تقاريرسلايد

حكاية صورة.. عندما رد الرئيس السادات الجميل بعد 37 سنة

في سبتمبر سنة 1981، قبل أسبوعين فقط، من اغتياله في حادث المنصة الشهير، كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات في حفل زفاف، ما الأزمة كل الرؤساء يحضرون حفلات الزفاف للشخصيات الهامة والأصدقاء، لكن حفل الزفاف هذا كان له خصوصية حيث أن والد العروس مجرد سائق بسيط.. فما القصة؟.

في سنة 1944 كان كان الرئيس السادات معتقلا بقرار من السلطة البريطانية إثر اتهامه بالمشاركة فى اغتيال أمين عثمان، وبعد الافراج عن جميع المتهمين إلا هو، أضرب عن الطعام لعدة أيام، فتم نقله لمستشفى قصر العينى ليوضع تحت الإشراف الطبى، ومنه تمكن من الهرب، وأطلق لحيته وارتدى جلابية بلدى، ومنح نفسه اسمه الحاج محمد نور الدين (بالمناسبة السادات اسمه أنور السادات، واسم محمد أضافه هو لنفسه).

عمل السادات شيالا لشكائر الأسمنت على سيارة لوري، وفي ديسمبر 1944، كانت هناك «نقلة» الى قرية بشبيش بمحافظة الغربية، وفي الطريق حل عليهم الليل بأمطاره الغزيرة، فأصبحت بركة من الطين، وبعد معاناة، وصلت السيارة إلى قرية دمرو، وكان السادات مصاب بالدوسنتاريا، وظهر هنا الحاج محمود صادق سنبل، وأكد لهم استحالة وصولهم إلى بشبيش فى هذه الليلة المطيرة،

ودعا سائق السيارة ومعه بطبيعة الحال أنور السادات لتمضية الليلة فى منزله، وأصر الحاج سنبل على طلبه، ولم يتمكن من النوم بسبب الدوسنتاريا المزمنة التى كان مصابا بها، والتى تحركت مسببة له مغصا شديدا، وظل الحاج سنبل مستيقظا يحاول التخفيف عنه وإسعافه، وخاف أن يصاب السادات بأي أذى، لم يكن الحاج محمود سنبل الذي يعمل سائقا يعلم شيء عن ضيفه لا هو ضابط جيش، ولا معتقل ولا هارب من المعتقل، لكنه استضافه في منزله وأكرمه وأعد له الطعام والشراب حتى تعافي، وغادر المنزل.

لم يكن السائق ميسور الحال، وكان ما يكسبه يكفي قوت يومه، لكنه نجد الملهوف وأغاثه، وهي شهامة أبناء القرية ممن يستعدون للاستدانة لإكرام الضيف.

 السنوات تجرى

كبر الرئيس السادات ومر العمر وأصبح رئيس الجمهورية، وحاول الوصول للرجل لرد الجميل”، لكنه لم يستطع، وهو أمر غريب في الحقيقة، فالرئيس السادات يعرف منزل الرجل، ويمكن لمباحث الأمن في المحلة الوصول له، لكن ربما يكون السائق غير عنوانه.

وفي ٣ مارس ١٩٨١ صدر العدد الجديد من جريدة مايو لسان حال الحزب الوطنى الديمقراطي برئاسة تحرير الكاتب الصحفي إبراهيم سعدة، وكتب السادات مقالا عن قصة هذا الرجل عنوانه “عرفت هؤلاء”، ربما يساعده المقال في العثور عليه، وبالفعل عن طريق الصحفي عبد العاطي حامد، وصل المقال للرجل البسيط.

No photo description available.

اتصل السائق بالرئاسة ليطلب مقابلة الرئيس، وقابله الرئيس فى القناطر الخيرية فى 7 أبريل 1981، كان اللقاء به من عبق الماضي، والسؤال عن الصحةوالأحوال، وسأله الرئيس السادات، لماذا لم تسأل عليّ، فقال السائق إنه عرف إن الرئيس السادات أصبح رئيس جمهورية، لكنه لم يرد أن يزعجه بالسؤال.

وفي موقف يتمناه الكثيرون، قال له الرئيس السادات:

– أطلب منى إللى أنت عايزه

فرد عليه السائق الحاج محمود

– لا أريد سوى حج بيت الله، وطلب منه رصف الطريق من المحلة الكبرى لقرية دمرو.

وفي نهاية اللقاء، طلب الرجل من الرئيس السادات، حضور حفل زفاف ابنته، وافق الرئيس السادات على كل طلبات الحاج محمود، وحضر حفل الزفاف، والتقطت له الصورة الشهيرة وهو يجلس بجوار الحاج محمود وابنته، وقيل إن الرئيس تكفل بمصاريف زفاف الفتاة ردا لجميل والدها.

تفاصيل حفل الزفاف.. الدواعي الأمنية تحكم

حضر الرئيس السادات حفل زفاف الآنسة بشرى»- كريمة الحاج محمود وخطيبها المهندس السيد بسيونى، كان العريس يعمل مهندس في السعودية، وبسبب الأزمة السياسية والدواعي الأمنية، أجل الرئيس موعد الزفاف ثلاث مرات من يونيو حتى سبتمبر، وكان العريس في إجازة قصيرة، وخاف أن يتم رفده من عمله بسبب تغيبه.

كانت تجهيزات الأمن كثيرة من ناحية التفتيش والتأمين، وتم رصف طريق اخاص تهبط عليه مروحية السادات، ذهب العروسان لأستوديو التصوير بحماية الأمن المركزي، وبعد دخولهم القرية، تم غلق كل الطرق المؤدية للقرية، ومنع دخول أي شخص إليها، في قصة أشبه بقصة زواج بقرار جمهوري الذي أخرجه خالد يوسف من بطولة هاني رمزي وحنان ترك.

تقول العريس في حديثها للأهرام بعد مرور السنين: “كان الرئيس ودودا حنونا وكأنه من أهل البيت! كان الرئيس فى الواقع أجمل وأكثر وسامة مما يظهر عليه فى الصور أو فى التلفزيون، يتمتع بكاريزما وأناقة آسرة، وحينها أخبرته أن عيد ميلادى يوافق 25 ديسمبر، وهو نفس يوم ميلاده، فقهقه بطريقته المميزة، وقال إذن سنحتفل بهم سويا كل عام!

بالطبع، لم يتناول السادات بسبب الدواعي الأمنية أي شيء من طعام حفل الزفاف، وتم إحضار شيف خاص أعد له طعامه، حتى قطعة الشوكولاتة، وضعها بجيبه.

قال العريس للسادات غنه قلق بشأن الوظيفة، فطمأن السادات العريس، وقال له: “لا تقلق بشأن الوظيفة، هما مقاطعينا بس بعد كدا هنرجع لبعض تاني، كفاية أسبوعين أجازة، وبعدها وظيفتك عندي.

وبعد أسبوعين وقع اغتيال الرئيس السادات، تقول العروس: :”كل عيد ميلاد لى أتذكره وأترحم عليه، وكل من يسير على طريق دمرو المرصوف يدعو له ولأبى.

 

الذهاب للحج

وذهب الحاج محمود لأداء فريضة الحاج في سنة 1981، وفي الطريق عرف بخبر استشهاد الرئيس السادات في حادث المنصة الشهير، فظل يبكي الرجل الذي قابله قبل 37 عام هاربا من المعتقل، والآن يودع الدنيا بزيه العسكري، بعد أن اغتالته يد الغدر.

لا يفوتك

لطيفة نظمي.. الفنانة التي تزوجت قاتل متسلسل فأصيبت بالجنون

أقرا أيضا

كاتي ساندوينا.. إليكم قصة أقوى أمرأة في العالم

بسبب الملك فؤاد.. قصة أشهر شارب في مصر

 

المصادر

  • الموقع الرسمي لمحبي الرئيس السادات.
  • زوا ج بقـرار جمهـورى.. أسرار حفل الزفاف الذى حضره السادات قبل اغتياله بأسبوعين – الأهرام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!