بث عاجلتقاريرسلايد

في أول مقابلة لهما لماذا غير جيفارا رأيه في عبد الناصر

مقابلة الرمزين

كتب- أحمد المرسي

لا يوجد أي شك أن إرنستو تشي جيفارا هو واحد من رموز الثورة في العالم كله، والحقيقة أن الفترة التاريخية التي ظهر فيها جيفارا كانت بشكل ما فترة تألق العديد من الأسماء الثورية، وخاصة في المنطقة العربية، وعلى رأس رموزها كان جمال عبد الناصر.

والحقيقة أن جيفارا والذي يعتبر أيقونة الثورة عبر التاريخ كان متأثرًا بجمال عبد الناصر بشكل كبير. فالثورة الكوبية كانت عام 1959، بينما سبقت الثورة المصرية 1952، تلك الثورة بـ 7 سنوات كاملة. وعلى ذلك فقد كان الثوار في أمريكا اللاتينية متأثرين كثيرًا بتجربة عبد الناصر. وكان كاسترو وجيفارا ورفاقهم من المتأثرين به.

وقد كان جمال عبد الناصر يشكل تهديدًا حقيقًا على القوى الاستعمارية وأوروبا، حتى أن الصحافة الفرنسية قد شبهته بهتلر جديد بعد أن قام بتأميم قناة السويس. وخاض الحرب بنجاح ضد 3 قوى استعمارية.

الوفد الكوبي إلى مصر

في 15 يونيو 1959، وبعد 5 شهور فقط من نهاية الثورة الكوبية، وتخليص كوبا من حاكمها الرأسمالي، تم إيفاد وفد إلى مصر مباشرة من كبار رجال الدولة في هافانا لمقابلة الرئيس جمال عبد الناصر. وعلى رأس تلك البعثة تشي جيفارا.

استمرت الزيارة 15 يومًا، ويقول الصحافي المصري محمد حسنين هيكل في كتابه “عبد الناصر والعالم”، إن البعثة قد استهدفت بشكل أساسي تجربة الإصلاح الزراعي.

ناصر وجيفارا

كانت تلك هي المرة الاولى التي يلتقي فيها عبد الناصر وجيفارا، وقد كان ناصر يكبر جيفارا بعشر سنوات فهو من مواليد 1918. بينما جيفارا من مواليد 1928. ولذلك كان يعتبره الأخير قدوة له. وقد نظم أبيات شعر في عام 1956 بسبب تعرض مصر للعدوان الثلاثي، وسمّى قصيدته “نشيد النيل”.
في الوقت نفسه التي لم يعطي فيها عبد الناصر أهمية حقيقية للثورة الكوبية، لأن كاستروا كان يحصل على تأييد أمريكا في ذلك الوقت. والتي كانت قد بدأت تتحول إلى عدو لدود إلى الثورة المصرية. وقد كانت مصر في تلك الفترة مركز ملهم للثورات في أفريقيا والوطن العربي، حيث كان يجتمع فيها كبار المناضلين. قدمت مصر الدعم للثوار في الجزائر، وفي جميع أنحاء أفريقيا. وهذا بالفعل كان ملهمًا لجيفارا.

جيفارا يهرب من المراسم

كان الثائر الأرجنتيني يهرب دائمًا من المراسم الرسمية، والسجاجيد الحمراء، وأكبر دليل على ذلك مشهده وهو يدخل مقر الأمم المتحدة مرتديًًا زيه العسكري، والبيريه الشهير، ويدخن سيجاره الكوبي بلا مبالاة. ولذلك فور أن وصل إلى مصر حاول أكثر من مرة تضليل مرافقيه، والذهاب إلى المناطق الشعبية ليقابل الناس هناك، وياكل الكباب والشقف في أزقة القاهرة.
في 18 يونيو وخلال الزيارة تعرضت غزة التي كانت تحت الإدارة المصرية وقتها لهجوم. فصاحب عبد الناصر إلى هناك، وأقام بجولة تفقد فيها المخيمات الفلسطينية.

خلاف الرمزين

بدأ الخلاف بين الثائرين عند مناقشة الإصلاح الزراعي، والذي كانت مصر سابقة فيه، وكان أهم سؤال وجهه جيفارا إلى ناصر: كم من المصريين أجبروا على مغادرة البلاد؟ وقال له عبد الناصر أن العدد ليس كبير، وأن معظمهم كانوا من “المصريين البيض”، ويقصد بذلك المصريين ذوي الأصولة الأجنبية والتركية، وهذا التصريح لم يعجب إرنستو جيفارا، وقال: هذا يعني أنه لم يحدث شيء كبير في ثورتكم. إنني أقيس عمق التحول الاجتماعي بعدد الأشخاص الذين يمسهم ويؤثر فيهم، وواضح أن هناك عدد كبير شعروا أنهملم يكن لهم مكان في المجتمع الجديد.
شرح عبد الناصر لجيفارا وجهة نظره من أنه يريد تصفية الامتيازات فقط، وليس طبقة اجتماعية، وإذا شاء أفراد الطبقة الاقطاعية ان يكونوا اعضاء في المجتمع فلا مشكلة، ولكن جيفارا أصر على وجهة نظره، ولم تسفر الزيارة عن الشيء، وقد كانت الزيارة الثانية بعد ذلك في عام 1965.

الزيارة الثانية

كانت الزيارة الثانية لجيفارا سنة 1965 وفيها منحه عبد الناصر وسام الجمهورية العربية المتحدة، وقام جيفارا بإلقاء خطبة على المصريين، وشرح فيها أفكاره الاشتراكية عن المساواة، والثورة الكوبية، وأخبر أنه يريد ان يتوجه إلى أفريقيا للقيام بأنشطة ثورية خاصة في الكونغو. فحذره عبد الناصر من ذلك وقال جيفارا: “سأقرر أين سأعثر على مكان أكافح فيه من أجل الثورة العالمية وأقبل تحدى الموت”، وسأله عبدالناصر على الفور: «لماذا تتحدث دائما عن الموت؟ إنك شاب. إن علينا أن نموت من أجل الثورة إذا كان ذلك ضروريا، ولكن من الأفضل بكثير أن نعيش من أجلها”.
في 9 أكتوبر 1967 قتل جيفارا في بوليفيا أثناء قيادته لأحد الحركات الثورية، بعد أن جندت المخابرات الأمريكية فرقة مخصوصة من أجل الإيقاع به.
وعلى الرغم من هزيمة يونيو في العام نفسه، إلا أن المصريون قد وجدوا الفرصة ليحزنوا عليه حزنًا شديدًا، وقد نعاه الشاعر أحمد فؤاد نجم بقصيدة بعنوان “جيفارا مات”، تقول:

 

جيفارا مات

اخر خبر ف الراديوهات

و في الكنايس والجوامع وفي الحواري والشوارع

و ع القهاوي وع البارات

جيفارا مات

جيفارا مات

و اتمد حبل الدردشة و التعليقات

مات المناضل المثال

يا ميت خسارة ع الرجال

مات البطل فوق مدفعه جوة الغابات

جسد نضاله بمصرعه

و من سكات

لا طبالين يفرقعوا

ولا اعلانات

أقرأ أيضًا:
https://bthmoubasher.com/%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%ac%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b5%d8%b1/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!