تقاريرسلايد

الملك فاروق.. في مرآة رؤساء مصر السابقين

هذا كان موقفهم منه

كتب – أحمد المرسي

يعتبر الملك فاروق واحد من أشهر الملوك الذين انتهت فترة حكمهم بطريقة درامية، حيث أنه بعزله عن العرش كان بذلك يعلن انتهاء حقبة طويلة امتدت 150 سنة من تاريخ مصر. منذ أسس محمد علي باشا دولته الحديثة.

والغريب في الملك فاروق أنه لا يوجد رأي واحد اتصف به، بل نجد تناقض كبير في آراء معاصريه حوله، فمنهم من يتهمه بالفساد والعمالة، ومنهم من يبرأه من كل ذلك، ويقول أنه ملك استلم حكم بلد محتلة وهو لازال شابًا بعمر 18 سنة. والحقيقة أن الملك فاروق كان شابًا في بداية الثلاثينات عندما ترك مصر.

فماذا قال قادة مصر عبر العصور عن الملك فاروق وكيف رأوه؟

1- محمد نجيب

كان محمد نجيب على علاقة جيدة بالملك فاروق، وصحيح أنه من تولى قيادة الثورة ضده، ولكن يظهر من خلال مذكراته “كنت رئيسًا لمصر” تعاطفًا شديدًا معه.

ويصف نجيب آخر لقاء بينه وبين الملك فاروق، بكلمات مؤثرة، حيث أنه بعد صعود الملك للسفينة المحروسة لحق به نجيب على زورق، ويقول نجيب:

كان في نيتي أن أكون في وداع الملك فاروق عند مغادرته قصر رأس التين  لكن ازدحام الناس حولي عطل مروري، كما أن سائقي ضل الطريق وتوجه إلى ميناء خفر السواحل بدلًا من أن يتجه الى الميناء الملكي، وعند عودتنا إلى الطريق الصحيح، كان الملك قد توجه إلى مركب المحروسة منذ أربع دقائق، أي في السادسة تمامًا حسب الإنذار.

وأخذ نجيب لنش حربي بعد تحذيرات علي ماهر، الذي قال له أن وجوده خطر، لأنه من الممكن أن يطلق أحد أتباع الملك النار. ولكنه أصر على أن يقابله، صعد نجيب المركب، وأدى لفاروق التحية العسكرية، فرد عليها، وصمتا، وكان نجيب يشعر بالأسى على فاروق، فقال له: “أفندم أنت تعرف أنني كنت الضابط الوحيد الذي قدم استقالته في عام 1942 عندما حاصر الإنجليز سرايا عابدين بالدبابات، فقال الملك: نعم أتذكر،  فقال محمد نجيب لقد كنت خجولًا للمعاملة التي تلقاها الملك في ذلك الوقت، قال الملك فاروق أعلم!، قال نجيب كنا مخلصين للعرش في عام 1942 لكن أشياء كثيرة تغيرت منذ ذلك الوقت، قال فاروق: “نعم أعرف أن أشياءً كثيرة قد تغيرت”.

ويقول نجيب في مذكراته:

قلت: أنت تعرف يا أفندم انك السبب فيما فعلناه، وجاءت إجابة فاروق محيرة جدًا، وشغلتني طيلة حياتي قال: أنتم سبقتموني بما فعلتموه، فيما كنت أريد أن أفعل واندهش نجيب لهذا الرد ولم يجد شيئًا يقال فقدم للملك التحية العسكرية كما فعل الآخرون وتصافحا الاثنين وقال فاروق لنجيب أرجو أن تعتني بالجيش فهو جيش آبائي وأجدادي قال نجيب أعرف أن الكولونيل سليمان الفرنساوي هو الذي أسسه وهو الآن في أيدي أمينة فقال الملك فاروق لمحمد نجيب “ليس من السهل حكم مصر”.

كان الحوار بين فاروق ونجيب حوارًا إنسانيًا راقيًا، ليس فيه من البغضاء شيء.

2 – جمال عبد الناصر

خلف نجيب جمال عبد الناصر في سدة الحكم، بعد أن قام بعزله، وتولي الحكومة، وبالنسبة لعبد الناصر كان يرى أن فاروق كان الأسوأ، حيث قال في خطاب له: كنا تابعين لانجلترا، وملناش أي سمعة في العالم، إلا طبعا سمعة الملك فاروق، اللي بيروح كابري، وبيروح روما، وبيروح قبرص، ورودس، وأنتم عارفين السمعة دي على أي شكل وأي أساس.

3 – محمد أنور السادات

عبر السادات عن كرهه للملكية والملك في أحد الخطابات قائلًا: طيب دا احنا ثورنا في 23 يوليو على كلمة سياسي وسياسي علشان افقدونا احترامهم، وعلى رأسهم الملك،  عملوا زعماء وحكاية كبيرة، دول كانوا بيعطوكم بالصرم الإنجليز، أنتم والملك بتاعكم.

ولكن موقف أنور السادات تغير بعد ذلك، بعد إندلاع حرب اكتوبر، عندما أرسل الملك أحمد فؤاد، بن الملك فاروق، لمصر تبرعًا ماليًا، للمساعدة في الحرب، وتأثر السادات بذلك الموقف، وأعاد له الجنسية المصرية، وجواز السفر المصري، وعائلته، فتشجع أحمد فؤاد وطلب من السادات نقل رفات الملك فاروق من حوش الباشا في مسجد الإمام الشافعي، إلى مسجد الرفاعي الذي كان وصى أن يدفن فيه فاروق، وعندما تزوج أحمد فؤاد أرسل له الرئيس تهنئة، وسيف من سيوف الملك فاروق، وسمح لابنه محمد علي أن يولد في مصر مثل والده.

4- الرئيس محمد حسني مبارك

لم يكن الرئيس حسني مبارك يرى مشكلة مع الملك فاروق، وقد رحب بعائلة الملك أحمد فؤاد بعد ذلك، ورحب بهم ترحيبًا شديدًا، عندما قاموا بزيارة إلى مصر، حيث زار القصور الملكية القديمة، بالإضافة إلى الآثار المصرية القديمة، وقد وجه أحمد فؤاد الشكر لمبارك والمسؤولين قائلًا: “أخص بالشكر السيد الرئيس محمد حسنى مبارك والعائلة فقد كانت دائماً سنداً فى كل الظروف الحزينة التى مرت بها عائلته.

أقرأ أيضًا: 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!