تقاريرسلايد

“هوى”.. زوجة البيه التي باعت نفسها للفرنسيين فقتلها

قصة من التاريخ

كتب – أحمد المرسي

تعتبر الحملة الفرنسية واحدة من أهم الأحداث التي حدثت في تاريخ مصر بالكامل، حيث أنها بعيدًا عن نتائجها العسكرية، إلا أن لها نتائج ثقافية كبيرة، بسبب تصادم الشرق والغرب بصورة واضحة ومرصودة ومسجلة.

من أبزر الشواهد على هذا التصادم قصة المرأة التي ذكرها الجبرتي في تاريخه “عجائب الآثار في التراجم والأخبار”. وهي التي تسمى “هوى”، زوجة إسماعيل بك الكاشف.

هوى والكاشف

لا نعرف شيئًا أصل هوى، ولكن ما نعرفه أنها كانت زوجة “إسماعيل بك الكاشف”، والملقب “بالشامي”. والكاشف هو المسؤول عن جميع الضرائب من المديريات “المحافظات”. وفي العادة كان هؤلاء المماليك يتزوجون من جواريهم. وفي الغالب كانت هوى جارية لدى إسماعيل. ولكنه اطلقها وتزوجها. بسبب جمالها الباهر.

سكنت هوى مع الكاشف في قصر في الموسكي، وكانت الموسكي في ذلك الوقت مقرًا للعديد من المماليك وأشياعهم.

عندما جاءت الحملة الفرنسية بـ “جيش الشرق”. خرج المماليك مجتمعين لمقاومتهم. وعندما تم هزيمتهم، بالقرب من الجيزة. هرب المماليك تاركين ورائهم أموالهم وأملاكهم وزوجاتهم وجواريهم.

دخل الفرنسيين القاهرة. وثار الرعب في نفوس الناس. ولكن لم يقم الفرنسيين في تلك الفترة بأي مذبحة كما كان المصريون يعتقدون ذلك.

وبعد مرور وقت. بدأ المصريون يتعاملون معهم في البيع والشراء. بطريقة طبيعية. ويذكر الجبرتي أن بعض النساء اللواتي بلا رجال. كالعاهرات والجواري بدأن بالتعامل مع الفرنسيين. والخروج معهم. ولبس ملابسهم. والتعامل بطريقتهم.

هوى والقبطان

من هؤلاء النساء كانت هوى، التي تعرفت على ضابط برتبة قبطان بحري فرنسي اسمه “نيكولا”، أو “نيقولا” كما ذكره الجبرتي في تاريخه.

وعاشت هوى مع نيكولا في بيت في الأزبكية. من تلك البيوت التي هجرها أصحابها. وعاشت معه كعشيقة. وانغمست هوى في المجتمع الفرنسي. وانتقلت معه بعد ذلك في سكنه بالقلعة، وظلت كذلك حتى خرجت الحملة الفرنسية. بعد 3 سنوات و21 يومًا.

هوى الهاربة

قهر الحزن هوى عندما عرفت أن نيكولا سيرحل. عائدًا لبلاده. ولن يأخذها معه، تبعت الكتيبة التي هو معها حتى وصلت رشيد. وهناك ترجته أن ياخذها معه، لكنه رفض. وأعطاها مبلغًا من المال، وتركها وسافر مع الجيش الراحل. ولم تعرف هوى ماذا تفعل، وكان أكبر خوفها ان يكون زوجها إسماعيل الكاشف لازال على قيد الحياة.

لم يكن مع هوى سوى جاريتها، وما هو معلوم ان زوجها اسماعيل الكاشف بحث عنها. وكلف الشرطة بالبحث عنها. وقد وجدها. بيقول الجبرتي عن هوى في اللحظة دي إنها المرأة التي تزوجت نقولا القبطان. ثم أقامت معه بالقعلة وهربت بمتاعها وطلبها الفرنساوية وفتش عليها عبد العال “رئيس الشرطة” وهجم بسببها عدة أماكن كما تقدم ذكر ذلك فلما دخلت المسلمون وحضر زوجها مع من حضر وهو إسماعيل كاشف المعروف بالشامي أمنها وطمنها وأقامت معه أياما.

المعروف إذا أن زوجها اسماعيل الكاشف قد اعطاها الأمان. وبطريقة ما سامحها.

الانتقام للشرف

قلنا أن اسماعيل الكاشف قد أعطى لزوجته الامان ولكن هذا الأمان لم يدم طويلًا. حيث يذكر الجبرتي:

وفي يوم الثلاثاء رابع عشرينه طلبت ابنة الشيخ البكري وكانت ممن تبرج مع الفرنسيس بمعينين من طرف الوزير فحضروا إلى دار أمها بالجودرية بعد المغرب وأحضروها ووالدها فسألوها عما كانت تفعله فقالت اني تبت من ذلك فقالوا لوالدها ما تقول أنت فقال أقول اني بريء منها فكسروا رقبتها.

ويذكر لنا هنا الجبرتي الحادثة الشهيرة. وهي حادثة مقتل زينب البكري. والتي كانت ابنه الشيخ البكري. وأهداها إلى نابليون بونابرت تقربًا منه. وعندما تركها ورجعت الترك للبلاد. قتلوها على ما كانت تفعل بعد أن تبرأ منها والدها.

أما عن هوى فيقول الجبرتي أنها ماتت في اليوم نفسها عندما أستأذن الوزير في قتلها فأذنه فخنقها في ذلك اليوم أيضا ومعهاجاريتها البيضاء أم ولده وقتلوا أيضا امرأتين من اشباههن. 

 

أقرأ أيضا

“زليخة عدي”.. المرأة التي قالت “لا” في وجه من قالوا “نعم”

عندما أشتكى رئيس وزراء إسرائيل للسادات من الشعراوي

نفسي أبقى مضيفة .. صورة نادرة لسوزان مبارك عمرها 67 سنة

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!