تقاريرسلايد

الكو كلوكس.. منظمة أمريكية اخترعت الإرهاب وصدرت الكراهية للعالم

أمنوا بنقاء العرق الأبيض وكرهوا غيرهم

كتب – أحمد المرسي

لعقود من الزمان، كان منظمة “كو كلوكس كلان” رمزًا للكراهية والتعصب في المجتمع الأمريكي. تعود أصول كلوكس إلى أواخر القرن التاسع عشر ، ولكن في أوائل القرن العشرين ارتفعت عضوية المجموعة بشكل كبير حيث استهدفت المهاجرين والأقليات. وبلغت في ذروتها في عشرينيات القرن الماضي، حيث كانوا يتفاخرون بأن عددهم وصل 4 مليون عضو.

انخفض عدد الأعضاء هذا في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين ،ثم عاد إلى الظهور خلال حقبة الحقوق المدنية في الخمسينيات والستينيات. استجابة للدعوات المتزايدة للمساواة العرقية.

نفذت منظمة كلوكس موجة من التفجيرات والقتل التي أرهبت المجتمعات السوداء ونشطاء الحقوق المدنية.

على الرغم من تسلل مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى جماعة كلان والمحاكمات الناجحة لقادتها، تمكنت المجموعة من إعادة البناء والبقاء في المجتمع الأمريكي. قصة كو كلوكس كلان هي فصل مظلم في التاريخ الأمريكي ، نسلط عليه في هذا التقرير.

التسمية الغريبة

ترجع كلمة كلوكس إلى كلمة Kuklos اليونانية، والتي تعني الدائرة، وتؤمن هذه المنظمة بتفوق العرق الأبيض، وما يتبع ذلك من معاداة السامية، بالإضافة إلى كراهية المثلية، ومعاداة الكاثوليكية، وغيرها من مشاعر الكراهية التي تبثها في كل أماكن انتشارها وبين أعضائها.

تعتمد تلك المنظمة على الإرهاب في الوصول إلى أهدافها، فهي من أشد مناصري النازية، وقد اشتهروا في فتراتهم الأولى بممارسات الحرق فوق الصليب، وهو ما تم في العديد من الأمريكيين الأفارقة.

ارتدى أفراد المنظمة ملابس بيضاء، وقلانس تخفي وجوههم، فيما عدى فتحتين للعين، وكان رمزهم هو الصليب المحروق، ليبثوا الرعب في قلوب من حولهم. 

تاريخ طويل من الكراهية

نسات منظمة كو كلوكس على يد 6 من الضباط، والمحاربين القدامى في الجيش الفيدرالي، وكان هدفها الأول محاربة تحرير العبيد، بعد الحرب الأهلية الأمريكية في 1866.

بدأت المنظمة في تطوير نفسها، وقبول العديد من الأعضاء المتحمسين لتلك الأفكار التخريبية والرجعية، ولكن تم تدمير تلك الجماعة في عام 1870 بالكامل، في ما عرف بعملية كو كلوكس كلان.

 

إعادة الإحياء

ظلت المنظمة طي السرية، وتعمل تحت الأرض حتى تم إعادة إخيائها مرة أخرى على يد ويليام جوزيف سيمون، في عام 1915.

حيث أخذ من جبال ستون ماونتن في ولاية جورجيا مقرًأ له، وأخذ نفس الاسم، واستمرت في التطور حتى جاء عام 1924 حيث كان يتبعها أكثر من 4 ملايين شخص، بمعدل 15% من الشعب الأمريكي بالكامل.

اعتمدت المنظمة على ما يسمى “العقاب اللينشي”، أي إنزال حكم الإعدام بدون محاكمة عن طريق الشنق، لمن لا يعجبهم، من مهاجرين، أو ذوي أديان مختلفة، أو السود أو غير ذلك.

دعمت المنظمة النازية خلال الحرب العالمية الثانية، مما جعل الحكومة الأمريكية تشن عليها الكثير من الضربات، حتى تم إضعافهم، وتفكيكهم بالكامل.

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وخلال حقبة الخمسينات وفي محاولات أخيرة لمقاومة الهزيمة، شن أعضاء الكوكلوكس هجمات وعمليات اغتيال ضد النشطاء في حقوق الإنسان، وحقوق الطفل، وفي 1963 فجروا كنيسة في ولاية ألاباما.

إلى الآن يوجد عدد من تلك المنظمة العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وقد بلغ عدد في آخر تقدير لعام 2018 ما بين 8000 و 12000 عضو.

اقرأ أيضًا:

بدأت بلعبة وانتهت بحقيقة.. سجود رونالدو بين الواقع والخيال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!