تقاريرسلايد

عقوبة مارسيا.. كيف عاقب الإغريق من تحدى أبولو!

عقوبة مارسيا.. كيف عاقب الإغريق من تحدى أبولو!

كتب – أحمد المرسي

في الأساطير اليونانية القديمة. يعتبر ساتير مارسيا شخصية محورية في قصتين تتضمنان الموسيقى. ففي واحدة إلتقط المزمار المزدوج “أولوس”، الذي اخترعته الإلهة آثينا، وعزف به، والقصة الثانية عندما تحدى أبولو في مباراة موسيقية فكانت نهايته.

الساتير العازف

كان مارسيا من الساتير، والساتير هم من جنود يصحبون رعاة الغنم لحماية ماشيتهم. وقد كان خبيرًا في العزف على آلة المزمار المزدوج. وكانت الإلهة آثينا هي من اختراعت الأولوس، ولكنها نظرت ذات مرة في المرآة بينما كانت تلعب عليها. ورأت كيف أن النفخ على تلك الآلة يجعل شكل خديها قبيحًا. فقامت بإلقاء المزمار، وشتمته، ولعنت كل من يلتقطه بالموت الفظيع!.

في وقت لاحق وجد مارسيا هذا المزمار، وقد أعجب الناس به، خاصة الرعاة، وقالوا أنه أفضل من أبولو “إله الموسيقى” المشهور. ولهذا فقد تحداه أبولوا أن يقدم عرضًا أمام الجميع. فيعزف على الأولوس. بينما يعزف أبولو على قيثارته.

مباراة العزف

قبل الراعي العزف. وبدأ في استخدام آلته. وآثينا تراقبه، وعلى الفور أنطلقت الموسيقى من مزماره تشنف آذان كل الموجودين، حتى أنهم طربوا وقاموا يرقصون، وعندما جاء دور أبولو، عزف على قيثارته بشكل جميل للغاية. لدرجة أن الجميع صمتوا والدموع في عيونهم.

قال المحكمون أن مارسيا عزف أفضل. وكاد بالفعل أن يغادر منتصرًا. عندما قابم أبولو بقلب قيثارته رأسًا على عقب. وعزف نفس اللحن! كان هذا شيء لا يستطيع مارسيا فعله، ثم بدأ أبولو يغني بصوته. وهو ما لم يكن منافسه يستطيع أن يفعله والمزمار في فمه. واعترض الساتير على ذلك، بحجة أن المهارة يجب مقارنتها بنفس المهارة، وليس الصوت، ولكن لم يستمع أحد عليه. وفاز أبولو.

عقوبة مارسيا

لم يهدأ أبولو إلا عندما حكم على مراسيا على تجرأه على العزف بآلة آثينا. وتحديه أبولو، ولهذا كان حكمه قاسيًا بأن يسلخ.

وتم سلخ مارسيا حيًا في كهف بالقرب من مدينة كاليني. بسبب غطرسته لتحدي إله. ثم قام أبولو بتسمير جلده على شجرة صنوبر. بالقرب من بحيرة أولوكرين “في تركيا الحديثة حاليًا”. والتي قال المؤرخ “سترابو” أنها غابة مليئة بالقصب الذي صنع منه المزمار.

حزن إخوة وأخوات مارسيا عليه. وبكوا، حتى تحولت دموعهم إلى نهر مارسيا في فريجيا وهو نهر يطلق عليه اسم Çine Creek اليوم.

ويقول المؤرخ هيرودوت أن جلد مارسياس كان لازال مرئيًا وأنه قد شاهده بنفسه، وقال هيفايستيون المؤرخ اليوناني، أن الإغريق في مهرجان أبولو كانوا يقومون بتقديم جلود ضحاياهم إلى أبولو. مثل جلد مارسيا!.

أما عن أبولو فيقول بعض المؤرخون أنه تخلى عن قيثارته بعد أن فعل ذلك بمارسيا. وقد شعر بالذنب تجاهه. ولم يعد يظهر كذلك بها في المنحوتات.

أقرأ أيضًا:

السر في كلمة “توكلت على الله”.. قصة كارثة رحلة مصر للطيران 990

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!