سلايد

“عانى من الأرق طيلة حياته”.. حكاية شاب ظل 11 يوم بدون نوم

"عانى من الأرق طيلة حياته".. حكاية شاب ظل 11 يوم بدون نوم

في الستينات كان الحديث على أشده، حول سؤال طرحه العلماء، ماذا يحدث للإنسان إذا امتنع عن النوم، لم يجربوا بالطبع على الإنسان، ولكن جربوا على قطط، منعوها من النوم لمدة 15 يوم، وكانت النتائج كارثية بوفاة القطط، لكن ربما لم يضع العلماء في حسبانهم تأثير استخدام المنبهات على القطة.

حتى أتي طالبان في معرض العلوم وقررا التجربة على انفسهم، ليعيشا التجربة الأشهر في عالم تجارب النوم، ليجيبا عن سؤال، ما الذي يحدث للإنسان إذا ظل 11 يوم بدون نوم.

في عام 1963، كان لدى اثنين من طلاب إحدى المدارس الثانوية في الولايات المتحدة الأمريكية، “وهما راندي جاردنر وبروس مكاليستر”، فكرة لمشروع معرض العلوم مضمونة النجاح وهي تجربة آثر قلة النوم على الإنسان.

في البداية، قام الثنائي بعمل “توس – رفة”، لمعرفة من سيقوم بالتجربة ومن سيراقبه، ووقع الاختيار على راندي جاردنر.

التجربة

كانت التجربة أن يقوم بشخص بتجربة عدم النوم ويقوم الآخرون بدراسة نتائج التجربة والآثار الجانبية التي تحدث بسببها.

مر اليوم الأول بسلام، وشعر جاردنر أن الأمر بسيطا، لكن في اليوم التالي بدأت أثار التجربة في الظهور، حيث بدأ جاردنر يعتر في نطق الكلمات، وفي اليوم الثالث، نام المراقب مكاليستر دون أن يشعر حيث كان يدون ملاحظات على الحائط فنام واقفا وهو يدون ملاحظاته، ليقررا تعين شخص ثالث للتناوب على مراقبة جاردنر، ووقع الاختيار على جو مارسيانو أو ماركيانو، وبعدها انضم لهم، باحث في النوم من جامعة ستانفورد، وهو ويليام ديمينت بعد أن قرأ عن تلك التجربة في صحيفة سان دييجو.

في اليوم الرابع من التجربة، بدأ جاردنر يشعر بالهلاوس، لكنه رغب في إكمال التجربة، وتوجهوا له بسؤال، أن يعد من 100 لـ 1 تنازليا، وفي كل مرة يطرح 7.. فبدأ العد ..100 – 93 – 86 – 79 .. ثم توقف وعندما سألوه عن سبب توقفه، قال إنه لم يتذكر ما الذي كان يفعله أصلا.

أثار التجربة على جاردنر

وكان الدكتور ويليام ديمنتى، احد الباحثين في مجال النوم الطبيعي ومساعدوه يسجلون التغيرات التي تصيب عقله باستخدام سلسلة من الاختبارات الحسية.

حيث مر جاردنر طوال فترة التجربة بعدة تغيرات، فبعد يومين بدأ يواجه مشاكل في تكرار الجمل التي تحتوي على كلمات متشابهة مثل: لم أجد حلاً يحل محل الحال الحالي لحالتي. كما توقف عن معرفة الأشياء باللمس بما يعني ضعف حاسة اللمس لديه، لكن على النقيض زادت حواسه قوة وزادت حساسيته للروائح القوية.

بحلول اليوم الخامس كان جاردنر يهلوس وأصبح لا يتذكر الأحداث على المدى القصير، بل وينسي ما الذي كان يفعله كأن يقرر الخروج ثم ينسي ما الذي قرره. وكان زملاؤه يستخدمون الأنشطة البدنية ليبقوه مستيقظاً حيث تطور مستواه في اللعب أثناء التجربة، حيث مارس كرة السلة وتفوق فيها عن مستواه قبل التجربة.

نهاية التجربة

في النهاية، بقي جاردنر مستيقظاً لـ 264.4 ساعة، أو ما يعادل حوالى 11 يوماً و 25 دقيقة، وبعد انتهاء التجربة، قال “جاردنر” إن البقاء مستيقظًا أثناء النهار المضاء بنور الشمس كان أسهل بكثير، لكن الصعوبة كلها كانت بالليل، حيث الأجواء الهادئة التي تساعد على النوم، كانت تجعل الأمر صعبا للغاية.

وانتهت هذه التجربة في الثامن من يناير عام 1964، بعد أن قرر الصديقان أنهما يريدان تحطيم الرقم القياسي للبقاء دون نوم لأطول فترة ممكنة، والذي كان مسجلا لصالح فنان موسيقي مقيم في هونولولو في هاواي، حقق 260 ساعة بدون نوم، أو أقل بقليل من 11 يوماً، بحسب بي بي سي.

وكانت هذه التجربة تحظئ بتغطية إعلامية كبيرة، حيث كانت ثالث أهم قصة مكتوبة في الصحافة الوطنية الأمريكية بعد خبر اغتيال جون كينيدي، وخبر زيارة فرقة الـ “بيتل”

فاز جاردنر بالمركز الأول في معرض العلوم، ودخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكثر شخص ظل مستيقظا بدون استخدام منبهات، هذا عن الجانب المشرق في القصة.

بعد التجربة نام جاردنر 14 ساعة متواصلة ظلا يرقبانه لمعرفة تأثير النوم عليه بعد كل هذه الفترة من الاستيقاظ، ولم يستيقط إلا لدخول المرحاض، وعاش حياته بشكل طبيعية، لكن الجانب المؤلم، هو أن جاردنر عانى من مشاكل في النوم لعقود، وحتى وقتنا هذا لا يستطيع النوم أكثر من 6 ساعات مهما حاول.

وأُرسلت نتائج راندي من المستشفى إلى أريزونا لدراستها، وخلصت المستشفى أن دماغه كان ينام طوال الوقت مثل غفوة القطط، إذ كان جزءا من دماغه نائما والآخر مستيقظا”.

تجربة النوم الروسية المميتة

تدوينة تنتشر بين الحين والآخر عن تجربة روسية لمنع النوم عن عدد من الأشخاص حتى تحولوا لهذه الصورة، وهي القصة التي تلقى رواج هائل، لكن هذه القصة برمتها قصة غير حقيقية، وهي قصة رعب كتبها مؤلف مجهول، وليس لها علاقة لا بالعلم. 

صور من التجربة

المصادر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!