تقاريرسلايد

“زحل يلتهم ابنه”.. حكاية 14 لوحة مرعبة رسمها جوتا قبل الموت

"زحل يلتهم ابنه".. حكاية 14 لوحة مرعبة رسمها جوتا قبل الموت

كتب- أحمد المرسي

يمتلي تاريخ الفنون بالكثير من الغموض. خاصة لوحات بعينها، ومن بين هذه اللوحات هي لوحة “زحل يلتهم ابنه”، وقد رسم الفنان الإسباني “فرانسيسكو جويا” تلك اللوحة في أواخر أيام حياته من بين 14 لوحة سميت باللوحات السوداء.

اللوحات السوداء

كان فرانسيسكو جويا يعاني في نهاية حياته ما بين 1819 و1823 من الصمم، وقد رسم تلك اللوحات نتيجة الهلع والهستيريا التي أصابته بسبب خوفه من هذا الصمم. وهو الصمم الذي أصيب به في عمر 46 عامًا. بالإضافة للأحداث السياسية الكارثية التي كانت تمر بها أوروبا وخاصة المجتمع الاسباني. كالحروب النابليونية. وكثرة القتل والشر.

قام جويا برسم اللوحات بالألوان الزيتية. وقام بتعليقها على جدران منزله في غرفتي الطعام والجلوس. فظهرت للناظر من خلال مواضيعها المرعبة والكئيبة.

الغريب أن جويا لم ينوي أبدًا أن يقوم بعمل معرض للوحاته المريعة. ولكنه رسمها لنفسه فقط. للدرجة أنه لم يطلق عليها أية أسماء. وكل الاسماء لهذه اللوحات كانت من المؤرخين للفن لا أكثر.

بيت الرجل الأصم

اشترى جويا منزله قبل مرضه بوقت قصير. ولهذا عندما أصيب بالصمم فقد سمي المنزل بالكامل باسم “منزل الرجل الأصم”، ويقول المؤرخون أن جويا عندما أصابه الصمم شعر باليأس الشديد. وانعزل عن الناس. وعندما بدأ يرسم كان يرسم ليعبر عن سواد النفس البشرية وخوفه من الجنون. ويلاحظ كل من يرى تلك الصور الألوان الغامقة الكئيبة. والمواضيع المرعبة.

رموز اللوحات

تعكس اللوحات التشاؤوم من الحياة. والكئابة. وقد استخدم جويا الاساطير القديمة والمخيفة للدلالة على أفكاره السوداوية في تلك اللحظة. كمثال لوحة “سبت الساحرات” والتي يظهر فيها نساء ساحرات يجلسن أمام عنزة في رمزية شديدة. وبجوارهم طفلة صغيرة تنظر لهن برعب. أول لوحة قتال الهروات وقد جسد فيها جويا اثنان يتصارعان بالهراوات حتى الموت. لأنهم باختصار يتصارعان في الخلاء ولن يوقف قتالهم إلا الموت.

إن مسحة الرعب والجنون هي السمة الأساسية للوحات جويا الأربعة عشر. تعبر عن عالم فقد إنسانيته. متعصب لا متسامح يمتليء بالشر والحقد على الأخرين.

زحل يأكل ابنه

تعد لوحة “زحل يأكل ابنه” واحد من أكثر اللوحات تعبيرًا عن حالة جويا في تلك الفترة من الاحباط والاكتئاب. وقد جسد فيها “زحل” أو “كرونوس” العملاق الذي بحسب الأسطورة يأكل ابناءه خوفًا من أن يكبروا ويسيطروا على عرشه. ولهذا بدأ في أكلهم كلما أنجبهم!.

وتعود الاسطورة الي الديانة الاغريقية القديمة. فقد كان زيوس آخر هؤلاء الابناء ولكن أمه هربت به من وجه أبيه. واستطاع أن ينجو وعاد ليقاتله بعدما كبر.

أقرأ أيضًا:

لماذا تلد الأمهات على ظهورهن.. رغم أنها ليست الطريقة الصحيحة للولادة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!