تقاريرسلايد

بمطرقة طوال 22 عامًا.. قصة مانجي الذي فلق الجبل

بدافع حبه لزوجته

كتب – أحمد المرسي

لم يكن “داشرات مانجي” سوى رجل هندي فقير، فإذا نظرنا له قبل عام 1960 ما كنا لنتوقع منه غير أن يموت في تلك القرية الصغيرة التي ولد فيها، عاملًا يحفر المناجم. ولكن ما حدث في حياته كان شيئًا آخر. جميلًا ومثيرًا للإعجاب.

بداية القصة

ولد داشرات في عام 1934. في قرية غيلور وهي قرية تتبع مدينة جاي، وفي ولاية بيهار بشرق الهند. هندوسي، لأسرة فقيرة معدمة. عمل في حفر المناجم. ولم يكن يملك شيئًا ذا قيمة في حياته غير زوجة يحبها.

اعتادت زوجة داشرات مانجي أن تحضر له الطعام بشكل يومي حيث يعمل مع زملاءه. وبينما هي تقوم بقطع المسافة إلى ذلك المنجم الذي يعمل به. سقطت من فوق تل مرتفع. ونزفت من رأسها.

لم يستطع داشرات أن يحضر الإسعاف لزوجته أو يأخذها للمستشفى. حيث كانت أقرب مستشفى له في المدينة الكبيرة. والتي كانت تفصل بينها وبين القرية جبل عظيم. وكحل وحيد للوصل للمدينة كان يجب الدوران حول الجبل، مما يعني قطع 70 كيلومتر.

في لحظات مؤسفة. ظل داشرات عاجزًا ينظر إلى زوجته طوال الليل تنزف، حتى ماتت مع مطلع الفجر.

مقاومة الألم

كان جميع أهالي قرية داشرات يعرفون مقدار حب الرجل الثلاثيني لزوجته. ويعرفون جيدًا مقدار هذا الألم بداخله. انقطع الرجل عن العالم لأسبوع كامل. لم يروه. لم يأكل ولم يشرب. ولم يعرفوا ماذا يفعل. عندما كان يحدثه أحدهم ما كان يجيبه. ولكن عندما ظهر بعد أسبوع رأوه يقطع القرية ومعه مطرقة، ويسير نحو الجبل.

عندما وصل داشرات إلى الجبل صعده، وبدأ في ضربه بالمطرقة. لم يفهم الناس ماذا يفعل، وعندما سألوه قال لهم أنه سيفلق الجبل.

ضربات الغضب

ظن سكان القرية أن الرجل قد أصابه الجنون بعد وفاة زوجته. ولكنه لم يهتم، وأضحى كل يوم في الصباح يصعد إلى الجبل، ويبدأ في ضربه بقوة وغضب. وكأنه ينتقم منه على ما فعله بزوجته الحبيبة.

كان الناس يضربون أكفهم في أسف وهم يرون الرجل الذي فقد عقله كل يوم يصعد الجبل، ويضرب فيه بمطرقته في غضب، ثم بدأوا في السخرية منه.

ولكن مانجي لم يتوقف، وعلى مر 22 عامًا ظل يضرب ذلك الجبل، حتى فلقه إلى نصفين.

22 عامًا من العمل الدؤوب، المضني، وسط سخرية أهل القرية، وتعجب غير المصدقين، كانت نهايتها، أن شق مانجي الجبل الملعون، طوليًا، بطول 110 متر، وعرض 9 أمتار، وارتفاع 10 أمتار. وهو ما قلص زمن الانتقال من القرية للمدينة من 70 كيلو متر إلى 4 كيلومترات.

رجل الجبل

كانت آخر ضربة قام مانجي بضربها في الجبل في عام 1980. حيث انفتح الطريق أمام العربات كي تعبر، من القرية للمدينة. وهو ما ضمن تطور تلك القرية، وعودتها للحياة، حيث اتصلت بالمستشفيات. واستطاع الأطفال الصغار الذهاب إلى المدرسة، ووجد الشباب فرص عمل في المدينة المجاورة. فتغيرت حياة القرية التي كان يسكنها مجموعة من العمال يعيشون حياة بائسة. إلى قرية تتطور وتتصل بالحضارة بشكل كبيرة.

اشتهر مانجي وعرفه أهل قريته في البداية باسم “رجل الجبل”. ثم انتشرت قصته. وكرمته الحكومة. وسلطت عليه الأخبار العالمية الأضواء. وعلى مشواره الذي بدأ منذ 22 عامًا بضربة مطرقة. وكأنه رجل قد جن بسبب فقدان زوجته. لينتهي بعد ذلك وقد بث الحياة في الآلاف.

توفى داشرات مانجي في 17 أغسطس عام 2007. وقد ترك أرثًا كبيرًا من الأمل. وتم عمل جنازة رسمية له من الحكومة. وفي عام 2015 كرمه المنتجون في بوليود بعمل قصة حياته فيلمًا بعنوان “مانجي: رجل الجبل Manjhi: The Mountain Man”.

أقرأ أيضًا:

عندما أبكى عبد الناصر رئيسة وزراء الهند إنديرا غاندي.. تعرف على السبب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!