الفنسلايد

محمود الفيشاوي.. حتى لو وصلتَ ممزقًا ، لذَّة الوصول ستُرمِّمك

بطل فيلم ألف مبروك

 

 

في 16 مارس سنة 1950، ولد الفنان محمود الفيشاوي، وهو ممثل مصري حلم بالتمثيل طيلة عمره، وكان سيمثل دورًا مع الراحل أحمد زكي في أيام الشباب ولكن والده رفض رفضا قاطعا، حتى ظهر كوجه جديد من خلال فيلم (1000 مبروك) للنجم أحمد حلمي بتجسيده لدور والده، حيث كانت تربطه علاقة قوية بمؤلف الفيلم السيناريست (محمد دياب) بحكم صداقة محمد دياب) لإبن محمود الفيشاوي.

اقترح (دياب) علي الفيشاوي أن يشترك في بطولة فيلم 1000 مبروك، ليوافق (الفيشاوي) ويتحقق بذلك حلمه القديم في التمثيل بعد أربعين عامأ من العمل في المصالح الحكومية، تدرّج خلالها حتى وصل إلى منصب وكيل أول وزارة الكهرباء في الإسماعيلية، وكان دافع أحمد حلمي قويا لقبول الفيشاوي، فيقول حلمي: “زاد العشم عندما وجدته يشبهني كأنه والدي وأنا ابنه أو بمعنى أدق أنا الذي أشبهه”.

 

 اللقاء الأول مع حلمي

ويقول الفنان أحمد حلمي عنه في كتاب 28 حرف الصادر عن دار الشروق ” كان لقائي به في مكتبي مرحًا ومبهجًا سأله الساعي: ماذا تشرب؟ فقال: قهوة مظبوطة. وقبل أن ينصرف الساعي لاحقه بـ«لو سمحت»، فتوقف، فقال له: في كباية مش في فنجان، وحاول تحافظ على الوش، وعلى نار هادية وحياتك عرفت إنه كيّيف، فقلت للساعي اعمله من البن بتاعي”.

ويضيف حلمي نقلا عن الفيشاوي: “أنا أول مره امثل بس عارف أنا عندي كام سنه أنا عندي 60 سنه بس من وأنا عندي 10 سنين وأنا نفسي امثل وأبويا الله يرحمه كان رافض وبشده وخوفا علي زعله مرضتش أحاول اني امثل بس كان علي طول يراودني حلم التمثيل واشتغلت في مصلحة حكومية وانا دلوقتي وكيل وزارة في الكهرباء بس طول ايام عمري مانستش حلمي في التمثيل، لو الدور طلع من نصيبي انا مش همثل.. انا هاعملك علي انك ابني هقولك يا احمد مش يا أستاذ”، وأكد حلمي: “هو فعلا ماكنش بيمثل كان بيتعامل انه أبويا بجد حتي في الكواليس”.

ألف مبروك | اكوام

تقمصه لدور والد حلمي

يقول حلمي في مقال عسل أبيض الذي نشره في صحيفة الدستور، وضمنه في كتاب 28 حرف عن محمود الفيشاوي: “قال لي يومًا: «ناديني باسمي ولا تسبقه بألقاب» فقلت له: «لو كان ذلك سيزيد من صداقتنا فليس لدي أي مانع، وإن كنت تريد ذلك حتى لا تبدو كبيرا في السن فليس لدي مانع أيضًا» ولكنه قال لي: «لا هذه ولا تلك؛ فأنا أريد أن أناديك باسمك بدون ألقاب ولكنني لا أستطيع فعلها طالما أنت تناديني بالأستاذ» فقلت له: «من هذه اللحظة أنت ليس بأستاذ ولا أنا كذلك» ولكني سألته عن السبب والمغزى وراء طلبه هذا، فقال لي: «هذا سيساعدني أكثر على أن أبدو طبيعيًّا في تجسيد دور أبوك.. فأنا لا أنادي ابني بـ «يا أستاذ» أبدًا مهما حصل».

فقلت له: هل تشتم ابنك أحيانًا؟ فقال لي: طبعًا.. أشتمه جَدًّا وهزارًا، فقلت له: إذن لو شعرت أنني ابنك فعلًا ونحن نمثل أمام الكاميرا فلتقل لي ما تقوله لابنك جدًا كان أو هزارًا. وبدأنا التصوير وأنهيناه وجسد دور الأب بإتقان. ولم ينادني إلا بـ«يا أستاذ»، ولم يسمح لي أن أناديه إلا باسمه”.

الهدية الأخيرة – عسل أبيض

يحكي حلمي”قابلته أول مرة بشوشا مرحًا يحب الناس والحياة وقابلته آخر مرة فرأيته أكثر مرحًا وحبًا للحياة. ولا أعرف لماذا قال لي: «لا تجعل شيئا يضايقك؛ إن الحياة لا تستاهل» أعطاني برطمانا من العسل الأبيض ورحل. وكان هذا آخر يوم رأيته، وفي اليوم التالي، فتحت نليفوني فوصلتني رسالة منه كان قد أرسلها قبل اليوم الذي رأيته بيوم واحد. قرأت الرسالة فوجدتها كالآتي: «عزيزي أستاذ أحمد.. أنا جايلك بكرة التصوير وجايبلك معايا برطمان عسل أبيض لأن أكيد البرطمان اللي عندك زمانه خلص”، لقد حذرني من غدر الدنيا، فغدرت به”.

كما شارك الفنان الراحل محمود الفيشاوي أيضاً في حملة إعلانية لصالح إحدى شركات المياه الغازية العالمية مع الفنان (أحمد مكي)،

كان يستعد لبطولة فيلم جديد بعنوان (الأوتوبيس) من بطولة (بشرى وزينة)، وتأليف وإخراج (محمد دياب)، حيث انتهى من قراءة السيناريو، وكان يستعد لتصويره، لكنه توفي يوم 18 يناير 2010 عن عمر يناهز الستين عامًا إثر إصابته بذبحة صدرية.

وفاته

وأُصيب الفيشاوي بآلام شديدة أثناء وجوده في بلدته الإسماعيلية، فسارع نجله بنقله إلى أقرب مستشفى في الواحدة صباحًا، ليخبره الأطباء بإصابته بذبحة صدرية، توفي بعد عدة ساعات على إثرها.

وبعد وفاته جاءت الكثير من العروض الفنية له للعمل في السينما والتلفزيون، بسبب نجاحه في فيلم “ألف مبروك”، على غرا ما حدث مع زوجته في الفيلم الفنانة ليلى عز العرب، ولكن كان الرد من ابنه إن والده مات، مات بعد أن حقق حلم حياته.

المصادر

كتاب 28 حرف احمد حلمي

السينما دوت كوم

أقرأ أيضا

حكاية صورة.. عندما قتل إيفان الرهيب ابنه؟

لماذا تلد الأمهات على ظهورهن.. رغم أنها ليست الطريقة الصحيحة للولادة!

“كان كالأفلام”.. قصة الزواج الثاني لهشام سليم

وصية حسن عابدين وحوّل القصري وأمنية شادية.. حكاية 22 صورة نادرة

ندمت بسبب الخادمة ورفضت الزواج من الفنانين.. حكاية منيرة سنبل بطلة شارع الحب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!