وُلد التوأم ديزي وفيوليت هيلتون في 5 فبراير 1908 في مقاطعة ساسكس بإنجلترا (في الجنوب الشرقي لإنجلترا في بريطانيا)، وقتها اعتقدت والدتهم “كيت سكينر” الجرسونة الفقيرة، أن بناتها ولدوا ملتصقين كعقاب لممارسة الجنس دون زواج، حيث كانت كيت سكينر عزباء، وأقامت علاقة مع ابن الأسرة التي تعمل بها، وكانت نتيجة هذه العلاقة هي ديزي وفيوليت هيلتون.
الأم تبيع بناتها
كان التصاق الفتاتان في منطقة أسفل الظهر ولم يتشاركا في أية أعضاء، الأمر الذي أنعكس على حياتهما، حيث عاشا بشكل صحي طيلة حياتهما، لكن كيت الأم أرادت أن تتخلص من الثنائي، وقتها كانت كيت تعمل في حانة تمتلكها سيدة تدعي ماري هيلتون.
عرضت ماري هيلتون على كيت أن تأخد الفتاتين، وافقت كيت، مقابل دفع رسوم رمزية لها في المقابل، أي أن كيت باعت بناتها، لا تنزعج، العالم ملئ بقساة القلوب. لكن هل كانت ماري هيلتون تحب الفتيات؟، الإجابة لأ، هي أرادت أن تستغل الظرف الصحي لهما، يمكنك القول إنها كانت تستثمر فيهما، وأعطتهما اسم ديزي وفيوليت وبالطبع حملوا اسمها ليكونوا ديزي وفيوليت هيلتون، ليعملا في الحانة ويقدما عروضا يقبل عليها الناس لرؤية التؤام الملتصق، عروض أشبه بعروض السيرك التي كانت منتشرة في هذا الوقت، الحقيقة أن الجميع تاجر بهم.
بداية من سن الثالثة انتقل الثلاثي ديزي وفيوليت وماري هيلنتون في عروض سيرك في الولايات المتحدة، وكانا يطلقا على ماري هيلتون لقب “عمتي”، لكنها كانت تضربهما بشدة وتعاملهما بقسوة، ربما وقتها كانا يسألا عن السبب، لكنهما كانا يحتضنا أنفسهما ويبكيان.
من قسوة لقسوة
سنة 1915 ماتت ماري هيلتون، لكن القصة لم تتحول للسعادة، حيث انتقلت تبعيتهما لـ إديث مايرز ابنة ماري هيلتون، وكانت أقسى من أمها، والتي رفضت تعليمهما وأجبرتهما على تعلم الرقص والعزف على الآلات الموسيقية، لكي يكون العرض الذي يقدمانه أكثر متعة، الأمر لم يتوقف عند أديب مايرز، لكن أنضم لها زوجها مايرز، الزوج الذي كان يكره الفتيات ويضربهما، ولم يعطيهم أي أموال مقابل عملهما.
ظل الأمر على ما هو عليه، حتى وصلت الفتيات لسن 23 سنة، عندما قامتا برفع قضية ضد إديث ومايرز ليطالبا بالتحرر من قبضتهما، وحكمت لهما المحكمة بذلك وتعويض 100 ألف دولار.
عاش الثنائي أكثر من قصة حب، بل وتزوجا أكثر من مرة، ووفقا للفتيات، استطاع هاري هوديني، أستاذ في فن الوهم، تعليم الفتيات الانفصال بعقولهن، لذا وقع الثنائي مرة في حب نفس الرجل، وظلا لأيام لا يتحدثان لبعضما البعض، تخيل أثنان يتشاركا نفس الجسد لا يتحدثان، بل وأقامتا علاقات عاطفية وجنسية، وكانت عند إقامة واحدة منهن علاقة مع رجل، كانت الآخرى تفعل شيء آخر، مثلما قالت ديزي مرة “وقتها أنا أقوم فقط بقراءة كتاب أو تناول تفاحة، ولا يعنيني الأمر في شيء”، الغريب أن الرجل الذي وقعا في حبه الاثنان سويا كان متزوجا، ورفعت زوجته قضية تطالب الفتيات بتعويض ربع مليون دولار نتيجة لخطف زوجها، تزوجت فيوليت من جيم مور لكن اكتشفت إنه مثلي الجنس، فتم الانفصال بعد عشرة أيام.
حياة الفقر
ولكن الأموال انصرفت عنهما بعد أن مل الناس من عروضهما التي لا جديد بها، فقرر الثنائي العمل في السينما، فقدما عام 1951 ببطولة فيلم “بالسلاسل مدى الحياة “Chained for Life”، وهو فيلم قائم بالأساس على قصتهما، لكن الفيلم لم يحقق نجاح يُذكر، واجمالا قدم الثنائي هذا الفيلم وفيلم Freaks.
سنة 1955، حاول الثنائي فتح كشك لبيع النقانق في عام 1955، لكن الجيران حاربوهما كثيرا، وظلا يبحثان عن العمل حتى عملا في مطعم في شارلوت بولاية ساوث كارولينا في عام 1961 لكن المطعم أفلس وتم تسريحهما، وعملا في محل بقالة حتى 4 يناير 1969.
غابت ديزي وفيوليت عن العمل لعدة أيام، فاتصل صاحب العمل بالشرطة لكي تبحث عنهما، فعثرت الشرطة على الثنائي جثث هامدة في شقتهما، ماتت ديزي في البداية، وظلت فيوليت 4 أيام تعاني بجوار جثة شقيقتها حتى رحلت بعدها، وتم دفن الثنائي في مقبرة فورست لون ويست في شارلوت، في 4 يناير 1969، عن 61 سنة.
المصادر
2 – اي ام دي بي
