تقاريرسلايد

حافظ نجيب “الثعلب”.. القصة الحقيقية لبطل مسلسل “فارس بلا جواد”

كتب – أحمد المرسي

 

كاتب مصري مغامر في سيرته أعاجيب، طارده البوليس طويلًا، كان يتكلم العربية والانجليزية والفرنسية والتركية، أحبه النساء، فكان ينثرن الذهب بين يديه، وكان شديد الخجل، تتبادر الحمرة لوجهه عندما يتحد لآنسة، انتحل العديد من الشخصيات، بأسماء مختلفة وشخصيات كثيرة، إنه حافظ نجيب.. “الثعلب”.

من هو حافظ نجيب

جسد الفنان محمد صبحي شخصية “حافظ نجيب” في مسلسل “فارس بلا جواد” في عام 2002. وحاز المسلسل على الكثير من الآراء الإيجابية. ولكن لم يعرف الكثيرون أن شخصية حافظ “الثعلب”، هي شخصية حقيقية من لحم ودم.

وقد صور المسلسل الشخصية بشكل مخالف لما هي عليه في الحقيقة، فظهر كأحد رموز النضال والمقاومة ضد الإنجليز، وهو ما لم يقله حافظ نفسه عن نفسه.

فمن هو حافظ نجيب الحقيقي كما قال في مذكراته؟

بين المصريين والأتراك

ولد حافظ نجيب في عام 1883، والده هو محمد بن حسن السدواي الذي كان تاجرًا في الأزهر، وخطفه أحد الباشاوات الأتراك، وسماه محمد نجيب. فكبر وأصبح ضابط. وإلتحق بحرس الخديدو إسماعيل.

تزوج من “ملك هانم” بنت الباشا الذي اختطفه، فحملت منه. وبسبب خلاف مع والدتها، قامت المراة بطرده، وحاولت التخلص من الجنين. ولكن الزوجة تمسكت به. حتى انجبته وماتت أثناء المخاض. ومات والده بعدها مباشرة.

قام الجد بطلب حضانة الطفل، فانتقل لكي يربى في بيت جده، وسافرت جدته التركية إلى إسطنبول.

أخذه الجد إلى طهطا، وكبر حتى إلتحق بالكلية الحربية.

الكونتيسة فيزنسكي

أثناء دراسة حافظ نجيب في الكلية الحربية. وأثناء مسابقة للرماية، رأته الأميرة الروسية فيزنسكي، فأعجبت به، ونشات بينهم علاقة حب. واستطاعت عن طريق علاقاتها أن تلحقه بخدمه الجيش العثماني. ثم سافر ليكمل دراسته في سان سير بفرنسا.

الجاسوسية

تطوع حافظ في الجيش الفرنسي، فسافر إلى الجزائر. وهناك أصبح جاسوس ضد ألمانيا في الحرب العالمية الأولى. وعندما تم اكتشاف امره، هرب إلى مصر.

إلتقى حافظ مرة أخرى الكونتيسة فيزنسكي، فساعدته مساعدة مالية، فبدأ عمله في البورصة، مما وفر له ثروة كبيرة. اشترى بها اسطبل للخيول، ومنزل وسيارة.

عاش حافظ حياة المجون، وتعرف على الكونتيسة أليكسندرا أفيرينو، فطلبت منه أن يرسل صندوق نياشينها لجواهرجي يعرفه من أجل تلميعها. ولكنه احتفظ به في دولاب إحدى الراقصات اللواتي يعرفهن. فأخذت تلك الراقصة نيشان السلطان عبد الحميد ورقصت به. فعرفت فيزنسكي بما جرى. وقررت الانتقام من حافظ.

أقنعت فيزنسكي الكونتيسة أليكسندرا أفيرينو بتقديم شكوى ضد حافظ، ففعلت وتم إيداعه بسجن الحضرة.

الهروب من البوليس

عندما خرج من السجن لفقت له الأميرة فيزنسكي تهمة أخرى فتم إيداعه في السجن ثانية. ولكنه هذه المرة قرر الهروب.

ترك حافظ اسمه وشكله وبدأ في التنكر في العديد من الشخصيات. في حين عكف البوليس على مطاردته. وخاصة كارتييه، رئيس البوليس السري المصري.

تنكر حافظ باسم الخادم مبروك، ثم في شخصية المسيو بنفيه، وهو رجل فرنسي يعمل سمساراً بين مصانع أوروبا ومكتب قومسيون مدام فرنسين اليهودية.

تنكر بعد ذلك بشخصية البارون دي ماسون، الثري اليهودي هاوي جمع التحف. وتعرف على الكونتسة سيرجيس، الأرملة التي أحبته.

نهاية حافظ الرسمية

يقول حافظ في مذكراته أنه طلب الزواج من الكونتيسة سرجيس ولكنها رفضت بسبب القضايا، ولكونه رجلًا هارب من العدالة فقرر أن يسقط جميع التهم من عليه.

تنكر حافظ بشخصية الشيخ صالح عبد الجواد. ثم قام بمساعدة صديقه خليل حداد بتدبير مؤامرة لإيقاع الشرطة. فقام بشرب دواء يظهر جميع اجهزته الحيوية في حالة الموت. وعندما حضر البوليس أقر خليل حداد أن الشيخ صالح عبد الجواد هو حافظ نجيب. فتم الإقرار بذلك، وصرح بدفنه. وإغلاق جميع القضايا الخاصة به.

في المساء أفاق حافظ وبمساعدة صديقه، خرج من القبر الذي تم وضعه فيه. بشخصية جديدة، ويقول أنه تزوج الكونتيسة سرجيس ولكن الزواج لم يدم طويلًا.

انتاج ادبي

لنجيب حافظ انتاج أدبي كبير. حيث أصدر جريدة الحاوي، كما نشر جميع أحداث حياته في كتاب “اعترافات حافظ نجيب”. وترجم عن الإنجليزية ثماني رويات.

أنجب حافظ ابن وحيد هو أبو الخير نجيب، في عام 1913، وهو الصحفي المشهور بعد ذلك. ومات حافظ في عام 1946.

فارس بلا جواد

في عام 2002 حول الفنان محمد صبحي مذكرات حافظ إلى مسلسل تلفزيوني شهير، صوره فيه كمناضل، حارب الإنجليز. وحاول فضح المؤامرات الصهيونية في فلسطين، رغم أنه لم يذكر في مذكراته ذلك.

يقول الدكتور سيد إسماعيل في كتابه عن حافظ نجيب “حافظ نجيب: الأديب المحتال”، أن اعترافات حافظ نجيب في ذاتها مشكوك في صحتها. فهو كان يدافع عن نفسه أمام اتهاماته بالنصب والاحتيال. وكان أي شيء يتم اتهامه به يقوم بإلصاقها بالأميرة فيزنسكي. وعندما يتعرض لاتهام من الصعب تبريره كان يمر عليه مرور الكرام.

ويقول الناقد أن عشق النساء لحافظ كان أكبر من اللازم. وإنه جاء لتعويض النقص الذي يشعر به. لأنه لم يكن وسيم الهيئة بأي شكل من الأشكال.

 

أقرأ أيضًا:

كشف غموض السيدة العارية في شوارع السعودية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!