كتب – أحمد المرسي
تُعرف المقابر بأسماء عدة، منها “الجبانة” أو “المقبرة”، لكن لا يسمي غير المصريين مقابرهم “قرافة” أو كما ينطقونها “أرافة”، فهو اسم خاص بالمصريين فقط لا غير.
ما السبب في هذا؟
السبب تاريخي يعود إلى ما يقرب من ألف وربعمائة سنة.
الفتح العربي لمصر:
عندما فتح العرب مصر، أخذوا الفسطاط عاصمة لهم، وكانت منطقة أسفل المقطم، منطقة خاوية، ليس فيها غير شجر مزروع يسمونه “شجر الجنة”.
بعث عمرو بن العاص لعمر بن الخطاب يصف له المكان، فاستبشر بالاسم، وقال له أدفن المسلمين عندما يموتوا فيه، وقد كان.
ماذا قال المقريزي؟
يقول المقريزي أن أول مسلم دفن في هذا المكان كان يسمى “عامر”.
وكان عامر هو شيخ قبيلة يقال لها “بنو قرافة” اليمنية.
عاش بنوا قرافة في البداية حول جامع عمرو بن العاص، وعندما جاء الفيضان، ضايقهم الناموس، فحملوا رحالهم، وانتقولوا لأسفل المقطم، بعيدًا عن النيل.
بعد فترة مات شيخهم عامر المعافري، فدفنوه، ثم لحق به باقي موتاهم، فكلما مات لهم ميت دفنوه بجوار عامر.
الشدة المستنصرية والرحيل:
ظل بنو قرافة يسكنون أسفل المقطم، ولكن بعدما حل بهم ما يعرف في التاريخ “الشدة المستنصرية” رحلوا.
كانت الشدة مجاعة شديدة، فلا زرع ولا طعام ولا تجارة، وما كان هذا المكان يصلح لسكناهم بعد ذلك.
هاجر بنو قرافة من المكان، ولكن ظل المكان باسمهم، وتحولت قرافتهم إلى قرافة المصريين عامة.
وأصبح الاسم اسم علم، فصارت كل مقابر “قرافة”.
من هم بنو عافر؟
كان بنو عافر جماعة من البهاليل، كما يوصفون في كتب التاريخ، لا يعرفون المال ولا الكيل ولا الميزان.
وتحكي كتب التاريخ أن الخليفة المأمون طلب منهم ضرائب “ألف دينار” فقال له أن هذا كثير عليهم، سنجمع لك ما نقدر عليه.
جمعوا فيما بينهم المال، فكانوا ألوفًا كثيرة، وسلموها لرسول المأمون قائلين: “والله ما نقدر إلا على هذا”.
وكان أزيد مما طلبه المأمون، وعندما رأى الخليفة ذلك، ضحك، ورد عليهم مالهم.
أقرأ أيضًا:
