بث عاجل

قصة وجبة يخبيء آكلوها وجوههم خجلًا من الله عندما يأكلونها

مأساة عصفور الأورتولان

كتب – أحمد المرسي

يأكل الناس أشياء غريبة. وبعضهم لا يأكل أشياء بعض، ولكن تسمح دائمًا معتقدات الشخص بأكل ما يأكله بالفعل. أما أن ياكل الإنسان أشياء عكس معتقداته الدينية والأخلاقية فهو الأمر الغريب. من تلك الأشياء التي يأكلها الناس بكل خجل، هو وجبة “الأورتولان”.

طائر الأورتولان

يسكن عصفور الأورتولان بشكل رئيسي في أوروبا. وهو من عائلة الرايات، يبلغ طول الطائر حوالي 6 بوصة، ويبلغ امتداد جناحيه 23 سم. ولونه في العادة يتنوع بين الأصفر، والرمادي والأخضر.
ولهذا النوع من العصافير ميزات محددة حيث أنه لا يبني أعشاشه قريبًا من الأرض أو عليها. وهذا ما يسهل صيده. يبلغ عمر الطائر 6 سنوات. ويأكل البذور والحشائش. بينما يأكل صغاره الخنافس والحشرات.

وجبة الأورتولان

يتم اصطياد الطيور بشباك تم وضعها أثناء رحلتها في الخريف إلى أفريقيا. ومن ثم يتم الاحتفاظ بها في الأقفاص. قبل أن يتم فقأ أعينها. حتى لا ترى ضوء النهار. وتظل تظن أنها في الليل. مما يجعلها تأكل أكثر. فتلتهم الحبوب. ويتضاعف حجمها بشكل كبير. قبل أن يتم إغراقها في أوعية النبيذة. ويترك الطائر ليموت. ثم ينقع في النبيذ. ومن ثم يتم تنظيفه من الريش والأمعاء. قبل ان يطهى لمدة ثمانية دقائق مع بعض الويسكي ليجعله طريًا. ويوضع في الأطباق.
ولأكل العصفور طريقة واحدة. هو أنه يؤكل من القدم حتى الرأس على مرتين فقط لا غير. بالعظام ويترك المنقار والعظام الكبيرة فقط لا غير.
ومن تقاليد أكل الأورتولان هو أن يغطي آكليه رؤوسهم بمنشفة بيضاء. بحسب التقاليد. التي تقول أن من يأكل العصفور بتلك الطريقة الوحشية يجب أن يختفي من أعين الله. على مثل هذا العمل الفاضح والمشين. وقد بدأ هذا التقليد عن طريق كاهن صديق لكاتب والقاضي جان أنثلم بريلات سافارين.

في وقت من الأوقات، شكلت جزيرة قبرص مستودعًا رئيسيًا لتصدير الأورتولان، التي كانت تُخلل في التوابل والخل وتعبأ في براميل تحتوي على 300 إلى 400 عصفورًا في كل منها.. في أوائل القرن العشرين، تم تصدير ما بين 400 و 500 براميل سنويًا من قبرص.

تاريخ الوجبة

تقول المصادر التاريخية أن اعداد تلك الوجبة يعود إلى العصر الروماني. وقد تم تقديمها في العديد من المآدب التاريخية الشهيرة. فمثلا قدمت في مآدب الكثير من الشخصيات العامة والأباطرة. ولازالت تقدم إلى الآن. ففي سنة 1995 كانت على مائدة الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران في ليلة رأس السنة.

تحريمها دوليا

تم حظر صيد الأورتولان في فرنسا في عام 1999، ولكن تم تطبيق القانون بشكل سيئ ويعتقد أن ما يصل إلى 50000 من طائر تُقتل بشكل غير قانوني كل عام خلال هجرة الخريف، معظمها من فنلندا ومنطقة البلطيق. وفقًا لرابطة حماية الطيور الفرنسية، انخفض عدد الفصيلة في فرنسا بنسبة 30٪ بين عامي 1997 و2007.

في عام 2007. تعهدت الحكومة الفرنسية بالتطبيق الصارم لبعض القواعد الحالية حول حظر هذه الممارسة، مع غرامة بمبلغ 6000 يورو، ويعتبر قتل الأورتولان محظورًا في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي. في عام 2007 ، أدى الضغط الذي مارسته الرابطة الفرنسية لحماية الطيور ومن الاتحاد الأوروبي إلى وعد الحكومة الفرنسية بفرض المزيد من القيود.  ولكن بعد عدة سنوات من لم يحدث أي تطور في ذلك الملف.

أقرأ أيضًا:

مصطفى محمود.. قصة رجل ألحد على سجادة الصلاة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!