تقاريرسلايد

ملكة الأيام التسعة.. كيف ماتت جين جراي أقصر حاكمة لإنجلترا

ملكة الأيام التسعة.. كيف ماتت جين جراي أقصر حاكمة لإنجلترا

كتب – أحمد المرسي

 

للصراع على السلطة وجه آخر، دموي، وقاسي، منذ بداية التاريخ، ودائمًا ما يخلف ضحايا قد يكونوا أصغر من أن يتحملوا مصائبه، من بين هؤلاء جين جراي.

كانت جين جراي هي الابنة الكبرى للدوق هنري جراي، ولدت في عام 1537، كان الملك هنري خالها، وحفيدة هنري السابع.

هنري الثامن
هنري الثامن

طفولة قاسية

منذ الصغر درست جين اللاتينية والعربية واليونانية، وكانت تتعلم بطريقة قاسية من والديها، للدرجة التي اشتكت فيها لأحد معلميها قائلة:

في وجود أبي وأمي أبقا صامتة، لا آكل ولا أشرب، وإن فعلت غير ذلك عنفوني، بالضفع والعصر والضرب، وأشياء أخرى لا يمكن أن أقولها.

وراثة العرش

كان قانون الخلافة ينص على أن يتم تنصيب إدوارد السادس الذي كان يحتضر بعمر 15 عامًا بسبب مرض السل، وبالفعل مات إدوارد. وبناء على قانون الخلافة الثالث الذي تم إصداره في عام 1544. كان لابد أن ينتقل الحكم إلى ماري وإليزابيث. ابنتا هنري، ولكونها ابنتين غير شرعيتين. فقد انتقل الإثر إلى جين جراي. ابنة اخته.

صراع العروش

يعرف هنري بإنة من بدأ في إصلاح الكنيسة الإنجليزية، وغيرها من المذهب الكاثوليكي. وقد كانت جين جراي ومن حولها يدينون بأفكار هنري الإصلاحية بعكس ابنته ماري.

الملكة ماري
الملكة ماري

وعلى الرغم من ان هنري كان قد قضى سنوات حياته في حركة الإصلاح الديني لنقل انجلترا من المذهب الكاثوليكي إلى البروتستانتي إلا أن الشعب كان يرفض ذلك. وعلى أرض الواقع كانوا يريدون ملكة كاثوليكية. وكانت ماري بمواصفات مطابقة.

الأيام التسعة

لم تصمد جين جراي أكثر من تسعة أيام على العرش. ولم تصمد القوات الموالية لها من مقاومة ماري البنت الكبرى لهنري الثامن. والذين قاموا باقتحام قصرها والقبض عليها.

برج لندن والإعدام

اتهمت المحكمة جين بتهمة الخيانة العظمى، وحكم عليها بالاعدام، وأن تحرق حية. وكانت تلك هي العقوبة الإنجليزية التقليدية للنساء في ذل العصر.

لم يمر ذلك بسلام، بعد فترة كاد يتم العفو عن جين جراي، لصغر سنها، ولكن قام السير توماس وايت الصغير بتزعم تمرد على الملكة ماري، بعد كل تلك الأحداث، وهو ما جعل الملكة تحسم أمرها بتنفيذ الإعدام.

قبل الإعدام تم نقل جين إلى برج لندن، في تاور هيل، قبل إعدامها تم إرسال راهب من أجل تحويلها عن المذهب البروتستانتي إلى الكاثوليكي. ولكنها رفضت، وطلبت من الراهب الذي أصبح صديقها أن يحضر إعدامها.

عندما جاء وقت الإعدام. وبحسب الوثائق المحفوظة. قامت بالصلاة، بالمزمور رقم 51 “ارحمني يا الله”. وخلعت قفازاتها ومنديلها لخادمتها، فطلب من الجلاد المسامحلة. فسامحته وقالت:”أرجوك أقطع رأسي بسرعة”. ثم سألته، هل ستقطعه قبل أن أجلس؟ قال لها: لا يا سيدتي. فعصبت عينيها بقماشة بيضاء. ولكنها فشلت في أن تعثر على لوح الإعدام بيديها. وصرخت: ماذا أفعل؟ّ! أين هو؟.. ولكن ساعدها الراهب في إيجاد طريقها. فوضعت رأسها على اللوح، وهي تبكي قائلة: يا رب في يدك أستودع روحي. ثم سقط الفأس على عنقها وفصل رأسها بضربة واحدة.

تم دفن جين في كنيسة القديس بطرس آد فينكولا على الجانب الشمالي من تاور جرين حيث قتلت. ولم ينصب أي نصب تذكاري لها. وبعدها بـ 11 يوم تم قتل والدها. لكن تم العفو عن والدتها بعد ذلك. فعاشت مع ابنتيها الأخرتين.

ماتت جين ولكنها تحولت إلى رمز للإضطهاد المريمي وأعقابه “نسبة للملكة ماري”. واعتبرت لقرون شهيدة البروتسانتية. وقد تحولت إلى أسطورة لدى الشعب الإنجليزي. كما تم تجسيد قصتها في مسرحيات وأوبرا والعديد من الأفلام واللوحات. أحدها كان من بطولة “هيلينا بونهام كارتر”.

 

أقرا أيضا:

عادت للمنزل فوجدت والدتها مذبوحة.. حكاية الفنانة عايدة غنيم

“زليخة عدي”.. المرأة التي قالت “لا” في وجه من قالوا “نعم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!