تقاريرسلايد

قرن الغزال: رحلة المطواة من الحرب العالمية لأرصفة الشوارع في مصر

قضت على النبوت وشهدت على انتشار الحشيش

كتب – أحمد المرسي

تعتبر المطواة سلاح أبيض منتشر في مصر بكثرة، كانت المطواة في الأساس سكينة عسكرية يتم انتاجها في ألمانيا. وبدأ ذلك في عام 1902.

انتشر استخدامها بكثرة في الحرب العالمية الأولى، وحملها الجنود معهم للمستعمرات الألمانية في أفريقيا. فانتشرت بتلك الطريقة وسط الأفارقة.

كانت السكين في البداية تسمى أوكابي Okapi، وذلك نسبة إلى حيوان الأوكابي المميز في أفريقيا. وانتشرت بين المواطنين المحليين، فاستخدموها بشكل يومي في الحقول.

المطواة في مصر

دخلت المطواة مصر في البداية مع بداية الأربعينيات. وكان استخدامها الأول في زراعات القصب والذرة. وذلك لقوتها وسهولة فتحها. وحدة نصلها. وتوافر الكثير من شروط الأمان فيها. مما يجعلها غير مؤذية.

استخدمها الصيادون في المدن الساحلية في تخليص الشباك وقصها، وكانت وسيلة هامة في عملهم اليومي.

وقد سميت المطواة بهذا الاسم لأنها “تطوى”. ويمكن وضعها بسهولة في الجيب.

المطواة في العمل الإجرامي

مع نهاية الأربعينات. وخفوت زمن الفتوة في القاهرة، والشوارع المصرية، واختفاء النبوت، ظهر البلطجية، وقد فضل البلطجية المطواة عن النبوت، وسموها بقرن الغزال، نظرًا لشكلها الذي يشبه قرن الغزال.

استخدام النبوت كان في شوارع القاهرة غرضه بث الذعر في قلوب الضعفاء، لتحصيل موارد مادية عن طريق الإتاوات، ومع نزول الشرطة، وفض الشراكة التاريخية بينهم وبين الفتوات، ظهر في الشوارع المصرية البلطجية، والذين لم يهتموا كثيرًا بالاعراف القديمة، وقد وجدوا في المطواة القرن غزال ملاذهم.

استخدم السلاح في العديد من الدول في زراعة المخدرات ففي أفغانستان ولبنان على سبيل المثال تستخدم المطوارة في تشريط زهرة الخشخاش التي يخرج منها الأفيون.

تتكون المطواة من 5 أجزاء، منها القطعة الخشبية المكونة من الخشب الداكن، وتسمى بـ “الخوجة” و”3 نجوم وهلالين”.

منذ عام 1988 توقفت ألمانيا عن صناعة سكاكين الأوكابي الشهيرة، فبدأت مصانع جنوب أفريقيا في انتاجها. بجودة أقل من الجودة الألمانية. التي كانت تتميز بالنصل الحاد.

وأتي المطاوي لمصر من منطقتين “الصين” وهي الأرخص والأكثر رداءة، وجنوب أفريقيا، وهي الأغلى في السوق السوداء.

ويعاقب القانون المصري كل من يحمل “سلاحًا أبيض” بعقوبة صارمة قد تصل إلى المؤبد.

 

أقرأ أيضًا:

دورثي لويز إيدي: أم سيتي التي جاءت من زمن الفراعنة وعرفتنا بهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!