التريندتقاريرسلايد

لماذا نقول “60 داهية” وليس 70؟

لماذا نقول "60 داهية" وليس 70؟

 

 

كتب – أحمد المرسي

 

للكلمات في حياتنا دلالات كثيرة. وربما بسبب الزمن لا نعرف دلالاتها. مثل عبارة 60 داهية. فالعبارة يعود أصلها لعهد الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه.

تبدأ القصة بالصحابي قيس بن المكشوح. وهو غير الملوح “مجنون ليلى”. وسمي المكشوح لانه “كشح” بالنار. أي إنكوى بها.

كان قيس قبل الإسلام من قبيلة تسمى “مدحج”. وكانت هذه القبيلة في صراع دائم مع قبيلة أخرى هي “همدان”. كانت كثيرًا ما تهزمهم. وهو ما جعل همدان يستعينون بالفرس.

كان للفرس نفوذ كبير في جزيرة العرب قبل الإسلام. فرتب الفرس مع الهمدانين خطة. استدرجوا فيها مشايخ مدحج. وتخلصوا منهم في واقعة تشبه “مذبحة القلعة” عام 1811؟

حدث ما حدث وغدر بـ 60 شيخ من شيوخ مدحج. وهرب قيس بن المكشوح. ولما سمع بالرسول. ذهب للمدينة وأسلم.

في حواره مع الرسول قال له: “هل يحز بنفسك ما جرى لقومك؟” فقاله له نعم، ودخل الاسلام ورجع اليمن.

بعدما الرسول انتقل للرفيق الاعلى وارتدت قبائل اليمن وحكام صنعاء وهمدان المتعاونين مع الفرس كان قيس بن المكشوح مسؤول عن السرايا في حروب الردة في معركة مشهورة اسمها معركة قصر “فيروز الديلمي”.

ورتب قيس لهمدان فخًا قتله فيه المئات منهم. ومن يعاونهم من الفرس. وكانت مذبحة كبيرة أكبر من مجرد معركة في حروب الردة. للدرجة التي أرسل فيها شيوخ همدان الوفود لقيس يعاتبوه على كثرة القتل ومناظر الخراب والتدمير.

فقالوا له: “فيما كل هذا القتل يا ابن المكشوح”؟ فرد عليهم بكلمة واحدة: “في 60 داهية”. وكان يقصد الـ 60 شيخًا الذي قتلوا من مدحج، وغدر به.

وكلمة داهية في اللغة تعني “الحكيم الذكي. ولذلك سمي عمرو بن العاص “داهية العرب”. لأنه كان حكيمًا ذكيًا.

ومن اليمن انتشرت الكلمة في مصر. حيث أن من فتح مصر كان أغلبهم من قبائل اليمن. فانتقلت العبارة معهم. وكان في الأصل المقصود بها التبرير وليس الاحتقار واللامبالاة. ولكن الآن أصبح لها معنى متقارب لدى المصريين عندما يقولون “تودي في 60 داهية”. تعني تصل للقتل في النهاية.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!