تقاريرسلايد

غرفة الجماجم.. لغز دير سانت كاترين المرعب

قصة الدير الغريب

كتب – أحمد المرسي

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خبرًا مفاده إصدار قرار بتغيير اسم مدينة “سانت كاترين” إلى مدينة التجلي العظيم.

وأثار القرار سخرية وسخط الكثير ممن تعرضوا له. ولكن بسؤال المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، والذي قام بالتواصل مع محافظة جنوب سيناء. نفت المحافظة تغيير اسم المدينة. حيث انها منطقة تاريخية. وهو ما يغير في هويتها.

وبتلك المناسبة يعرض لكم بث مباشر.كوم تقريرًا عن مدينة سانت كاترين الساحرة، وتاريخها الطويل. ويلقي الضوء على ما يسمى بغرفة الجماجم.

تاريخ مقدس

تضرب مدينة سانت كاترين بجذورها في التاريخ. حيث أنها تحتوي على دير سانت كاترين الشهير. الواقع جنوب سيناء، أسفل جبل كاترين. وهو أعلى الجبال في مصر. ويقع بالقرب من جبل موسى. وهو الجبل الذي تجلى عليه الله لموسى النبي.

ويرجع تاريخ الدير إلى العصر الرومان. وينسب  بناءه إلى الإمبراطورة هيلين والدة الإمبراطور قسطنطين. ولكن الحقيقة أن الإمبراطور جستنيان هو من قام بالبناء الفعلي للدير سنة 545م. لتوضع فيه رفات القديسة كاترين.

ويقول التراث الكنسي أن القديسة كاترين  الإسكندرانية كانت من عائلة غنية وثنية في الإسكندرية. نهاية القرن الثاني الميلادي. وأنها آمنت بالمسيحية فترة اضطهاد ماكسينتيوس، الذي هددها، ولكنها لم تستلم تحت وطأة التعذيب، واستشهدت بعد أن أمر بإعدامها. ولكن تقول التقاليد المسيحية أن راهبًا في سيناء حلم بالملائكة يحملون جثمانها، ويطيرون به ويضعونه بحنان على قمة جبل سيناء. فاستيقظ ووجد الرفات في مكانها، بصندوق رخامي بجانب الهيكل الرئيسي، فتم دفنها في الكنسية التي أمرت الإمبراطورة ببنائها.

المكانة التاريخية

لا يتبع الدير بطريركية بعينها، ولكنه حتى نهاية القرن التاسع عشر كان يتبع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وكانوا رهبانه في العادة من اليونانيين وليسوا عربًا أو مصريين.  ويعتبر الدير أقدم دير في العالم. وهو مزار سياحي يقصده السياح من كل مكان. خاصة السياح الروس.

ويوجد في الدير مسجدًا صغير. قام الحاكم بأمر الله ببناءه. في العصر الفاطمي. ويثير الدير جدلًا بين الدارسين والمستشرقين. حيث يقول البعض أن الحاكم بأمر الله قد أمر ببناء هذا المسجد كي يحافظ على الدير من هجمات العربان المسلمين. فيما قال آخرون أنه وضع من أجل فرض السيطرة الإسلامية على الدير.

ويحتفظ رهبان دير سانت كاترين بعهدة النبي، التي يقولون أنه كتبها لهم كي تكون أمان لهم من أي جيش إسلامي يغزو المنطقة. وقد قام نابليون بونابرت أثناء الحملة الفرنسية بتقوية السور وإقامة عدة تحصينات لحماية الرهبان في الداخل.

غرفة الجماجم

في أسفل الكنسية داخل الدير يوجد مكان لإقامة الصلاة وتأبين الرهبان المتوفين. وفي ذلك المكان غرفة مهيبة. تمتليء بالجماجم البشرية، في شكل مرعب. حيث توضع الجماجم بشكل هرمي. وتلك الجماجم تعود إلى الرهبان الذين عاشوا في ذلك الدير وماتوا فيه.

ويقول التقليد أنه بعد دفن الراهب. يتم نبش قبره واستخراج جمجمته ووضعها في تلك الحجرة. للعظة. وأمام تلك الجماجم يوجد هيكل عظمي كامل لرجل يرتدي ملابس كهنوتية. ويرجع ذلك الهيكل إلى الراهب اسطفانوس، الذي أقام بوابات التوبة في طريق جبل موسى. ويعتبر الرهبان تلك الغرفة هي غرفة للعظة والعبرة. فنهاية كل إنسان كومة من العظام.

بالإضافة إلى حجرة الجماجم يوجد “معضمة” تحتوي على بقية عظام الرهبان الذين عاشوا في الدير طوال تاريخيه. ويمنع الزائرين من زيارة تلك الغرف.

 

اقرأ أيضًا:

“عمالقة كشمير”.. قصة أضخم من مشوا على ظهر الأرض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!