تقاريرسلايد

مأساة آسيا بيبي.. بدأت بشربة ماء وانتهت بمجزرة

بعد الحكم بالإعدام

كتب – أحمد المرسي

تبدأ القصة في عام 2009 عندما كانت “آسيا بيبي” الفلاحة الباكستانية تقوم بالعمل مع مجموعة من النسوة الأخريات، في أحد حقول الفاكهة، لجني المحصول، ثم قامت آسيا بالشرب من دلو معلق على أحد الآبار.

رفضت واحدة من النساء المسلمات الشرب بعد آسيا لأنها مسيحية، وقد تسببت في تنجيس الدلو، مما تسبب في مشكلة كبيرة، وطلبت النسوة من آسيا أن تعتنق الإسلام كي يستطعن الشرب، تراشق النسوة معها بالعبارات، وعندما عادت آسيا لمنزلها فوجئت بالنساء يقمن بالانقضاض عليها وضربها مع زوجها.

قدم أهل القرية بعد ذلك دعوة قضائية أمام المحكمة يتهمون فيها آسيا بأنها خلال محاولات نساء القرية اقناعها بالدخول للاسلام قالت “المسيح قد مات على الصليب فداءً لخطايا المسيحيين، فماذا فعل النبي محمد من أجل المسلمين”.

أمام القضاء

تم اتهام آسيا بتهمة التجديف، وطبقًا لقانون إزدراء الأديان المعمول به هناك، تم الحكم على آسيا في 2010 بالإعدام، مما آثار جدلًا كبيرًا في كل البلاد.

لاقت القضية اهتمام عالمي واسع. وتم القيام بعدد من المظاهرات في جميع أنحاء العالم، ترفض الحكم على آسيا، وقد تم عمل عريضة احتجاج على الحكم بالاعدام وقع عليها 400 ألف شخص في لندن.

اعترض على الحكم كذلك سلمان تيسير أحد حلفاء بناظير بوتو ومحافظ إقليم بنجاب، وتسبب ذلك في أن يغتاله حارسه الشخصي ممتاز قادري، بعد أن اطلق عليه 26 طلقة في أحد مقاهي إسلام أباد سنة 2011، لأنه اعترض على قانون التجديف.  واعتبر قاتل سلمان بطلًا شعبيًا في باكستان.

سلمان

بعد ذلك تم اغتيال وزير الأقليات شهباز بهاتي بعد معارضته لقانون إزدراء الأديان، وشهدت إسلام أباد بعد ذلك مظاهرات من أجل تأييد الحكم. بلغ عددها 40 ألف متظاهر يؤيدون القانون.

الحكم بالحرية

في عام 2018 برأت المحكمة العليا الباكستانية آسيا من كل التهم الموجة لها، وقالت المحكمة في حيثيات الحكم أن القضية مبنية على أدلة واهية، وأن اعتراف المتهمة كان أمام مجموعة من الناس يهددونها بالقتل.

آثار الحكم غضبًا واسعًا واحتجاجات من حركة “لبيك باكستان” الإسلامية، وتم عمل العديد من المظاهرات، مما تسبب في تدخل الحكومة وعقد صفقة مع الحركة الإسلامية بوعد أن لا تخرج آسيا من البلاد، والسماح لهم بالطعن على الحكم.

وهنا تم اتهام الحكومة بتأييد المتطرفين، وأعلن عشيق زوج آسيا أنه وزوجته لا يشعرون بالأمان، وطالب باللجوء للولايات المتحدة الأمريكية أو كندا أو بريطانيا.
تحت التهديدات غادر المحامي الذي يدافع عن بيبي باكستان، وقال في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية أنه لا يستطيع أن يستمر في الدفاع عنها من باكستان. في النهاية استطاعت آسيا الهروب إلى كندا، وعاشت هناك، وفي لقاء لها مع البي بي سي قالت مدافعة عن نفسها:”هذا مستحيل… لا يمكنني حتى التفكير بإهانة أي نبي. لم أقل شيئا. كان الأمر يتعلق فقط بشربة ماء”.
تعيش آسيا حاليًا في كندا مع زوجها، ولكنها لا تستطيع التحدث بالإنجليزية أو الفرنسية، ولا أن تخرج من المنزل، بسبب تلقيها تهديدات بالقتل، وتقول أنها تشتاق إلى العودة إلى قريتها في باكستان، حيث يعيش أهلها.
أقرأ أيضًا:

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!