تقاريرسلايد

كيف غير “الطاعون الأسود” في أجساد أجدادنا؟

كيف غير "الطاعون الأسود" في أجساد أجدادنا؟

كان الطاعون الأسود واحد من أشرس الكوارث الطبيعية التي تسببت في موت البشر على مر تاريخهم، فقد قضى على سبيل المثال على نصف سكان أوروبا.

ويقول المؤرخون المصريون أن الموتى كانوا في القاهرة في القرن الرابع عشر يخرجون ولا يجدون ما يشيعهم لأن ذويهم يكونوا قد سبقوهم. تلك الصورة المفزعة ستعطينا صورة عن الأحداث التي عاصرها من عاشوا في ما سمي بالـ “موت الأسود”. بعد أن قتل 200 مليون إنسان.

ظل الموت الأسود محفورًا في تاريخ البشرية، نردد ذكراه كلما واجهنا حدثًا مشابهًا، مثل كورونا التي ظهرت منذ عامين، ولازال تأثيرها إلى الآن.

والحقيقة العلمية تقول أن الطاعون لم يبقى فقط في ذاكرتنا، ولكنه بقي حتى في أجسادنا، التي تطورت بسبب الطاعون، لتصير مختلفة عن أجسام أجدادنا.

اكتشاف طبي

بعد 700 سنة استطاع عدد من العلماء أن ينقبوا في مقبة جماعية بمنطقة “إيست سميثفيلد”. كانت تستخدم في دفن الموتى جراء الإصابة بالطاعون. وقام الخبراء بعمل تحليلات على 206 هيكل عظمي، وفحصوا عينات من الـ DNA الخاص بها، ليكتشفوا بالنهاية أن أجسام كل هؤلاء مختلفة عن أجسامنا في الوقت الحالي.

ويقول العلماء أن الطاعون لعب دورًا مهمًا في تطور الجسم البشري، فأجسام البشر الحالية تحتوي على متحورات جينية ظهرت بالأساس في فترة الطاعون لتساعد البشر على النجاة. وسميت باسم “إيراب 2”.

وتقول الدراسة أن المتحور الذي ظهر منذ مئات السنوات كان يساعد في انقاذ البشر بنسبة تتجاوز 40%، فهؤلاء البشر الذين قاموا بتطوير ذلك المتحور انخفضت بينهم نسبة الوفاة بشكل ملحوظ.

وتتكون الوظيفة الجينية لهذا المتحور في صنع البروتينات المسؤولة عن تفتيت البكتيريا الغازية، وبالتالي المساعدة في القضاء على المرض في مهده.

ويقول البروفيسور لويس بارو الباحث من جامعة شيكاجو الأمريكية أن الذين يعيشون الآن على كوكب الأرض هم أحفاد هؤلاء البشر الذين استطاعوا تطوير تلك الطفرة داخل أجسادهم، ونقولها لمن يخلفهم، وبذلك انتهى الوباء.

التأكد من التجربة

لم يقف الخبراء عند ذلك الاستنتاج فقط بل قاموا بأخذ بكتيريا الطاعون المعروفة باسم “يرسينيا بيستيس” وقاموا بفحصها مع عينات دم لديهم المتحورات الجينية “إيراب 2” ولاحظوا قدرتها على تدمير البكتريا وانهائها. مقارنة بالأشخاص الذين لا يملكون تلك المتحورات.

نيران صديقة

يقول البروفيسور بارو أن تلك المتحورات الجينية الآن تتسبب في الكثير من المشاكل الصحية، فهي تصيب جهاز المناعة بامراض مثل إلتهاب الأمعاء “كرون” والذي لم يكن موجودًا من الأصل قبل تطوير هذا المتحور. ولهذا فذلك المتحور أصبح مدمر لحياتنا الصحية تلك الأيام.

هل ستغيرنا كورونا؟

يشير الخبراء أن وباء كورونا لن يؤثر في أجسامنا مثلما أثر الطاعون في أجسام أسلافنا، حيث أن كورونا يستهدف كبار السن، وهم غير قادرين على تطوير متحورات جينية، وإن استطاعوا فإنهم لا يستطيعوا نقلها الجيل الثاني، لأنهم يكونون أكبر من ذلك.

أقرأ أيضا

“زليخة عدي”.. المرأة التي قالت “لا” في وجه من قالوا “نعم”

عندما أشتكى رئيس وزراء إسرائيل للسادات من الشعراوي

نفسي أبقى مضيفة .. صورة نادرة لسوزان مبارك عمرها 67 سنة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!