كتب – أحمد المرسي
عبر التاريخ كانت الصراعات الطائفة والمذهبية بين أفراد الدين الواحد هي الأكثر عنفًا على الإطلاق، ومن أجل السيطرة على تلك الصراعات يستلزم وجود قوانين ضابطة للأمر، ولكن هذه القوانين أحيانًا تكون سبب الصراع من جديد، كمثال قصة “السلم الثابت”.
و”السلم الثابت”، هو سلم موجود على واجهة كنيسة القيامة في القدس، تحت أحد النوافذ. تم وضعه سنة 1757، ولا يعرف إلى الآن من قام بوضعه.
كنيسة القيامة
تعتبر كنيسة القيامة هي واحدة من أشهر المقدسات المسيحية في العالم وعبر التاريخ. إذا لم تكن الأشهر والأهم على الإطلاق.
ويؤمن غالبية المسيحيون أن كنيسة القيامة هي الكنسية التي قام منها المسيح بعد صلبه، وتم رفعه إلى السماء، بعد أن تم دفنه في مكانها. ولهذا فهي تحظى بأهمية كبيرة.
خلال الحروب الطائفية بين الطوائف المسيحية من أجل السيطرة على الكنسية خلال القرن الثامن عشر. تم وضع اتفاقية قامت برعايتها الدولة العثمانية بتدخل من الدول الأوروبية، سميت اتفاقية “الوضع الراهن”
اتفاقية الوضع الراهن
تنص اتفاقية الوضع الراهن على أنه لا يجوز لأي طائفة من الطوائف المسيحية الموقعة أن تقوم بإجراء أي تعديل على أي مكان من الأماكن المقدسة إلا بموافقة بقية الطوائف الخمسةالأخرى. حيث أنهم يتشاركون في ملكية هذه الأماكن.
وبحسب أوامر البابا بولس السادس لسنة 1964 لا يجب تحريك السلم من مكانه إلى أن تصل جميع الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية إلى حالة مسكونية وهو ما يعني حالة توفق فيما بينها.
وعلى هذا فإنه لا يجوز حتى تحريك شيء من مكانه إلا إذا اتفق أصحاب الطوائف الستة على ذلك. ولهذا فقد ظل السلم الثابت مكانه منذ أكثر من 266 سنة.
ماذا سيحدث لو تم تحريك الكرسي من مكانه؟
حدث خلال السنوات الماضية أن قام راهب بتحريك كرسي داخل أحد الكنائس دون الموافقة بين بقية الطوائف، مما تسبب في أحداث دامية أدت إلى إصابة 12 راهب ممن دخلوا هذا الصراع.
تحريك السلم الثابت
الحقيقة أن السلم تم تحريكة على الرغم من الاتفاقية وذلك أكثر من مرة وخلال الإحتلال الإسرائيلي للقدس. ففي سنة 1981 تم محاولة تحريك السلم من مكانه ولم يعرف من فعل ذلك، وفي سنة 1997 اختفى السلم من مكانه لأكثر من أسبوع ثم تم إعادته إلى مكانه ولم يعرف من أخذه، وفي سنة 2009 تحرك السلم مؤقتًا إلى النافذة اليسرى خلال أعمال الصيانة.
اقرأ أيضًا:
