تقاريرسلايد

“نابليون أفريقيا”.. قصة بوكاسا الذي أكل لحم معارضيه ورفض له السادات طلبه

كتب – أحمد المرسي

للدكتاتورية أشكال عديدة، لا تنتهي، وهي درجات مثلها مثل كل شيء، فقد تصل إلى الزج بالمعارضين في السجن، وقد تصل إلى إعدامهم، وقد تصل إلى أكلهم بمشاركة الأسود، هذه قصص حقيقية، وتلك.. قصة جان بيدل بوكاسا.

ولد بوكاسا في فترة الاستعمار الفرنسي لبلاده “جمهورية أفريقيا الوسطى“. سنة 1921، في قبيلة مباكا، القبيلة الموالية للمحتل، وتعلم في المدارس التبشيرية، بل أنه حارب مع فرنسا في الحرب العالمية الثانية، وكان أحد الأبطال.

ترقى في المناصب العسكرية، حتى نالت البلاد الاستقلال. فصار قائد الجيش، للرئيس داكوا الذي لم يكن يوافق مزاج الفرنسيين. فدبرت فرنسا مع بوكاسا انقلاب عليه، وهو ما تم في 1965.

في ليلة رأس السنة قام جان بيديل بانقلابه، وانتشر جنوده في الشوارع، وتم عزل الرئيس، وعين نفسه رئيسًا جديدًا للبلاد. وارتمى في أحضان فرنسا.

نابليون أفريقيا

لأنه كان مهووسا بشخصية نابليون. فسرعان ما إلتزم غرسه، فبعد إعلانه رئيسًا للجمهورية لم يكتفي بذلك لكنه قرر أن يحول أفريقيا الوسطى من جمهورية إلى إمبراطورية.

لم تعترض فرنسا على تحويل بوكاسا الذي أصابه جنون العظمة إلى إمبراطور، وقد سمى نفسه بوكاسا الأول، ونصب نفسه في حفل بتكلفة ضخمة، يقول المؤرخون أنها تصل إلى نصف ميزانية بلاده. فقط ليقلد حفل تنصيب نابليون بونابرت الشهير.

لبس الإمبراطور الجديد ملابس قديمة ترجع للقرن الـ 19، تشبه أزياء نابليون، وحف به الفرسان مثلما يحفون بملك قديم، وقام بلبس تاج مرصع بالألماس تكلفته 5 ملايين دولار. وفرو باهظ الثمن.

دكتاتورية المختار

اعتبر بوكاسا نفسه مختارًا فبدأ في رفض أي معارضة، بل إنه قام باعتقال شريكه في الكفاح والانقلاب على الجمهورية، وقام بإعدامه قبل تعذيبه.

في عام 1979 أصدر بوكاسا قرارًا بأن يرتدي تلاميذ المدارس والجامعات زي موحد، وفي نفس القرار كان يحتم عليه شراءه من مصنع محدد، تملكه زوجته الإمبراطورة كاثرين. والتي كانت زوجة من ضمن 17 زوجة.

ولأن الزي كان باهظ الثمن، قام الاطفال والمراهقون بمظاهرات لرفض هذا، فما كان من بوكاسا إلا أن قبض عليهم، وأمر بإيداعهم في سجن نجارجيا. حيث عثر بعد ذلك على 100 جثة من جثث الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات. وعليها آثار التعذيب والضرب والخنق!.

اتهم بوكاسا بعد ذلك بإلقاء معارضيه إلى الأسود، وأنه يقوم بإلتهام أجزاء منهم، في حديقة حيوانه الخاصة بمشاركة حيواناته المفترسة. وأقر قانونًا ينص على أن اللصوص تقطع آذانهم، في أول جريمتين، ثم بعد ذلك تقطع يدهم في الجريمة الثالثة.

بوكاسا والسادات

 

عربة الخديوي اسماعيل

كان من ضمن المواقف النادرة التي حدثت بين بوكاسا والرئيس المصري محمد أنور السادات. أن بوكاسا المهووس بكل قديم. طلب من الأخير أن يعطيه العربة الملكية للخديوي إسماعيل. الموجودة في متحف المركبات بالقعلة، ولكن السادات رفض ذلك رفضًا قاطعًا. رغم تكرار ذلك الطلب أكثر من مرة.

سادات

فرنسا تتخلى عن الإمبراطور

بعد واقعة قتل الأطفال انحسر الدعم الفرنسي عن بوكاسا، بل تم الإطاحة به عن طريق القوات المظلية الفرنسية. وتم إعادة الرئيس داكو مرة أخرى، رئيسًا للجمهورية. وتم نفي بوكاسا لفرنسا. حيث عاش في قصر منيف كان اشتراه بالمال المنهوب من شعبه. قبل أن يتم إعادته إلى أفريقيا الوسطى. حيث حكم عليه بالإعدام. في عام 1986، بعد اتهامه بأكل لحوم البشر. وقتل تلاميذ المدارس. ولكن خفف الحكم المؤبد إلى الحبس الانفرادي. قبل أن يطلق سراحه في 1993. حيث عاش منعزلًا حتى مات في 1996.

أقرأ أيضا

“زليخة عدي”.. المرأة التي قالت “لا” في وجه من قالوا “نعم”

عندما أشتكى رئيس وزراء إسرائيل للسادات من الشعراوي

نفسي أبقى مضيفة .. صورة نادرة لسوزان مبارك عمرها 67 سنة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!