التريندتقاريرسلايد

“في حماية الحريم”.. عندما كانت النساء يلغين حكم الإعدام

"في حماية الحريم".. عندما كانت النساء يلغين حكم الإعدام

كتب – أحمد المرسي

للنساء حرمة مكبيرة في الشرع الإسلامي، وفي التاريخ الإسلامي ككل. يكفي فقط أن نقول أن كلمة “حريم” تأتي من الحرمة الشرعية. وتعني لفظة “حريم” في اللغة “كل ما حرم انتهاكه”. ومنها جاء كلمة الحرم المكي.

وبسبب تلك الطبيعة الخاصة للنساء في المجتمعات الإسلامية القديمة. وطوال التاريخ. تعلق بالحريم الكثير من الامتيازات. فكان نطق اسم المرأة في الشارع عيبًا كبيرًا.

ولكن الغريب أن تلك الحرمة الخاصة بالنساء قد وصلت إلى مرحلة الاعفاء عن قاتل.

الحريم والإعدام

في مصر العثمانية كانت جريمة القتل تستوجب العقاب، وهو الإعدام. ولم يكن الاعدام يتم في الخفاء وبعيدًا عن أعين الناس. فللإعدام مراسم طويلة في مصر العثمانية.

في البداية كان يتم زفة المجرم ليكون عبرة للناس، وفي أحيان كثيرًا يكون المحكوم عليه مصلوبًا على جمل، ومسمر من يديه في خشبة، أو محمولًا على حمار بالمقلوب. ويضربه العسكر من كل جانبه، والعيال الصغار يجرون وراءه، ويضربونه بالخضراوات الفاسدة.

وكان الإعدام يتم في ميدان الرميلة أو قراميدان، أو ميدان تحت القلعة، والذي يسمى حاليًا “ميدان صلاح الدين”، أمام مسجد السلطان حسن. في منطقة السيدة عائشة.

ويتم الإعدام بطريقة بشعة هي الإعدام بالخازوق، الذي يخترق جسد المجرم ليخرج من حلقه!

حرمة الحريم

وكان أحد الأعراف المشهورة، أنه في حال كانت زفة المحكوم عليه بالإعدام تمر أمام موكب لامرأة من زوجات البكوات من المماليك او البشوات العثمانيين، وإذا استطاع المحكوم عليه أن يلمس طرف ثوب تلك المرأة وهي تركب الحمار، وقال “في حماية الحريم”. فإنه في هذه الحالة يحرم إعدامه إكرامًا لهذه المرأة.

ويقول المؤرخون أن تلك كانت مشكلة كبيرة. للدرجة التي اختار فيها العساكر شوارع تخلو من سكة مرور نساء البكوات، للوصول إلى ميدان الرميلة.

نهاية العرف

ظل هذا العرف سائدًا لوقت متأخر. حتى مذبحة القلعة. وفي تلك الواقعة الشهيرة، قام محمد علي بالايقاع باكثر من 500 مملوك، ممن كانوا ينازعوه على السلطة في مصر.

وقام بالغدر بهم وقتلهم جميعًا عند باب العزب. وعندما بدأ الجنود الأرناؤوط في إطلاق النار على المماليك، استطاع سليمان بك النواب، الزحف إلى حيث الحرملك “سرايا الحريم”، وسقط عند باب نساء الباشا، وصاح “في حماية الحريم”. باعتبار أن هذا قد يغيثه. ولكن الجنود في تلك اللحظة انتزعوه من عند الباب، وذبحوه. وانتهى ذلك العرف.

وبدأ عصر الحداثة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!