بث عاجلسلايدلقطات

مكوردي.. اللص الذي لن يقبض عليه حيًا أبدًا

دفن بعد موته بـ 66 عامًا

كتب- أحمد المرسي

وُلد إلمر مكوردي في واشنطن بولاية “مين” عام 1880. وكان ابنًا لـ “سادي مكوردي” البالغة من العمر 17 عامًا والتي لم تكن متزوجة وقت ولادته.

لا يعرف إلى الآن من هو والد مكوردي، ولكن أغلب الاحتمالات تقول أنه ابن عم سادي والذي يسمى “تشارلز سميث”، لأن إلمر كان يسمى نفسه بعد أن ذلك بسامي “تشارلز سميث” كاسم مستعار.

كي تزل سادي الحرج عن نفسها والعار بسبب تربية طفل غير شرعي، تبني شقيقها جورج وزوجته هيلين الطفل، ولكن مات جورج في عام 1890 بمرض السل، وانتقلت سادي وهيلين مع إلمر إلى مدينة بانجور بولاية مين.

أخبرت سادي ابنها إنها والدته، وليست هيلين، التي كبر وهو يعتقد أنها والدته، تسبب ذلك في صدمة كبيرة للطفل، الذي صار جامحًا متمردًا، ثم لجأ إلى شرب الكحول عندما أصبح مراهقًا، وهي عادة كان سيستمر بها طوال حياته.

عاد مكوردي في النهاية إلى ولاية مين ليعيش مع جده وأصبح سباكًا، حتى عام 1898 عندما فقد وظيفته بسبب الأزمة الاقتصادية في ذلك الوقت، في عام 1900 توفيت والدته، وفي الشهر التالي توفي جده، فسافر إلى الشرق في الولايات المتحدة وعمل في حفر المناجم.

في عام 1907 ، انضم مكوردي إلى جيش الولايات المتحدة. وخاصة فرق المدفعية حيث تعلم استخدام “مادة الجلسرين” للتفجير، وفي 7 نوفمبر 1910 خرج من الجيش، وفي 19 نوفمبر ، تم القبض عليه مع صديقه لحيازتهما أدوات السطو “الأزاميل، المناشير، قمع النتروجليسرين، البارود وأكياس النقود). قال إلمر وصديقه للقاضي أن الأدوات ليست للسطو ولكن لعملهم. فأطلق سراحهم، ولكن بدأت مسيرته في ذلك الوقت كسارق مصارف وقطارات. وقد كانت عمليات السطو التي قام بها فاشلة بسبب عدم خبرته.

جرائم مكوردي الفاشلة

قرر مكوردي دمج تدريبه مع النتروجليسرين في عمليات السطو التي قام بها. وقد تسبب هذا في مشاكل لأنه كان مفرط الحماس وفشل في تحديد الكمية المناسبة للاستخدام بشكل صحيح. بحلول مارس 1911 ، انتقل مكوردي مرة أخرى إلى لينابا ، أوكلاهوما. وفي 24 مارس 1911 ، قرر هو وثلاثة رجال آخرين سرقة قطار كانوا يعلمون أن به خزانة نقود، وبالفعل قاموا بإيقاف القطار، ووضع مكوردي النتروجليسرين على الخزنة لفتحها، ولكنه انفجرت وأحرقت الأموال!.

الموت في سن مبكر

وقعت حادثة سطو مكوردي الأخيرة في 4 أكتوبر 1911، بعد خطط هو واثنان من المتواطئين معه لسرقة قطار بعد أن علموا أنه يحتوي على 400 ألف دولار نقدًا كان يُقصد بها دفع إتاوة أوقف مكوردي والرجال عن طريق الخطأ قطار ركاب آخر بدلاً من ذلك القطار، وتمكن من سرقة 46 دولار فقط من كاتب البريد، وزجاجتين ويسكي، ومعطف، وساعة.

صفت إحدى الصحف عن السرقة في وقت لاحق أنها “واحدة من أصغر السرقات في تاريخ سرقة القطارات” بسبب الحد الأدنى من الأموال المسروقة.

هرب مكوردي وشعر بخيبة أمل وظل طوال الليل يشرب في الويسكي. ولكنه لم يكن يعلم أن مكافأة قدرها 2000 دولار كانت قد وضعت لمن يقبض عليه.

في الساعات الأولى من يوم 7 أكتوبر كانت البلاد كلها تبحث عن السارق، وكان هو نائمًا في ذلك اليوم في سقيفة قض، ولقد استطاع اثنين من بحثوا عن تلك المكافأة من تعقبه عن طريق الكلاب، فأحاطوا بالسقيفة وانتظروا ضوء النهار مع الشرطة. وعن ذلك يحكي ضابط الشرطة قائلًا:

“كان ذلك في حوالي الساعة 7 صباحًا، كنا نقف في الجوار في انتظار أن يخرج عندما أطلقت الطلقة الأولى نحوي، تبادلنا مع إطلاق النار، وقد ظل يطلق علينا لمدة ساعة تقريبًا وكنا نرد بما استطعنا، ولا نستطيع قتله، لا نعلم من قتله، صمتت نيرانه، وفي الطريق وجدنا أحد زجاجات الويسكي التي تم أخذها من القطار. كانت فارغة. كان مخمورًا جدًا عندما صعد إلى المزرعة الليلة الماضية”.

قُتل مكوردي بعيار ناري واحد في صدره أصيب به وهو مستلقي.

شهرة مكوردي بعد القتل

تم نقل جثة مكوردي إلى حانوتي في ولاية أوكلاهوما، وبدون أن يطلب منه أحد تحنيط الجسد، قام ذلك المتعهد المسمى “جوزيف ل ز جونسون” بتحنيط الجثة بمادة حافظة من الزرنيخ، كانت تستخدم في ذلك الوقت، وعندما لم يكن هناك أقرباء معروفين لمكوردي فإنهلم يجد من يستلمه منه، وكذلك لم يجد من يدفع له ثمن تحنيط هذا الجسد.

رفض جونسون دفن الجثة أو الإفراج عنها حتى يتم الدفع له مقابل خدماته. ثم قرر عرض مكوردي لكسب المال. ألبس الجثة ملابس الشارع، ووضع بندقية في يديه وأوقفها بجوار دكانه، وأطلق ليه لقب “اللص الذي لا يستسلم”، وأصبحت جثة إلمر أحد المعالم الجذابة لدكان الحانوتي، ولفتت الجثة نظر مروجي العروض الترفيهية، وتلقى جونسون العديد من العروض لبيع جثة مكوردي لكنه رفض. وأصبح يتكسب من عرضها.

شقيق الفقيد الكذاب

في 6 أكتوبر 1916 ، اتصل رجل يطلق على نفسه “أفير” بجوزيف جونسون وقال أنه شقيق إلمر مكوردي المفقود منذ فترة طويلة، واتصل بعمدة أوكلاهوما ومحامي محلي للحصول على أذن بأخذ الجثة، وشحنها إلى سان فرانسيسكو حيث قال أن إلمر من هناك.  وذلك من أجل دفن الجثة بشكل لائق، وفي اليوم التالي وصل إيفر مع رجل آخر يطلق على نفسه اسم وين، وقال أنه شقيق آخر لمكوردي.

ترك جونسون الجثة للرجلين، فوضعاها في قطار. ظاهريًا إلى سان فرانسيسكو، ولكن بدلًا من ذلك تم شحنها إلى مدينة أركنساس.

كان الرجل الذي أدعا أنه شقيق القتيل هو  جيمس باترسون صاحب عروض “جريت باترسون كرنفال” ، وهو كرنفال متنقل، وقد قام هو وشقيقه بإجراء عملية النصب تلك من أجل سرقة الجثة، وقد بدأوا في عرض الجثة في عروضهم المتنقلة تحت اسم “لمجرم الذي لن يقبض عليه حيًا.

في عام 1922 باع باترسون الجثة إلى لويس سوني، الذي عرضها في متحف الجريمة المتجول، والذي تمضن نسخًا متماثلة مصنوعة من الشمع لمشاهير المجرمين.

استخدم لويس سوني جثة مكوردي في متحف الجريمة المتجول ، والذي تضمن نسخًا متماثلة من الشمع لمشاهير الخارجين عن القانون مثل بيل دولن وجيسي جيمس.

في عام 1933 استخدم المخرج دواين إسبر الجثة لفترة من الوقت للترويج لفيلمه “Narcotic”. حيث تم وضع الجثة في بهو السينما على أنها لـ “شرير ميت” وقال إسبر أنه قتل نفسه أثناء محاصرته من قبل الشرطة بعد أن سرق متجرًا للأدوية، لدعم قصة فيلمه.

بحلول ذلك الوقت أصبحت جثة القتيل صلبة وذابلة مما تسبب في تقلص الجسم، ولكن إسبر قال أن صغر حجم الجثة بسبب تعاطي القتيل للمخدرات.
بعد وفاة لويس سوني في عام 1949 ، تم تخزين الجثة في مستودع بلوس أنجلوس.

في عام 1964 ، أعار دان نجل سوني الجثة للمخرج ديفيد ف. فريدمان. وظهرت الجثة في النهاية لفترة وجيزة في فيلم فريدمان عام 1967 She Freak.

في عام 1968 ، باع دان سوني الجثة مقابل 10 آلاف دولار، لأحد متاحف الشمع في هوليود، التي يرأسها رجل يدعى سبوني سينغ. الذي عرضها على جبل راشمور الشهير، ولكن قامت عاصفة تسببت في تلفيات بالجسد، أصابت التلفيات الأذنني وأصابع القدمين واليدين.

باع سينغ الجثة إلى إد ليرش الرجل الذي يملك أحد الحدائق الترفيهية تدعى “ذا بايك”، في كاليفورنيا، وبحلول عام 1976 ، كانت جثة مكوردي معلقة في تلك الحديقة متدلية من حبل كالمشنوق.

إعادة الاكتشاف والدفن

في 8 ديسمبر 1976 ، كان طاقم إنتاج البرنامج التلفزيوني The Six Million Dollar Man يصور مشاهد من حلقة “Carnival of Spies” في لونج بيتش، كاليفورنيا في ذا حديقة بايك. أثناء التصوير ، قام رجل بتحريك ما اعتقده تمثال من الشمع كان يتدلى من حبل مشنقة، عندما أنكسر الذراع، وظهرت العظام البشرية وأنسجة العضلات.

دعامة بتحريك ما كان يُعتقد أنه تمثال من الشمع كان يتدلى من حبل المشنقة. عندما انكسرت ذراع عارضة أزياء ، ظهر عظم بشري وأنسجة عضلية.

تم استدعاء الشرطة ونقل الجثة المحنطة إلى مكتب الطبيب الشرعي في لوس أنجلوس، وفي 9 ديسمبر  أجرى الدكتور جوزيف تشوي تشريحًا للجثة وقرر أن الجثة كانت لرجل بشري مات متأثرًا بعيار ناري في الصدر. كان الجسم متحجرًا تمامًا ومغطى بالشمع ومغطى بطبقات من طلاء الفوسفور. وزنة يصل إلى 23 كيلوجرام، وطوله 160 سم.

ان بعض الشعر لا يزال مرئيًا على الجانبين ومؤخرة الرأس بينما كانت الأذنين وأصابع القدم الكبيرة والأصابع مفقودة. وكشف الفحص أيضا عن شقوق تشريح جثته وتحنيطها. زأظهرت الاختبارات التي أجريت على الأنسجة وجود الزرنيخ الذي كان أحد مكونات سائل التحنيط حتى أواخر عشرينيات القرن الماضي.

كشفت الاختبارات أيضًا عن مرض السل في الرئتين الذي أصيب به مكوردي أثناء عمله كعامل منجم ، وأورام وندوب كان قد تعرض لها سابقًا، وقد تم العثور على الرصاصة التي اخترقت جسده. وكل ذلك ساهم في معرفة هوية الرجل والعصر الذي قتل فيه.

تم العثور على مزيد من القرائن على هوية الرجل عندما تمت إزالة الفك السفلي لتحليل الأسنان. حيث تم تتبع أسنانه الذهبية وعن طريق عالم الأنثروبولوجيا الشرعي الدكتور كلايد سنو، تم التعرف على الجثة.

في 22 أبريل 1977 ، تم إجراء موكب جنازة لدفن مكوردي، وأقيم له جنازة حضرها 300 شخص، في أوكلاهوما، ولضمان عدم سرقة جثة مكوردي، تم سكب 60 سم من الخرسانة فوق نعشه.

أنظر أيضا:

غيل دي ريز.. بطل قومي تحول إلى قاتل أطفال بسبب الخيمياء

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!