بالطبع شاهدت فيلم “حسن ونعيمة”، مثلما شاهده الملايين، وتأثرت بالقصة، لكن القليل يعرف أن الفيلم عن قصة حقيقية، والقليل يعرف أن القصة انتهت نهاية مأساوية، وربما كانت النهاية هي السبب في تخليد القصة… فما الذي حدث لحسن ونعيمة بعيدا عن رومانسية بركات التي ظهرت في الفيلم.
يحكي فيلم حسن ونعيمة عن الحاج متولي الذي يحرص على اقتناء المال والأرض، وتقع ابنته نعيمة “سعاد حسني”، في حب حسن المغنواتي “محرم فؤاد”، ويبادلها مشاعرها، ويتكرر لقاء الحبيبين، ويطمع عطوة “محمود السباع”، قريب متولي في الزواج من نعيمة، ولذلك عندما يتقدم حسن لخطبتها يرفضه والدها، تهرب نعمية مع حسن ليتزوجا.
ويذهب متولي والحاج عبدالخالق إلى بلدة حسن لاسترداد نعيمة، ويتفقا على أن تعود البنت لمنزل والدها ويأتي حسن لخطبتها، لكن يضمر متولي الشر لابنته ويحبسها في الدار ويحاول حسن أن يستردها، ويحاول عطوة أن يقتل حسن، لكن في النهاية ينتهى الفيلم بزواج حسن ونعيمة، لتعم السعادة ويفرح الجميع، لكن هل هذا ما حدث.
ما حدث يجافي قصة الفيلم
صور الفيلم إن مهنة حسن هي العائق الوحيد في زواجه من نعيمة، فكيف تتزوج ابنة النسب من مغنواتي، لكن الحقيقة إن حسن ونعيمة كان كلا منهما من ديانة مختلفة، لذا فهو العائق الأكبر الذي منعهم من الزاوج أو حتى منع أهلهما في التفكير فيه، لكن روايات آخرى تقول إن الثنائي من نفس الديانة.
لكن كيف انتهت القصة؟
القصة حدثت في قرية البهنسة في بني مزار بمحافظة المنيا، حيث عاشت نعيمة في قرية ذات أغلبية مسيحية (محافظة المنيا وأسيوط من أكثر محافظات الصعيد من حيث نسبة المسيحيين للمسلمين)، وأحبها حسن المطرب من القرية المجاورة، وأحبته لكن أهلها رفضوه بسبب اختلاف الديانة، فقررت نعيمة الهروب للزواج به، لكن أهلها نجحوا في استعادتها، وقتلوا حسن بقطع رأسه وألقوا بجثمانه في النيل، لتصاب نعيمة بالجنون.
وطفت جثة حسن لتنكشف الجريمة ويتم القبض على المتهمين، وتتوقف سيرة نعيمة بعد إصابتها بالجنون فلا يعلم أحد على وجه الدقة، هل ماتت بعدها أم تعافت وتزوجت، لكن المؤكد أنها رأت بعينها جثة حبيبها وهي تطفو على النيل.
ووفقا لموقع السينما دوت كوم، لايزال منزل حسن المغنواتى موجوداً بالقرية، ويسكن فيه اليوم ابن شقيقه لأن حسن لم يتزوج ولم ينجب
غني محمد طه قصة حسن ونعيمة في موال شهير يقول مطلعه: “
أصل القضية بنية حلوة ونعيمة (ناعمة).
وأهلها أغنياء بالمال ونعيمة (نعمة)،
لكن الهوى لو هوى في بحر ونعيمه (النعيم)
الحب خلى الغزالة اتعلقت بالنمس
وفاتت الأهل، لساك تقول المبادئ تتبلى بالنمس.
(حسن) المغني كان يغنى فن وليالي.
ويندعي بالطلب لأفراح وليالي،
ودعوه في ليلة وكانت حظ وليالي،
في منشية أبوحنبل أول أسوان المنيا مركز بني مزار
راح الجدع راح وقصده يبلغ المنية،
والخلق دنيا تقول ياعين ياليالي
غنى الكروان، وألحان الندم شبابية
طلعوا البنات في العلالي وفتحوا الشبابيك
قالت (نعيمة) غرامي يا (حسن)، شبابيك
بعتت له منديل، وأسباب الغرام منديل والحب لجله اتصل واللي حصل منديل وفي قلته ياليل فين نار الغرام شبابيك.
موال حسن ونعيمة
وقد لعب محمد طه دور الراوي وغني في الفيلم الشهير أغنية يا اللي زرعت الورد.
وقد غنى الفنان محمد رشدي في البوم عرباوي قصة حسن ونعيمة في اغنية حملت اسم “يا حسن يا مغنواتى”، من كلمات: حسن أبو عتمان، وألحان: حلمى بكر، ولحن الأغنية يشبه لحن أغنية “كل ما أقول التوبة لحليم”، وحققت الأغنية نجاحا كبيرا.
عبد الحليم حافظ وفاتن حمامة أبطال الفيلم
كان عبد الوهاب منتج الفيلم يطمح ليقوم ببطولته عبد الحليم حافظ وفاتن حمامة، مع إنتاج ضخم، لكن عبد الرحمن الخميسي (جد لقاء الخميسي) كاتب السيناريو أقنعه أن الأفضل أن يكون أبطال الفيلم وجوه جديدة، ووقع الاختيار على سعاد حسني (ابنة الـ 17 عام)، وكانت ابنة زوجة أحد أصدقائه لتلعب دور نعيمة، وطلب من إنعام سالوسة تعلمها التمثيل، وجمعت الصداقة بين سعاد حسني وإنعام سالوسة، وطلب من عبد الوارث عسر ليعلمها فن الإلقاء (عبد الوارث عسر له كتاب شهير عن فن الإلقاء كان مقررا على طلبة كلية الإعلام).
لكن من يقوم بدور حسن ؟
كان المرشح لدور حسن هو الفنان سناء شافع، وتم توقيع العقد بالفعل بينه وبين عبد الرحمن الخميسي، لكن سفره المفاجئ لألمانيا للدراسة دفعه للاعتذار عن الدور.
ذهب الخميسي لماهر العطار، صاحب الأغنية الشهيرة “افرش منديلك”، وقتها غضب ماهر العطار، وقال للخميسي: “أنا طالب جامعي إزاي عايزني ألبس جلابية”، واقترح عليهم ترشيح الفنان محرم فؤاد، وبعدها ندم ماهر العطار على الفيلم بسبب الأغاني العبقرية التي غناها محرم فؤاد في الفيلم.
معلومات عن فيلم “حسن ونعيمة”
تم التصوير الداخلي بالكامل في ستوديو ناصيبيان أما المشاهد الخارجية فقد تم تصويرها في محافظة الفيوم، وتم التصوير الخارجي بقرية مشتهر التابعه لمركز طوخ محافظة القليوبية، ويبدو اسم القرية واضحا فى الفيلم فى مشهد لقاء حسن مع فاطمة الدلالة، وشاركت مصر بفيلم “حسن ونعيمة” فى مهرجان برلين السينمائى الدولى عام ١٩٥٩.
تم تقديم قصة حسن ونعيمة في مسلسل تلفزيوني حمل اسم “الليل والقمر”، من إنتاج سنة 1984، حيث يتعلق قلب حسن المغنواتي بقلب نعيمة، وتبادله هي نفس الشعورـ ولكن يرفض عطوة أبن عم نعيمة قصة حبها مع حسن، ويحاول بشتى الطرق أن يفرقهما، ويفشل إلى أن يأتي الوقت ويقتل حسن، ولعب دور حسن المطرب عمر فتحي، ولعبت دور نعيمة الفنانة شريهان، والمسلسل يتكون من 8 حلقات.
رواية آخرى للقصة
نشرت جريدة أخبار اليوم في 4 فبراير 1937، حوار مع أهالي القرية وعمدة القرية الذي نفى أن تكون قصة حسن ونعيمة بهذا الشكل، ويقول العمدة: “كان الذي يحيي الأفراح مطرب متجول وكان (حسن) أيامها ذائع الصيت قصير القامة نحيل الجسم أبيض اللون أشقر وجاء إلى قريتنا ليحيي الأفراح كنا في موسم القطن والفيضان وهو موسم الزواج عندنا ومكث حسن في قريتنا 20 ليلة، وانهالت النقطة على حسن حتى جمع ما يقرب من 500 جنيه وهي ثروة كبيرة بالنسبة لمطرب متجول وفي ليلة من الليالي وكانت الليلة الأخيرة لحسن في القرية اتفق القاتل وهو فلاح من قرية منشأة اليوسفي اسمه (محمد إبراهيم عبدالمغيث)مع (الزمار) الذي يرافق حسن على قتله لسرقة النقود ثم دعا القاتل حسن إلى المبيت في منزله ولبى حسن دعوة محمد وذهب معه إلى بيته بعد انتهاء السهرة، وعندما نام حسن انقض عليه محمد إبراهيم عبد المغيث ومعه (الزمار) وضرباه بالبلطة ثم خنقاه وأخذا نقوده وقبل الفجر وضعاه في جوال والقيا به في البحر اليوسفي وبعد ثلاثة أيام حمل التيار جثة حسن إلى قرية يرطباط بمغاغة وذاع مقتل حسن وقيد الحادث ضد مجهول، وبعد سنوات خرج مؤلف عابر بقصة مقتل حسن”.
أقرأ أيضا
