تقاريرسلايد

مرسوم الحمراء.. عندما قُتل المسلمين بكل الطرق

تمر اليوم الذكرى الـ531، على قرار الملك الكاثوليكي الإسباني فرناندو الثاني وزوجته الملكة إيزابيلا الأولى، الصادر في 31 مارس عام 1492، الذي ينص على طرد جميع اليهود والمسلمين المقيمين في الأندلس إلى خارج البلاد والمعروف تاريخيا باسم مرسوم الحمراء، أو تحولهم للمسيحية، وهو واحد من المراسيم العنصرية الشهيرة في التاريخ الإسلامي، والتي تسعي لنبذ الآخر.

ونص المرسوم الذي يُعرف باسم مرسوم الحمراء نسبة لقصر الحمراء، بأن يتحول جميع رعايا الملكة من المسلمين واليهود ـ وعددهم 150 ألفًا ـ إلى المسيحية أو أن يرحلوا عن إسبانيا نهائيًا، وألغي المرسوم رسميا في 16 ديسمبر 1968، بعد المجمع الفاتيكاني الثاني. يقدر عدد اليهود اليوم في إسبانيا ب 50000 نسمة، وعدد المسلمين في أسبانيا 2.5 مليون نسمة وفقا للأعداد الرسمية، أما غير الرسمية فتقدر عددهم بنحو 3 ملايين نسمة.

وحدد المرسوم مهلة 3 أشهر تنتهى في موعد أقصاه 31 يوليو 1492، لكي يغير المقمين دينهم أو يغادروا البلاد فورا، ومن يخالف ذلك يكون عقوبته الإعدام، وعلى من قرروا المغادرة أن يتخلصوا من أمتعتهم خلال هذه المدة، ولهم أن يأخذوا معهم الأمتعة المنقولة وصكوك المعاملات دون النقد من ذهب وفضة.

وبجانب اليهود والمسلمين، شمل القرار أيضا المسيحيين غير الكاثوليك، وكأن إيزابيلا وزوجها أرادا جعل إسبانيا وطنا للكاثوليك فقط، وكان المسلمين الذين فضلوا البقاء والاحتفاظ بدينهم سرا- كانوا الأكثرية الساحقة وهم من ذاقوا ويلات القتل والتعذيب.

ويسمى المطرودين من إسبانيا بالموريسكيين، وقد توجهوا صوب شمال إفريقا ويتواجد نسلهم حاليا في الجزائر وتونس والمغرب وليبيا، وفي ذكرى القرار في وفى 1 أبريل 1992، أعلن الملك خوان كارلوس الأول أن التشريع باطل، وزار الملك الكنيس اليهودي في مدريد واعتذر علانية عما فعل أسلافه منذ فترة طويلة، والكنيس هو معبد أتباع الديانة اليهودية نظير للمسجد لدى المسلمين والكنيسة لدى المسيحيين.

وقال المؤرخ الفرنسي “لويس كاردياك” في كتابه المهم “الموريسكيون الأندلسيون والمسيحيون من 1492-إلى 1640” إن المورسكيين الذين بقوا في الأندلس تحت الحكم المسيحي بعد سقوط الحكم الإسلامي وأُجبروا على اعتناق المسيحية حافظوا على الصيام سِرًّا في رمضان، وذلك حتى مرور نحو قرن على سقوط الأندلس.

وكان المسيحيين يستخدمون حياة لكشف المسيحيين الجدد “المسلمين سرا”، حيث كانوا يسبون النبي والإسلام، ومن يتحمل هذا السب، فهو منهم، ومن لا يتحمل يكون مسلما مستترا، ويتم تقديمه للمحاكمة، بتهمة مخالفة مرسوم الحمراء.

كان عدد المقبوض عليهم أكبر من أن تتحملهم سجون أسبانيا، فكان في بعض الأحيان يتم الإفراج عنهم مع تعهد بعدم اقتناع دين آخر، وكانت عقوبة من تقتنع المحكمة إنه يخفي إسلامه أو يهوديته أن يتم قتله حرقا.

إيزابيلا – المرأة الحديدية

إيزابيلا الأولي وسقوط الأندلس.. من هي المرأة الحديدية التى كان مهرها «طرد  المسلمين من إسبانيا»؟ | صور - بوابة الأهرام

فيعام 1469م، تم تنصيب إيزابيلا ملكة على مملكة قشتالة آخر معاقل المسلمين في الأندلس، وتقدم فرناندو الثاني ملك أراجون بمدينة بلد الوليد لخطبتها، فاشترطت مهرا لها طرد المسلمين من الأندلس.

مشهد لحرق المصحف في الاندلس

وأسند الثنائي لمساعدهما توماس دي توركيمادا رئاسة محاكم التفتيش وهي التفتيش حول ديانة المقيمين في البلاد، فأقيمت المشانق والمحارق، وتلذذوا بوسائل التعذيب، ما بين الموت شنقا وحرقاً وعلى الخوازيق، والسلق بالماء المغلى، وتقطيع الأوصال والأطراف، وفقع العيون، وغيرها.

وفي 26 من نوفمبر عام 1504م، ماتت إيزابيلا، وكانت آخر وصاياها حماية الكنيسة الكاثوليكية، وضم أراضي المغرب إلى إسبانيا، وتنصير الشمال الإفريقي بأسره.

 

أقرأ أيضا

حكاية صورة.. عندما قتل إيفان الرهيب ابنه؟

لماذا تلد الأمهات على ظهورهن.. رغم أنها ليست الطريقة الصحيحة للولادة!

“كان كالأفلام”.. قصة الزواج الثاني لهشام سليم

وصية حسن عابدين وحوّل القصري وأمنية شادية.. حكاية 22 صورة نادرة

ندمت بسبب الخادمة ورفضت الزواج من الفنانين.. حكاية منيرة سنبل بطلة شارع الحب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!