تقاريرسلايد

بعيدًا عن ادعاءات “الأفروسنترك”.. من أين جاء المصريون؟

الجنس الحقيقي لسكان مصر

كتب – أحمد المرسي

حالة غضب عارمة تسود مواقع التواصل الاجتماعي بعد إعلان منصة نتفلكيس الأمريكية عن فيلم وثائقي عن الملكة كيلوباترا. من إخراج جادا بينكيت سميث. حيث تظهر الملكة المصرية بملامح أفريقية سوداء. وهو ما كان يخالف جميع التصورات الخاصة والحقائق التاريخية حول كيلوباترا.

كليوباترا الإغريقية

تعتبر كليوباترا آخر ملكة في مملكة مصر القديمة المستقلة. حيث كان نهاية حكمها هو نهاية حكم البطالمة لمصر. والبطالمة هم أحفاد بطليموس. واحد من قادة وأصدقاء الإسكندر الأكبر ومن تقاسموا إمبراطوريته. وهي من أصور إغريقية. ورغم الحقيقة التاريخية. وتسجيل شكل كليوباترا في العديد من التماثيل والرسومات،، وأيضًا على نقوش العملة والتي تظهرها امرأة بيضاء، بأنف معقوف. إلا أنه يظهر في الفيلم الوثائقي عبارة على يد امرأة إفريقية “قالت لي جدتي: أنا لا أهتم بما تعلمته في المدرسة، ولكن كليوباترا امراة أفريقية”.

واتهم الفيلم على نطاق واسع بأنه واحد من جهود الأفروسنتريك. التي يقودها زنوج الولايات المتحدة الأمريكية، الذي يريدون إحياء فكرة قومية إفريقية. ويبحثون عن تاريخ لهم.

ويدعي منظروا الأفروسنتريك أن المصريين القدماء كانوا من الزنوج الأفارقة. وأن الحضارة المصرية القديمة كانت حضارة إفريقية سوداء.

من أين جاء المصريون؟

يسود تساؤل عام الآن من أين جاء المصريون؟ والحقيقة أن هذا السؤال قد سأله العلماء بكثرة. ووضعت فيه العديد من الدراسات. وأحد أهم تلك الدراسات دراسة تحت عنوان: سكان مصر ودراسة تاريخهم الجنسي، للدكتور سليمان حزين. نشرتها الجمعية التاريخية المصرية. عام 1944.

وتقسم الدراسة التاريخ المصري إلى مراحل. فأول مرحلة هي مرحلة تركز الحضارة في مصر والتي كانت ي العصر الحجري. وتقول الدراسة أن العظام التي وجدت في مصر وترجع إلى ذلك العصر وجدت في حوض إمبو، وهي قريبة من إنسان ما قبل الأسرات في تاريخ مصر.

وكذلك وجدت هياكل عظيمة في مقابر بني سلام تقول أن سكان الدلتا في هذه الفترة كانوا من سلالة البحر الأبيض المتوسط. فهم طوال الرأس. وليس بهم أي أثر أفريقي. أو شبه زنجي. والجمجمة كانت على الجملة أكبر من التي جاءت بعدهم فيما يتعلق بفترة ما قبل الأسرات.

أشارت الهياكل العظيمة التي وجدت في أسيوط أن رؤوس سكان الجنوب كانت أكثر عرضًا من أهل الشمال. وأغلبها مستطيل، وعريض. وهذا اكبر دليل على اختلاط السكان في مصر. وهم من سموا بعد ذلك التاسيون القدماء.

حضارة البداري

قبل تكون الأسرات. وقبل ظهور ما يسمى بالمصريون عاش في أرض مصر. وتحديدًا في الجنوب من سموا بالبداريين، وقد تأثر هؤلاء بمن وصلوا من شرق أفريقيا ولكنهم لم يكونو زنوجًا. ولكنهم يشبهون سكان أثيوبيا وشرق السودان حاليًا.

عصر ما قبل الأسرات

بعد عصر البداري ياتي عصر ما قبل الأسرات، وهو الألف سنة التي تسبق توحيد مصر سنة 3200ق.م. وفيه يختلف سكان مصر العليا ومصر السفلى.

فأهل مصر  العليا “الصعيد”: طوال القامة كبار حجم الرؤوس والوجه بالنسبة إلى سكان البداري الذين سبقوهم.

أهل مصر السفلى “الدلتا”: رأس أكثر عرضًا، وجه أكثر طولًا، وأنف أكثر اعتدالًا.

عصر الأسرات

بعد أن وحد مينا القطرين، بدأت ملامح أهل الجنوب في الاختفارء، بالتدريج، وخلال ما يسمى بالعصر الفرعوني، وذلك بسبب طغيان صفات أهل الشمال، نظرًا لكثرة عددهم وقدرتهم على استيعاب من يغزوهم من أهل الجنوب.

ولأن صفاتهم كما يسميها علماء الأنساب أو الإنثروبولوجي صفات غالبة dominant مثل صفة ميل الرأس إلى التوسط، وليس الطول، وهذا يعني إذا تزاوج رجل وأنثى أحدهما عريض والآخر طويل فالشخص الغالب يكون مثل الشخص الأول.

ويقول د. سليمان حزين نصًا:

إذا صرفنا النظر عن الغزوات الخارجية التي أصابت مصر في العهد الفرعوني، فإن التاريخ الجنسي لمصر خلال ثلاثة آلاف عام هو محمد العهد الفرعوني تمثل في طغيان صفات أهل مصر الشمالية على القطر كله طغيانًا تدريجيًا بطيئًا. 

بمعنى أن أهل الشمال نقلوا صفاتهم الوراثية مثل طول الوجه. واعتدال الأنف.

وتعرض مصر مصر إلى عدد من الغزوات وإن كانت قد استطاعت في كل الأحوال أن تهضم الغزاة بما لا يدع مجالا إلى تغيير مجرى تطور سكانها وتكوينهم الجنسي.

الإغريق في مصر

مع بداية العهد الإغريقي الروماني توافد الآلاف من الإغريق “اليونانيون” إلى مصر. ولكن الإغريق أنفسهم لم يكونوا يمثلون فرعًأ نقيًا من سلالة البحر المتوسط. حيث اختلطت بهم الدماء النوردية “الشمالية” ودماء البلقان القديم، فساد بين بعضهم البشرة الشقراء.

واستقر الاغريق في بعض أجزاء مصر. بل وكونوا مستعمرات خاصة بهم. أثروا ولا شك على تكوين تلك المناطق. وأهما منطقة الإسكندرية. حيث تركزوا فيها. ومناطق الواحات. ولازال تأثيرهم الشكلي موجود إلى الآن.

العهد العربي

مع دخول العرب مصر بعد ظهور الإسلام. توافدت القبائل العربية على مصر. والعرب في ذاتهم نوعين “عرب قحطانيون” وهم أهل الجنوب، و”عرب عدنانية” وهم أهل الشمال. والذين يتبعون في صفاتهم الجنينية صفات سلالة البحر المتوسط.

ودخلت قبائل العرب الشمالية مصر. وقد كانت صفاتهم مشابهة لسكان مصر الموجودين بالفعل، لأنهم من نفس السلالة الرئيسية.

ولذلك لم تؤثر غزوات العرب المتلاحقة كثيرًا في تغيير المصريين بشكل عام. لأنها كانت مشابهة في الصفات العامة. وكثرت هجرة العرب إلى شرق الدلتا لاسيما في القرن ال7 وحتى 14. فترة حكم العناصر العربية.

العهد المملوكي والتركي

مع ضعف الخلافة العربية، بدأ الوجود التركي في مصر، ولكن انحسر السمت التركي في المصريين بشكل ضئيل، لأسباب عديدة منها تركزهم في الشمال. كما انهم جاؤوا كتجار وجنود لا أكثر. وليس باعداد كبيرة تكفي لتغيير السلالة المصرية من الأساس. ولذلك ظل تأثيرهم محدود. وحتى الآن يصعب أن نجد الشقرة واللون الأبيض والعيون الملونة بين المصريين.

الشكل الحالي للمصريين

تخلص الدراسة إلى أن المصريين كشعب لم تختلف جيناتهم وسلالتهم منذ عهد مينا موحد القطرين. ويغلب عليهم بعض الصفات الشكلية وهي أن يكون الرأس طويل ومتوسط، والوجه بيضاوي، وطويل، ولون البشرة أسمر أو قمحي، بشعر متموج أو مجعد، وأنف يميل إلى الاستعراض، وقامة معتدلة، وعيون عسلية داكنة. وقد كانت تلك السمات هي ذاتها السماء الموجودة في المصريين عبر آلاف السنين. وقد كانت في المصريين القدماء جملة.

اقرأ أيضًا: 

“كل دا كان ليه”.. أسباب فشل الجزء الثاني من مسلسل رمضان كريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!