تقاريرسلايد

“الجميلة المصرية”.. عندما رأى الأوروبيون الزرافة لأول مرة على يد محمد علي باشا

"الجميلة المصرية".. عندما رأى الأوروبيون الزرافة لأول مرة على يد محمد علي باشا

كتب – أحمد المرسي

في عام 1988 كان صحفي شاب يدعى مايكل آلين يبحث في مكتبة. ووجد جريدة قديمة. فتحها وأخذ بالتقليب فيها فوجد أغرب خبر كان من الممكن أن يتوقع أن يقرأه. خبر نقله 160 سنة عبر التاريخ، عن الجميلة المصرية التي خبلت أوروبا!.

زرافة الباشا

في أحد الأيام المشمسة. في أحراش سنار في السوادن. كان مجموعة من الصيادين، يصطادون زرافة. وتلك الزرافة مخصصة خصيصًا لأفندينا محمد علي باشا.

أمسك الصيادون الزرافة. وواجهتهم مشكلة هي كيفية نقلها إلى مصر. فاصطحبوا مهم ثلاث بقرات سمان، يقومون بحلبها وشرب حليبها. وسقي الزرافة منها. رغم أن الزراف لا يشرب الحليب.

عندما وصلت الزرافة لمصر. رآها القنصل الفرنسي مسيو برنادرينو دروفيتي. فاقترح على محمد علي باشا أن يهدي فرنسا تلك الزرافة. لأن الشعب الفرنسي لم يسبق أن رأى زرافة من قبل!

وكان دروفيتي يهدف إلى مساعدة الباشا من أجل أن تغض فرنسا الطرف عن وقوفه بجوار السلطان العثماني في حرب المورة. واخماده للثورة اليونانية.

اقتنع محمد علي بتلك الفكرة وقرر أن يرسل الزرافة إلى فرنسا، ومعها رجلين للاعتناء بها، حسين المصري، وعطير السوداني.

نقل الزرافة إلى فرنسا

كان قائد السفينة المنوط بها نقل الزرافة هو القبطان ستيفانو منارا. وواجهت منارا مشكلة كبيرة هي أن رقبة الزرافة أطول من قبو السفينة. ولهذا قرروا أن يقوموا بفتح سطح السفينة لتخرج رقبة الزرافة منها. ثم قرر أن يبطن تلك الفتحة بالقش للحفاظ على رقبتها.

تم ارسال ثلاث بقرات ليتم حلبهن كل يوم. وللشرب من لبنها. وبعد رحلة عاصفة طويلة، وصلت السفينة بعد 31 يومًا إلى مارسيليا. بعد أن زاد طولها 15 سم.

في مارسيليا

كان وصول هذا المخلوق الغريب إلى أوروبا، حدث غريب للغاية بالنسبة للفرنسيين. للدرجة التي خرج فيها عمدة مارسيليا لاستقبالها.

تعجب أهل مارسيليا من الحيوان الغريب، وخرجت المدينة بالكامل لمشاهدتها. والحامية العسكرية تحاول منع الناس من المساس بها.

قرر الملك أن يتم نقل الزرافة بريًا ليشاهدها كل الشعب الفرنسي. فسارت مشيًا على الأقدام من مارسيليا لباريس. من الجنوب للشمال، أكثر من 900 كيلومتر. وخلفها قافلة تشمل أبقار للغذاء، وعربات، وحبوب، وحرس.

وكانت الزرافة تمشي في كل يوم من قرية لقرية. وأهل تلك القرى والمدن تخرج لمشاهدة المخلوق الأعجب على الإطلاق، وحسن وعطير خلفها.

وخوفًا على تعب الزرافة من السير، وقلقًا على حوافرها الجميلة، صنعوا لها حذاء طويل، من أجل أظافهرا، ولأن الجو كان باردًا، صنعوا لها بالطو من مشمع مزركش. من رأسها وحتى قدميها.

الوصول إلى باريس

بعد 40 يومًا من المسير وصلت الزرافة إلى باريس. واستقبلها الملك شارل العاشر نفسه، وتعجب عندما رآها، وألبسها طوقًا من ورد، وأطلق عليها اسم “الجميلة المصرية”.

الجميلة المصرية في بيتها

لم تنتهي قصة الزرافة المصرية عند هذا الحد، ولكن تم وضعها في أحد الحدائق، فزارها في أول عام 600 ألف إنسان، وهو عدد كبير في ذلك الوقت. ولم تلبث الجميلة المصرية أن أصبحت حمى حقيقية في أوروبا. فتم تأليف العروض المصرية باسم الزرافة. وتم صنع كعكة باسم “الجميلة المصرية”.

وتغيرت الموضة بسببها، فتم صنع برانيط باسم برنيطة الزرافة المصرية تشبه رأسها بقرونها، وبيبون الزرافة المصرية بلون جلدها. واختار ثلاثين صاحب فندق ومكتب بريد ومخازن فرنسا الزرافة شعارًا لهم. ولازالت شعارات هذه الفنادق موجودة إلى الآن.

وابتكر الحلاقون تسريحات شعر مستوحاة من الزرافة، واخترع الموسيقيون آلة موسيقية جديدة اسموها “بيانو الزرافة”.

ولكن بعد ذلك؟ هل تحقق الغرض الذي ارسل من أجله محمد علي الزرافة إلى فرنسا؟ الحقيقة أن ذلك لم يحدث، ودمرت فرنسا أسطول الباشا في معركة نفارين البحرية الشهيرة عام 1827.

نهاية الجميلة المصرية

ظلت الزرافة لمدة 20 سنة في فرنسا، وبجوارها كل من حسن وعطير. حتى ماتت، ولكن الفرنسيين لم ينسوها، ولم يدفنوها، ولكنهم حنطوها، ووضعوها في المتحف.

نسيت الزرافة سنوات طويلة، أكثر من 160 سنة، حتى راى مايكل آلين خبر وصولها إلى باريس في أحد الليالي الشتوية من عام 1926، وقام بتدوين حكايتها في كتاب.

 

 

أقرأ أيضًا:

امتلك 54 بيتًا للدعارة وارتدى ملابس النساء.. من هو إبراهيم الغربي أشهر قواد في تاريخ مصر؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!