تقاريرسلايد

سجنه في صندوق أرز.. هكذا تخلص ملك كوريا من ابنه المجنون

بموافقة أمه

كتب – أحمد المرسي

قد ينظر الإنسان الآن وفي العصر الحديث لأحداث الماضي بطريقة مختلفة عما كان يراها سابقوه. فنرى الابن يقتل اباه صراعاً على الملك، ونرى الأب يقتل ابنه ليحافظ على عرشه. وأحد تلك القصص المأساوية هي قصة سادو ملك جوسون.

الأمير الأحمق

تبدأ الحكاية في عام 1735 عند ميلاد الأمير سادو ابن الملك يونغجو ملك جوسون. أحد أشهر ممالك كوريا. والذي ولد لمحظية الملك إي يونغبن.

وعلى الفور صار الرضيع ابن المحظية أميرًا. ولان أخيه الأكبر قد توفي قبل ولادته بأكثر من 7 سنوات. فقد أصبح سادو هو ولي العهد بطريقة مباشرة.

الأب القاسي الحكيم

يعتبر الملك يونغجو واحد من أشهر ملوك كوريا القدامى. والذين عرفوا بالقسوة والحكمة في الوقت نفسه. حيث عرف بإصلاحاته الكبيرة على مستوى البلاد. وإعادته لهيبة الديانة الكونفشيوسية.

وعلى الرغم من ذلك هذا الملك في المصادر التاريخية بإصلاحاته وبكونه حاكم قوي. إلا أن ذلك اقترن بقسوته على ابنه “سادو”. والذي كان يضربه في صغره. ويقسو عليه. وكانت تلك القسوة غير المبررة هي أغرب قصة.

تدهور حالة الابن

عرف سادو بمرضه في القصر بمرضه الشديدة واعتلال صحته. حيث أنه كان يصاب بنوبات إغماء عديدة. وهو ما جعله مكروهًا من والده الذي كان يرى ذلك بحسب التقاليد القديمة عارًا. وهو ما جعل ولي العهد في نظر المنافسيين السايسيين.

ومع توبيخ الشاب الذي كان في عمر 15 عامًا أمام المسؤولين والوزراء من أبيه زادت المشكلة. بشكل كبير. وأثر ذلك فيه نفسيًا. وتدهورت حالة الأمير بسبب وفاة أخته الأميرة “هو هيوب” سنة 1752. ووصلت الحال بالأمير أن يصاب بالهلاوس.

قتل الخدم

كانت حالة الأمير سادو مستقرة. حتى بدأ مرضه النفسي يتطور إلى أن قام بقتل أحد الخدم. بقطع رأسه. ولم يستطع أي من الخدم أن يشكو من ذلك. فتطورت الأمور إلى أن قتل خادم آخر. وقام ببمارسات جنسية مع الخادمات. واتسم سلوكه مع زوجته بالعنف. للدرجة التي لم تكن تستطيع فيها حضور الاجتماعات الملكية بسبب اصاباتها في وجهها.

عندما علم الوزراء بأمر الأمير. شكوه إلى والده. الذي لم يكن يملك أن يقتله. بناء على القوانين. ولذلك فقد احتال على هذا الأمر. ونفذ ذلك في عام 1762، والأمير بعمر 27 عامًا.

اعدام قاسي

اتفق الملك مع والدة الأمير يونغبن على أن ينهوا حياة ابنهم. وقام بوضع ابنه في صندوق خشبي لخزن الأرز. وأغلق الصندوق عليه. وتركه بدون طعام أو ماء. مسجونًا. وبعد ثمانية أيام. فتحوا الصندوق ووجدوا الأمير وقد فارق الحياة!.

الدفن

ببعد وفاة ولي العهد سادو مات  الملك جونغجو. وكان من ارتقى مكانه الحكم. هو حفيده من ابنه المجنون الملك جونغجو. الذي أمر معاونيه بان يستخرجوا جثة أبيه المدفون في جبل بايونغسان. وأمر بنقه وعمل له نصب تذكاري. ودفنه فيه سنة 1796 في قلعة هواسونغ. حيث لازال إلى الآن.

وتذكر المصادر أن الملك جونغجو عندما جلس على العرش صرخ في الجميع:”أنا ابن ولي العهد سادو”. محذرًا للمسؤولين الذين تورطوا في قتل والده.

ويقول المؤرخين من أنه على الرغم من أن ذلك الملك قد جاء من أب مجنون. إلا أنه كان ملكًا حكيمًا ساهم في تطوير بلاده، وإصلاحها!.

اقرأ أيضًا:

هل نجا أدولف هتلر من الحرب العالمية الثانية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!