفات تشريح جثة زوجها، لكنها بعد ذلك وافقت على استخراج الجثة لتشريحها لبيان سبب الوفاة، واستخرجت رفات عرفات من قبره في رام الله في نوفمبر 2012 واعيد دفنها في اليوم ذاته بعد استخلاص عينات.
وفي سنة 2013، أفاد تقرير لخبراء بالطب الشرعي في سويسرا بأن الزعيم الفلسطيني الراحل ربما مات مسموما بمادة البولونيوم المشع، بعد أن عثروا على معدلات مرتفعة بصورة غير متوقعة من البولونيوم المشع، مما يؤيد نظرية إنه مات مسموما.
وقتها صرحت سها عرفات، أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل، إن نتائج التقرير كشفت “جريمة حقيقية.. اغتيال سياسي والتقرير السويسري أكد كافة شكوكنا، لقد ثبت علميا أنه لم يتوفى طبيعيا.. ولدينا دليل علمي أن هذا الرجل قتل”.
والبولونيوم-210 مادة فائقة الاشعاع. وتوجد بمستويات منخفضة في أغذية ويولدها الجسم بصورة طبيعية. لكن الجرعات الكبيرة من هذه المادة بوسعها أن تكون قاتلة، بينما صرح فريق روسي أخضع العينة للتحليل إنه لا يوجد شبهة في سم الرئيس الراحل، والأزمة هي طول مدة الدفن (8 سنوات)، والتي لا تسمح بإعطاء نتائج دقيقة.
سها وزهوة عرفات
أما سها عرفات أرملة الرئيس الراحل، فبعد وفاة زوجها عاشت فترة في تونس التي أعطتها جنسيتها، ثم عادت وسحبتها منها عام 2007 حيث نشبت خلافات بين سهى عرفات وبين السيدة الاولى سابقا ليلى الطرابلسي، وتعيش حاليًا مع ابنتها في مالطة حيث يمثل شقيقها السلطة الفلسطينية، وكان الخبر الأشهر في فترة إقامتها في تونس هو زواجها من بلحسن الطرابلسي شقيق ليلى بن علي زوجة الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي، إلا إنها نفت هذا الخبر وأعلنت إنه إشاعة.
عندما رحل ياسر عرفات كانت زهوة في التاسعة من عمرها، ثم حصلت على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة باريس للعلوم السياسية.
وبين الحين والآخر يتردد أن ثروة زهوة ياسر عرفات تصل لـ 8 مليار دولار، وهو رقم لا يمكن التأكد منه وهو رقم مبالغ فيه، بينما صرحت الأسرة إن زهوة تعمل لدى السلطة الفلسطينية بعد تخرجها، وأنفق على تعليمها “مكرمات محبي ومريدي ياسر عرفات”.
أقرا أيضا
