تقاريرسلايد

بيل غونيس.. المرأة القاتلة التي تفوقت على “سفاح الجيزة”

عدد ضحاياها بلغ 40 ضحية

كتب – أحمد المرسي

الناس يتحدثون بشكل أساسي عن القتلة المتسلسلين الذكور، ولكن ماذا عن النساء؟ هناك أسطورة يعتقدها حتى محققو مكتب التحقيقات الفيدرالي، وهي أنه لا توجد قاتلات متسلسلات من الإناث.

النساء لطيفات للغاية، محبات، ضعيفات، أو خائفات، مما يجعلهن ضحايا جرائم القتل المتسلسلة، وليس الجناة، كان من المفترض أن القاتلة لا يمكنها قتل الضحايا الثلاثة المؤكدين المطلوبين، وتصنيف شخص ما على أنه قاتل متسلسل، ويفترض أن هذا ليس من طبيعتها، ولكن هذا إفتراض خاطيء.

فعلى سبيل المثل قتلت الطبيبة ليندا هازارد 15 شخصًا في بداية القرن العشرين، ويعتقد أن الممرضة جنين آن جونز مسؤولة عن وفاة ما يصل إلى 60 طفلًا صغيرًا كانوا تحت رعايتها.

وإذا كنت تجد أن هؤلاء كانوا شخصيات قاتلة بدم بارد فستجد أن هناك بيل جونيس التي لم يستطيعوا إحصاء عدد ضحاياها لدرجة أن المحققين توقفوا عن إحصاء عدد الرفات التي عثروا عليها بعد كشفهم لجرائمها.

كانت بيل غونيس حديث مدينة لابورت بولاية إنديانا لسنوات بعد اكتشاف جرائمها.

 

بيل غونيس

ولدت بيل غونيس، واسم ميلادها “برينهيلد بولسداتر ستورسيت”، في النرويج، في 11 نوفمبر 1859. في عام 1881، عندما كانت تبلغ من العمر 21 عامًا، انتقلت بيل غونيس إلى شيكاغو، وغيرت اسمها إلى “بيل بيترسن” وانتقلت للعيش مع أختها نيلي وزوجها الذي هاجر قبل سنوات قليلة من هجرة بيل.

في شيكاغو عملت بيل غونيس كخادمة لكنها أصبحت بعد ذلك جزارة، بعد أن نشات في مزرعة، عرفت بيل كيف تطقع اللحوم وقبل أنها كانت قوية جدًا، طولها يبلغ حوالي  170 سم، ووزنها حوالي 250 رطل، وقد وصفت بأنها ذات مظهر ذكوري.

في عام 1884، تزوجت بيل غونيس من زميلها المهاجر النرويجي “مادس سورنسون”، كان الزوجان السعيدان يمتلكان متجرًا للحلوى ويعتنيان بالأطفال بالتبني. ولكن فشلت أعمال هذا المتجر، وبعد عام واحد إندلع حريق وأحرق المتجر تمامًا.

أخبرت بيل المحققين أن سبب الحريق هو إنفجار مصباح الكيروسين، ولكن لم يتم العثور على هذا المصباح، فأخذت بيل مال التأمين، وبعد قليل اشترى الزوجان منزلهما الاول والذي دمره حريق كذلك في عام 1898.

وأصاب سوء الحظ الأسرة كذلك بعد أن توفى طفلين لهما، وكان الأطفال رضعًا عندما ماتوا بسبب إلتهاب القولون الحاد.

من أعراض القولون الحاد التشنج وآلام أسفل البطن والحمى والغثيان والإسهال، والغريب أن هذه أيضًا أعراض تناول سم الإستركنين.

كان الأطفال قد تم التأمين عليهم بالفعل، ودفعت شركة التأمين الأموال.

كانت الأسرة تقوم بالتأمين على أنفسها بالفعل، وكان مادس الزوج يحمل بوليصة تأمين بالفعل، ولكن شجعته بيل على أن يشتري بوليصة تأمين ثانية أكبر.

بعد فترة قليلة توفي مادس في ظروف غامضة، الأمر الذي وجده الجيران مريبًا. ولكنه لم يكن لديهم اي دليل لأنه بفضل المبلغ الكبير من وفاة زوجها المؤسفة. أصبحت بيل مستقرة ماليًا واشترت مزرعة في لابورت بولاية إنديانا وانتقل معها ثلاثة أطفال بالتبني إلى المزرعة الجديدة في عام 1901.

في ربيع عام 1902 تزوجت بيل من بيتر غنيس وهو أرمل ترك لديه ابنتان صغيرتان، توفيت أصغر بناته بعد حوالي أسبوع من الزواج وتوفي بيتر نفسه بعد ثمانية أشهر.

قيل للسلطات أن بيتر كان يحاول إلتقاط شيء ما من الرف العلوي بالمطبخ فسقطت مطحنة نقانق على رأسه وقتلته، لم تعرف السلطات في لابورت شيئًا عن زوج بيل الأول ووفاته الغامضة، لو علموا أن هذا هو زوجها الثاني المتوفي لكان تم إنقاذ حياة عشرات الرجال الآخرين!

بعد فترة وجيزة من وفاة بيتر بدأت بيل في وضع إعلانات في ثلاثة صحف نرويجية أسبوعية في الغرب الأوسط الأمريكي ذكرت الإعلانات أن أرملة ثرية تمتلك مزرعة كانت تبحث عن رجل طيب ولطيف وموثوق به للزواج.

العديد من الرجال تدفقوا للتنافس على بيل، لا نعرف ما الذي كان يحدث، وكم عدد الرجال الذين توافدوا عليها، ولكن ما نعمله ان الرجال الذين أقاموا معها لم تسمع عنهم عائلاتهم فيما بعد، وكانت بيل تحتفظ بمتعلقاتهم.

الرابط الوحيد بين هؤلاء الرجال جميعًا هو أنهم جميعًا قد أخذوا مبالغ نقدية كبيرة من حساباتهم المصرفية وأعطوها لبيل، ولم يخبروا سوى عدد قليل من الناس، ولم يخبروا أحد عن وجهتهم.

كان من الواضخ أن شيئًا غير صحيح يحدث في مزرعة بيل، ولكن لم يكن أحد يتحدث حتى أثار رجل واحد الشكوك، هذا الرجل كان أندرو هيليجلين، الرجل الذي جاء لبيل غونيس من أجل البحث عن شقيقه، وقالت له أنها لا تعرف عنه شيئًا وهو مرحب به لإلقاء نظرة حول المزرعة.

حريق بيد القدر

في وقت متأخر من إحدى ليالي أبريل عام 1908 احترقت مزرعة بيل غونيس، وسويت بالأرض، ووصلت الشرطة إلى الموقع، وهناك عثرت على جثث ثلاثة أطفال وامرأة، ومن الغريب أن جسد المرأة كان مفقود الرأس. وبدت البقايا أصغر بكثير من جسد بيل الطويل والعريض.

اتصل أندرو هيليجلين – الذي كان لازال يشك أن بيل قتلت شقيقه – بالشرطة، وطلب منهم التأكد من المزرعة والبحث فيها، وذهب معهم من أجل التفتيش، وحفرت السلطات، فعثرت على كيس مدفون تحت التربة، وكان الكيس يحتوي على “يدين وقدمين ورأس واحدة”، والغريب أن الرأس كانت محشوة بالجير، من الفم والأذنين.

تعرف هيلجلين على الأطراف الموجودة في الحقيبة، وعرف أنها لشقيقة، وتم تفتيش مزرعة بيل، وتم تجريف التربة بالكامل في مزرعة الخنازير، واكتشفت السلطان كيس من الخيش مملؤة بالأذراع والسيقان والجذوع، وقطع اللحم.

وكانت جميع الجثث التي وجدت في المزرعة قد قتلت بنفس الطريقة، بعد استخدام ضربة قوية لقتل الضحية، فكانت بيل تقطع رأس ضحيتها، بعد أن تعلمت ذلك أثناء عملها في الجزارة، ثام تقوم بقطع الذراعين من الكتفين والساقين من الركبتين وكانت العديد من الرؤوس مغطاة بغبار الجير وملفوفة في كيس الخيش.

عثرت السلطات على كثير من الحقائب، لدرجة أنها توقفت عن عدها، وعلى الرغم من أن هيلجيلين كان محظوظًا وتمكن من التعرف على رفات شقيقه، إلا أن معظم الحقائب كانت تحتوي على بقايا لم يتم التعرف عليها.

وتجمع الناس حول المزرعة لاستخراج الأكياس، ومحاولة تجميع الاجزاء، فكانوا أكثر من 15 ألف شخص حول المزرعة.

تم القبض على راي لامفير أحد عمال المزرعة، واعترف أنه كان عشيقا لغونيس، وأنه رأى المزرعة مشتعلة ولكنه لم يبلغ الشرطة لان سينتهي به الأمر لتجريم نفسه، حكم على راي بالسجن في سجن ولاية إنديانا.

بعد وقت قصير من صدور الحكم، توفي راي بسبب مرض السل وأدلى باعتراف مثير للاهتمام على فراش الموت، قال راي إنه لم يقتل أحداً ولكنه ساعد بيل غونيس في دفن الأجولة، وقال أن جثة المرأة التي عثر عليها في المزرعة لم تكن لغونيس، وقال أنه اصطحبها للقطار وأخذ قطار متجه إلى شيكاغو.

هل قامت بيل جونيس بتزييف موتها؟

حققت الشرطة في ادعاءات راي في اعترافه على فراش الموت. ولم يتم العثور على أي معلومات حول مكان وجود بيل جونيس أو الهوية الحقيقية لجثة المرأة مقطوعة الرأس.

على مدار العشرين عامًا التي أعقبت الحريق في مزرعة جونيس، أبلغ الناس عن رؤية “حسناء الجحيم” كما كانت تُطلق عليها وسائل الإعلام. لم يتم تأكيد أي من المشاهدات المؤكدة، وحتى يومنا هذا ما حدث لايزال لغزًا.

لم يكن من الصعب على بيل غونيس أن تزيف موتها وتهرب. يمكنها الانتقال إلى ولاية أو مدينة أخرى، وأن تحمل هوية جديدة، وتختبيء على مرأى من الجميع. وقد سهل الافتقار إلى التكنولوجيا من هروب بيل وجعله أسهل.

يعتقد أن عدد من قتلتهم غونيس لا يقل عن 14 شخصًا أغلبهم من الرجال الذين أغوتهم لزيارة ممتلكاتها الريفية في إنديانا ووعدها لهم بالزواج، بينما تقول بعض المصادر ان عدد الضحايا وصل إلى 40 شخص. يقول البعض أنها ماتت في حريق 1908، ويقول البعض أنها زيفت موتها واستطاعت الهروب، ولكن الحقيقة أنه لا احد يعرف ما الذي حدث فعلا.

اقرأ ايضًا:

متلازمة ستوكهولم.. أزمة ركين سعيد في “سفاح الجيزة”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!