تقاريرسلايد

مومياء رجل تولوند.. شاهد على جريمة قتل قبل ألفي سنة

مومياء رجل تولوند.. شاهد على جريمة قتل قبل ألفي سنة

كتب – أحمد المرسي

في 8 مايو 1950 وبينما يستخرج فيجو وزميله إميل الفحم من أحد المستنقعات بالدنمارك، عثرا على جثة في قاع مستنقع، في البداية ظنا أنهما اكتشفا ضحية جريمة قتل حدثت مؤخرًا. ولكن ما لم يكونا يعرفانه أنهما اكتشفا أشهر مومياء. ماتت قبل أكثر من ألفين سنة.

حالة مومياء رجل تولوند

على الفور أخبر الرجلان الشرطة. وعندما جاءت الشرطة لمعاينة الجثة. حاروا في معرفة وقت وفاة وصاحب الجثة. فتم استدعاء خبراء الآثار الذين فحصوا الجثة. وخروجوا بنتيجة مفادها أنها تعود لألفي عام مضت.

كانت الجثة وضع الجنين. ويرتدي قبعة مدببة من جلد الغنم، مثبتة تحت ذقنه، وكان عليه حزام جلد ناعم حول خصره. بالإضافة إلى حبل مشنقة ملفوف حول عنقه، ويمتد لأسفل ظهره. كان جسده عاريًا. وشعره قصير، وكانت له لحية قصيرة طولها 1ملم، مما يوحي بأنه عادة ما كان يحلق لحيته. ولكنه لم يحلقها يوم موته.

قال العلماء أن عمر مومياء رجل تولوند حوالي 40 سنة.

الفحص العلمي والاستنتاجات

أشار التآريخ بالكربون المشع لرجل تولند إلى أنه توفي حوالي 405-380 قبل الميلاد. وأشار الخبراء إلى أن النباتات والطحالب في المستنقع ساعدت على الحفاظ على الجثة. لأن الطحالب تقاوم تدهور المركبات الفينولية.

عرف الخبراء عن طريق فحص عينات من عظام الفخذ والشعر. أنه أمضى سنته الأخيرة في الدنمارك. وأنه ربما يكون قد تحرك 30 كيلومترًا على الأقل في الأشهر الستة الأخيرة قبل وفاته.

وأظهرت الفحوصات والأشعة السينية أن رأس الرجل لم يتضرر وأن قلبه ورئتيه وكبده بحالة جيدة. طوله كان  1.61 م وهي قامة قصيرة نسبيًا حتى في ذلك الوقت. ومن المحتمل أن يكون الجسم قد تقلص في المستنقع.

في تقرير التشريح الأولي خلص الأطباء إلى أن رجل تولوند مات شنقًا وليس خنقًا. حيث ترك الحبل أخاديد مرئية على جلده وتحت ذقنه. ولم يكن هناك علامات على مؤخرة العنق. وهو ما يدل أنه لم يتم خنقه.

بعد إعادة الفحص في 2022 وجد علماء الطب الشرعي المزيد من الأدلة. حيث وجدوا أن لسانه منتفخ. وهو مؤشر على الموت شنقًا.

الوجبة الآخيرة

عن طريق فحص المعدة والأمعاء وجد العلماء أن الرجل قد تناول آخر وجبة له. قبل 12 أو 24 ساعة من موته. وأنها عصيدة. مونة من الشعير وبذور الكتان، والأعشاب.

كانت العصيدة شائعة في ذلك الوقت. نظرًا لعدم وجود اللحوم والفاكهه الطازجة. ويقترح العلماء أن الوفاة كانت في الشتاء أو أوائل الربيع. حيث تكون تلك العناصر متوفرة.

في عام 1976 أجرت الشرطة الدنماركية تحليلًا لبصمات أصابعه، مما جعل بصمة إبهام رجل تولوند أقدم البصمات المسجلة لبشري.

لماذا مات رجل تولوند

يعتقد العلماء أن رجل تولوند مات لأحد السببين، الأول هو الإعدام بسبب الثورة. حيث وجد في عصر سابق للفترة الرومانية. أو أنه قد قدم كقربان للإله نيرثوس. إله الخصوبة. في معتقدات شمال أوروبا.

ولازال يحتفظ بجثة رجل تولوند في متحف سيلكبورج في الدنمارك. على الرغم من أن الجسد تعرض لحالة كبيرة من التلف بسبب عدم تطور التكنولوجيا الكافي في أوائل الخمسينات.

أقرأ أيضًا:

كفن تورينو..كيف اكتشفوا وجه عيسى عليه السلام من كفنه

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!