تقاريرسلايد

إدوراد مورديك.. قصة الرجل ذو الوجهين الحقيقي

وجه شيطان ووجه إنسان

كتب – أحمد المرسي

واحدة من أغرب القصص حزنًا عن التشوه البشري هي قصة إدوارد مورديك، الذي يُقال إنه وريث أحد أنبل النبلاء في إنجلترا، ومع ذلك فإنه لم يطالب بلقبه الملكي أبدًا.

كان إدوارد يمتلك وجهًا وسيمًا للغاية يشبه وجه “أنطونيوس” في الأساطير اليونانية، ولكن في مؤخرة رأسه، وخلف جمجمته كان هناك وجه آخر، بشع كشيطان، تظهر عليه علامات الذكاء، ولكنه ذكاء من النوع الخبيث.

أصوات الهمس

لم يكن هذا الوجه يأكل أو يشرب أو حتى يتحدث، ولكنه كان يسخر من موردوك عندما كان يكون سعيدًا، وعندما ينام حزينًا فهو يبتسم في المساء، وقد بدأت معانا موردوك عندما بدأ يسمع الهمس من ذلك الوجه عندما كان يحاول أن ينام.

تسبب هذا الوجه للشاب ذو الـ 23 عامًا في عذاب شديد، وقد توجه إلى أكثر من طبيب أبدو استغرابهم من حالته العجيبة، وقالوا أنها حالة نادرة، وعندما طلب منهم الشاب إزالة ذلك الوجه الآخر من جمجمته، رفضوا وأقالوا أن هذا غير ممكن من دون قتله، وأن هذا مستحيل من الأصل.

مورديك والطبيب مانفرز وتريدويل

كان الوجه يبتسم ويسخر بينما كان مورديك يبكي، وكانت العيون تتحرك وتراقب ما يحدث حوله، وكانت الشفاه “تثرثر دون توقف”، صحيح أنه لم يكن هناك صوت مسموع منها، لكن مورديك كان يؤكد أنها تمنعه من الراحة في الليل، واسماه “الشيطان الذيي لا ينام أبدًا”.

في النهاية ذهب موردوك إلى الطبيب مافنرز وتريدويل وأخبره أنه يعيش في جحيم، وأنها يصور له الجحيم، ويقدم له الإغراءات، وأخبره أن هذا الوجه هو لعنة بسبب الشر الذي لم يغتفر لأجداده. وقال له: “أتوسل إليك وأرجوك، وأن تسحقه، وتجعل مظهري بشري طبيعي، حتى لو كنت سأموت من أجل ذلك”.

فحص مانفرز وجه إدوارد الذي يسيل منه اللعاب، وقال له أن هذا مستحيل، لا يمكن إزالة الوجه بدون أن يقتله، وهو يرفض ذلك.

النهاية المأساوية

بعد تعب طويل و 23 عامًا قضاها موردوك مع هذا الوجه، قرر أن يعزل نفسه عن الناس، وأن يعيش وحيدًا، ولكن ولكون الإنسان كائن اجتماعي فقد تحول هذا إلى اكتئاب مزمن لدى إدوراد، وقام بشراء السم، ثم شربه، وعلى الفور صمت كل شيء في عقله، ولقى حتفه شابًا يافعًا في سبيل تخلصه من هذا الوجه الذي كان يكرهه.

أقدم مرجع

تم العثور على أول وصف معروف لمرداكي في مقال نشر عام 1895 في صحيفة بوسطن بوست بقلم الكاتب تشارلز لوتين هيلدريث. يصف المقال عددًا من الحالات التي يشير إليها هيلدريث بـ “الغرائب البشرية”، بما في ذلك امرأة كان لها ذيل سمكة، ورجل بجسد عنكبوت، ورجل كان نصف سلطعون، وإدوارد مورديك. قال هيلدريث أنه عثر على هذه الحالات الموصوفة في التقارير القديمة للجمعية العلمية الملكية.

وفقًا لمقالة نشرت عام 2021 في صحيفة USA Today، فإن “الجمعية العلمية الملكية” الوحيدة المعروفة تأسست في عام 1970 ولم يعثر فيها على حالة مشابهة، ويشكك البعض أن لوتين ألف تلك القصة.

التشوه والطب

تضمنت الموسوعة الطبية لعام 1896 الطفرات الغريبة التي لاحظها الأطباء، ووصفت في تلك الموسوعة حالة مرداكي، ولكن الموسوعة لم تقدم تشخيص طبي لهذا التشوه النادر. ويعرف الآن هذا التشوه بأنه أحد أنواع العيوب الخلقية من أشكال القحف الطفيلي “رأس توأم مع جسم غير متطور” أو “إذدواجية قحفية diprosopus“، أو التوأم الملتصق غير المتساوي.

أقرأ أيضًا: 

صلاح أناني.. قراءة في كتاب”سنواتي في ليفربول” لروبرتو فيرمينيو

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!