كتب – أحمد المرسي
لا يوجد شخص قال كلمة “جتك ستين نيلة”، أفضل من الممثلة الشهيرة “ماري منيب”، وقد كانت ولازالت تلك الكملة “جتك نيلة”، واحدة من أشهر مصلطحات السب والتوبيخ، ولكن لم يسأل أحد ما هي “النيلة”!.
تاريخ النيلة الطويل
يعتبر النيلة واحد من أشهر النباتات المصرية، وقد أخذ اسمه بسبب نموه على ضفاف نهر النيل، وقد اتسخدمه المصريون القدماء في صنع الصبغة الزرقاء منه، منذ ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد.
ويعطي كل 100 كغ من النيلة حوالي 2 كغ من الصبغة، ويقوم الآن المصنعون بصناعة صبغة النيلة الزرقاء كيميائيًا، وقد استطاع الألماني أدولف فون في 1880 من تركيب الصبغة معمليًا لأول مرة. ولازالت النيلة إلى الآن الصبغة التي تستخدم في صباغة الجينز.
استخدامات النيلة في الحياة المصرية
حتى وقت قريب اشتهر الفلاحين في دلتا مصر وصعيدها بارتداء الجلابيب الزرقاء. وكانت تلك الجلابيب مصبوغة بالنيلة كذلك. وكانت انتاجًا محليًا. ولم يوجد رحال زار مصر حتى نهاية القرن التاسع عشر. لم يتحدث عن تلك الجلابيب الزرقاء القصيرة التي كانت تنتشر في الريف بشكل كبير.
النيلة والموت
من ضمن استخدامات النيلة التي تحدث عنها الرحالة والمستشرقون في القرن التاسع عشر. هو استخداماتها في المآتم. حيث يقول الرحالة الأجانب أن النساء في المآتم بالقرى المصرية والريف كن إذا أصابتهم مصيبة الموت. يقمن بالعديد من مظاهر الحداد. ومن تلك المظاهر صبغ نفسها بصبغة النيلة.
وكانت الصبغة تتم على الوجه والساعدين، وذلك حزنًا على الفقيد الذي تم فقدانه في العائلة سواء كان ذلك أخ، أو أب، إلخ..
وتعني كلمة “جتك” في اللغة المصرية بحسب العلامة أحمد تيمور “جائك” وهي دعوة، فعندما تقول امرأة “جتك نيلة”، فهي بذلك تدعو على صاحب الدعوة بأن يذوق مرارة الموت في أحد أحباءه. ومع الوقت والاستهلاك الإعلامي أصحبت كلمة “جتك نيلة” الخاصة بماري منيب واحدة من أشهر الجمل في السينما المصرية.
أقرأ أيضًا:
