تقاريرسلايد

خلاف وصل لمحاولة الاغتيال.. سر الصراع بين سعد زغلول ومصطفى كامل

حزب الأمة وحزب الخديوي

كتب – أحمد المرسي

لا خلاف أن كلا من مصطفى كامل وسعد زغلول، يعتبران رمزان وطنيان كبيران في مصر. فكلاهما يزين تمثاله منطقة وسط البلد في القاهرة. باعتباره واحدًا ممن ساهموا في تحرير مصر من سطوة الإنجليز والاستعمار. وهذا ما يعرفه عنهم أغلب المصريين، وما درسوه في المدارس. ولكن لذلك الاعتقاد حقيقة أخرى. ووجه جديد. ربما لم ندرسه في المدرسة.

حزب الشيخ وحزب الخديوي

بعد الاحتلال الإنجليزي لمصر في عام 1882. دخلت مصري مرحلة أخرى. تبعت فيها رمزيًا الدولة العثمانية. التي كانت “أيالة”. فيها. وصارت على أرض الواقع تحت حماية التاج البريطاني.

وبناء على ذلك الموقف. انقسمت الحركة الوطنية إلى قسمين. القسم الأول كان يمثله الخديو عباس حلمي الثاني. الذي عرف بمعاداته للإنجليز واللورد كرومر الذي كان يسميه “الولد” استهزاءًا به.  وهذا الحزب هو “الحزب الوطني”، وجسده مصطفى كامل. والحزب الثاني نشأ على يد الشيخ محمد عبده. رمز النهضة الإسلامية في مصر. ومنه سعد زغلول تلميذه.

ورأى الحزب الوطني أن مصر يجب أن تستقل عن الإنجليز وتعود إلى حظيرة الدولة العثمانية، فيما رأى حزب الأمة أن مصر يجب أن تستقل ولا تتبع أي دولة أخرى.

محمد عبده
محمد عبده

بداية الصراع

في عام 1905 حدث ما يسمى بحادث طابا. عندما قام بعض بدو سيناء بأعمال شغب على الحدود المصرية. فقامت الدولة العثمانية بدفع قواتها إلى داخل سيناء. مما دفع القوات الإنجليزية للتصدي لذلك العدوان. وكان موقف الحزب الوطني أنه من حق الدولة العثمانية التدخل عسكريًا في طابا. بل في مصر كلها. بينما رفض حزب الأمة ذلك الوضع. وفضل أن تتم المفاوضات مع الإنجليز من أجل الجلاء.

احتدام الخلاف

احتدم الخلاف بين الحزب الوطني وحزب الأمة ببطليه مصطفى كامل وسعد زغلول، ووصل الأمر إلى التراشق لفظيًا. حيث سن مصطفى كامل قلمه وبدأ يقدح في شخص سعد زغلول. ونواياه. واتهمه بأنه عميل للإنجليز. لأنه كان يرفض العمل المسلح ضدهم. ويفضل طريقة المفاوضات.

فوق الخلاف السياسي كان هناك خلاف آخر أيدلوجي. حيث كانت ايدلوجية مصطفى كامل ايدلوجية اسلامية ترفض التجديد. بينما كان سعد زغلول تلميذ محمد عبده منفتح إلى تمدين مصر. متحمس لأفكار أشخاص مثل قاسم أمين وغيرهم.

فتح مصطفى كامل النار على سعد زغلول، في جريدة اللواء، وتطور الخلاف عندما عارض زغلول مقترحا لتحويل لغة التعليم من الإنجليزية إلى العربية. فهاجمه كامل مجددًا. وكتب مقالا اخر بعنوان “فشل وزير”. اعتبر فيه سعد زغلول لم يعين في مكانه إلا لأنه صديق الإنجليز. وكتب:

“سعد زغلول فشل فشلا عظيما. ولو كان وزيرًا أوروبياً لتقدم باستقالته في الحال، ولكنه وزير في مصر يعتقد أن ثقة اللورد كرومر به كافية لحمايته”.

لم يرد سعد زغلول على اتهامات مصطفى كامل.

وفاة مصطفى كامل

توفى مصطفى كامل في عام 1908. وقال سعد زغلول في مذكراته أنه لم يشعر بالأسف عندما علم بوفاته. وعندما أقام له الخديوي جنازة عسكرية، تعجب، وقال: “هذا الرجل ليس بشيء، إنه نصاب!”

واهم كامل بالمحاباة لأغراض شخصية ومحاباة الخديوي، وكتب : كيف يسند إلى هذا الشاب ذلك الأثر مع أنه وجد قبل أن يخلق، أليس إجحافا بالحقوق أن ننسب هذه النهضة إلى مصطفى كامل وحده”.

محاولة اغتيال سعد زغلول

على الرغم من وفاة كامل. إلا أن عداء الحزب الوطني استمر إلا أنه في يوم السبت 12 يوليو عام 1924. اقدم شاب يدعى عبد الخالق عبد اللطيف. على إطلاق النار على الزعيم الوفدي بهدف قتله. في محطة القطار. بينما كان يهبط منها من أجل مقابلة الملك فؤاد. بمناسبة عيد الأضحى. ولكن الرصاصة أصابت ساعده فقط. وعندما حاول الشاب أن يجهز على سعد بمسدسه القديم. تكالب عليه الجمع. وأوسعوه ضربًا.

في التحقيقات عرف أن هذا الشاب ينتمي إلى الحزب الوطني. وأنه فعل ذلك بسبب سفر سعد زغلول للتفاوض مع الإنجليز. وهو ما كان ضد منهج الحزب.

في النهاية استمر العداء بين الطرفين حتى وافة المنية الزعيمين.

 

أقرأ أيضًا:

قبل وفاة الريحاني.. هذه هي النهاية الأصلية لفيلم غزل البنات

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!