الأخبارسلايدلقطات حلوة

امتلك 54 بيتًا للدعارة وارتدى ملابس النساء.. من هو إبراهيم الغربي أشهر قواد في تاريخ مصر؟

إمبراطور البغاء في قاهرة العشرينات

كتب- أحمد المرسي

 

تاريخ الجريمة في مصر حافل بالعديد من الاسماء، منها ريا وسكينة، وخُط الصعيد، وغيرهم، ولكن يبقى إبراهيم الغربي أبرز تلك الأسماء لما ارتبط بشخصيته من غموض.

بداية مبشرة!

ولد إبراهيم الغربي في مدينة كورسكو التابعة لأسوان، كان والده شيخ قبيلة عربان شهير، يعمل في تجارة الرقيق. ولم يكن الرقيق قد تم حظره في مصر إلا عام 1870.

وعرف إبراهيم الغربي في بداية حياته بالورع والتقوى، حتى رحلة قام بها إلى السودان في شبابه عاد بعدها “فاسقًا” كما وصفه والده.

وقرر الأب محمد محمود عامر أن يقتل ابنه، ولكن الولد هرب وإلتجأ إلى قائد الحامية العسكرية في كورسكو، والذي حماه من أبيه.

الإقامة في كورسكو

لم يحفظ إبراهيم الغربي الجميل، ولكنه أقام أول بيت دعارة في المدينة، ولسبب ما غير معروف قرر السفر لقنا.

ذهب الغربي لقنا، وأقام بيت دعارة لخدمة جنود الحامية العسكرية هناك، وهو ما أثار غضب الحاكم العسكري، فطرده.

الوصول لقاهرة المعز

قرر الغربي السفر للقاهرة، ووصلها في عام 1890 نزلها، وأقام مقهى هناك، ثم عاد مرة أخرى لعمله في الدعارة.

أقام أول ما أقام بيتًا للبغاء في شارع وابور الماء في بولاق الدكرور، وبعدها بستة اعوام توفي والده، فورث منه 10 آلاف جنيه، و8 أفدنه.

من أمام أحد بيوت الدعارة المرخصة بداية القرن العشرين في مصر

 

كان من الممكن أن يبدأ الغربي حياة جديدة بتلك الثروة، ولكن بدلًا من ذلك قرر أن يتوسع في مجال عمله بمجال البغاء.

إمبراطور البغاء

كان ابراهيم الغربي في عام 1912 يمتلك أكثر من 12 بيت للدعارة على مستوى القاهرة، في أكثر من مكان.

وكان الغربي يعتمد على الجواري اللواتي يعرف كيف يستقدمهن بسبب مهنته القديمة مع والده، بالإضافة لاختطاف بنات أحرار وتحويلهن لبغايا.

رخصة حكومية لفتح بيت دعارة في وقت كانت فيه تجارة البغاء مرخصة

وبحلول عام 1920 كان إبراهيم الغربي يمتلك حوالي 50 بيتًا للدعارة، ويستخدم نسوة أجنبيات يستقدمهن من أوروبا وتركيا للعمل لدية.

الهيئة الشكلية لإبراهيم الغربي:

صورة نادرة لإبراهيم الغربي تظهره بملابس النساء والحلي

ربما أغرب ما اقترن بأسطورة إبراهيم الغربي هو أنه كان يلبس ملابس النساء.

ذكر العديد ممن رأوه تلك المعلومة، كما أن الصورة التي توثق شكله تظهره وقد ارتدى ملابس نسائية والكثير من الحليّ والذهب، مما يدل على أنه كان مثلي الجنس.

وقد جاء وصفه في أحد الصحف بأنه يلبس خلخال ذهبي، وأساور، وسلسلة بها 45 جنيه إنجليزي، وأساور ماسية على شكل ثعبان.

ووصفه محمد يونس القاضي: بأنه حبشي، صوته رخو، وكلامه مائع، ويلبس كالنساء، وكان يشاهده ذاهبًا لأقسام الشرطة بالملاءة اللف!.

هل كان إبراهيم الغربي مثلي الجنس؟

لا يعرف إن كان الغربي مثلي الجنس أم غير ذلك، ولكن المعروف أنه لم يتزوج.

وتبنى الغربي طفلين، وكان ينفق عليهما، وظل كذلك حتى علمهما، وتوظفا في الحكومة المصرية.

قانون الإمبراطور

كان إبراهيم الغربي هو من يضع قوانينه الخاصة في عالم البغاء، ولم يكن أحد يجرؤ على كسرها.

عندما تم القبض على الغربي كان يمتلك 54 بيتًا للدعارة، به أكثر من 400 امرأة.

خبر في أحد الجرائد المصرية يوثق القبض على الغربي

وكان الغربي يحكم هؤلاء بالحديد والنار، فيجلس على مقعد مفروش بجلد الغزال والفهود ليحكم بينهن، وحكمه نافذ أيًا ما كانت قسوته، وهذا في العادة ما كان يحدث.

اعتمد الغربي في السيطرة على نساءه بالكمبيالات، والتي كان يهددهن بها، ويمنعهن من أخذ أية أموال من الزبائن.

وكان أكلهن يقتصر على الجبن والمش والخبز الجاف فقط لا غير، وملابسهن مِزق مهلهلة.

أفول الإمبراطورية:

كان أول مسمار في نعش إمبراطورية الغربي عندما قدمت فتاة قاصر بلاغ بأنها تعرضت للاغتصاب، بعد أن غررت بها امرأة موهمة إياها أنها ستزوجها ابنتها ثم اصطحبتها لمنزلها وخدرتها لتستيقظ وتكتشف أنه تم اغتصابها.

وبمطابقة الأحداث مع أحداث مشابهه فتح التحقيق.

أثمر التحقيق عن الإيقاع بشبكة كبيرة، من ضمن أعضائها نائب حكمدار القاهرة فيليبس اليوناني.

وكان الغربي قد اشترى ذمة فيليبس ليسهل له اعطاء تصريحات لفتياته القاصرات بممارسة المهنة رغم أن هذا ضد القانون.

وبعد تحقيقات طويلة تم الإيقاع بإبراهيم الغربي.

شارع كلوت بك اشتهر بأنه واحد من أشهر شوارع البغاء في قاهرة العشرينات

نهاية الشيطان:

حضر عن إبراهيم الغربي أمام المحكمة عدد هائل من المحامين، الذين استعان بهم للدفاع عنه.

بعد محاكمة طويلة تم الحكم عليه بالسجن خمس سنوات. ولكن إبراهيم الغربي لم يصمد تلك المدة في السجن ومات بداخله.

ميراث إبراهيم الغربي:

ترك الغربي ثروة ضخمة، من بينها أكثر من خمسين بيتًا، بالإضافة إلى أثاث قدر ثمنه بـ 50 ألف جنيه، وهو مبلغ ضخم في وقتها.

ووجدوا في خزائنه مئات القطع من الحلي الذهبية، والتيجان والأساور والماسية والخلاخيل.

تصارع كل من إبنا الغربي بالتبني مع أخيه غير الشقيق جمال على الثروة، ولكن حكمت المحكمة في النهاية لأخيه.

انتهت أسطورة إبراهيم الغربي لغير رجعة، ومات في السجن بعد أن انهارت كل أماله.

الجدير بالذكر أنه تم إلغاء الدعارة في مصر قانونيًا في العالم 1949.

المصادر:

مذكرات راسل باشا حكمدار القاهرة.

أرشيف صحفي.

 

أقرأ أيضًا:

لماذا تلد الأمهات على ظهورهن.. رغم أنها ليست الطريقة الصحيحة للولادة!

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!