تقاريرسلايد

“الضبخان الكبير”.. أيام الظلام السام

قتل 12 ألف إنسان

كتب – أحمد المرسي

تعبر كلمة “الضبخان” عن مصطلح يخص الأحوال الجوية وهو اختصار لكلمتي “الضباب والدخان”. وهو ظاهرة مرعبة نتجت في الأساس عن الاحتباس الحراري. الذي يعتبر  واحد من أكثر التحديات التي تواجه البشرية خطورة. وبدون اتخاذ الاجراءات الوقائية والجذرية سينهار نظامنا البيئي. وسيصبح عالمنا غير صالح لسكن البشر.

تأتي هذه التغييرات بسبب الثورة الصناعية. والتحول إلى حرق الوقود الأحفوري على نطاق واسع. وتضخم البيئة الصناعية. وقد كانت هناك علامات تحذير طوال هذا الوقت. من طوب المصانع الملطخ بالسخام إلى إسوداد الرئة بين عمال المناجم. ولكن تم تجاهل هذه المشكلات لحد كبير. حتى جاءت اللحظة الحاسمة لهذا الإدراك في 5 ديسمبر 1952. مع الضباب الدخاني العظيم في لندن.

لمدة أربعة أيام من 5 ديسمبر إلى 9 ديسمبر، هبط ضباب سميك وغطى لندن. مما تسبب في مقتل 12 ألف إنسان!

حتى الأرقام الرسمي في ذلك الوقت اعترفت بمقتل 4 آلاف فقط. ولكن التقديرات الحديثة تقول أن العدد هو ثلاثة أضعاف الرقم الذي أعلنت عنه الحكومة في ذلك الوقت. والكارثة أن هذا العدد قد تم حصده في 4 أيام فقط.

بداية الضبخان

في ليلة الخامس من ديسمبر 1952 ، ظهر ضباب في شوارع لندن المظلمة وازداد سُمكًا لدرجة أن المشاة وراكبي الدراجات لم يستطيعوا الرؤية على بعد أمتار. وفي بعض المناطق كان كثيفًا لدرجة لم يتمكنوا من رؤية أقدامهم!.

تسبب الضباب في إلغاء الحفلات والعروض السينمائية بسبب عدم تمكن الجمهور من مشاهدة الممثلين على المسرح أو شاشة العرض.

كان الليل بلا رياح ، وعمل حزام الضغط المرتفع عبر لندن في إبقاء الدخان المنبعث من مداخن ومصانع لندن بالقرب من الأرض، مركّزًا إياه على شكل فقاعة مميتة فوق المدينة.

مع تكثف الضباب الدخاني، كانت هناك سلسلة من حوادث الطرق وحتى المزيد من الوفيات. ولكن كان الهواء الكبريتى نفسه هو الخطر الرئيسي، حيث خنق الآلاف من سكان لندن حيث أصبح سامًا ومميتًا.

شهدت مدينة لندن الكثير من الضباب الدخاني قبل ضباب لندن العظيم. لكن الضباب الدخاني العظيم في لندن كان الأكثر سماكة. لم يستطع الناس رؤية أقدامهم أو الأشخاص الذين بجانبهم. لم يستطع الناس رؤية الشمس ولا النور.

حتى أن الروايات التاريخية تقول إن النهار كان يشبه الليل. بينما الناس يلهثون لإلتقاط أنفاسهم.

الضبخان ومليون حريق

أصبح الوضع سيئًا بشكل خاص بسبب هذا الوقت من العام. ففي ديسمبر البارد كان سكان لندن يحرقون نيران الفحم من أجل الدفء. وكان الدخان المنبعث من كل هذه المنازل يتجمع في الجو. فتحولت السماء إلى كفن من الدخان السام والكبريت الذي تسبب في اختناق وقتل الآلاف من سكان لندن.

كان أغلب الضحاية مصابين بما يسمى الهيبوكسيا أو “انخفاض معدل الأكسجين في  الدم” أو بالقيح وإلتهاب القصبات الهوائية. وكان أغلب ضحايا تلك المجزرة إما من صغار السن. أو من العجائز.

وبعد أربعة أيام انكشفت تلك الغمة. مخلفة ورائها الكثير من الجثث في الشوارع. لبشر وحيوانات وكائنات حية!

كان ما حدث في لندن في تلك الفترة البداية الحقيقية للمطالبات بالحد من استخدام الوقود الإحفوري. وأحد أهم المؤشرات لما قد تفعله بنا الطبيعة بين يومًا وليلة إذا غضبت.

 

اقرأ أيضًا:

 

العملاق المصري.. أكل 2 كيلو لحم يوميًا وعرضه الإنجليز في السيرك!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!