الفنسلايد

بعيدا عن المسلسل .. هكذا توفي نجيب الريحاني بخطأ طبي

بعيدا عن المسلسل .. هكذا توفي نجيب الريحاني بخطأ طبي

انتهى مسلسل “الضاحك الباكي”، سيرة نجيب الريحاني بحلوه وبمره، رغم كثرة المر فيه، وندرة الحلو، المسلسل الذيس يمكنني تصنيفه كأسوأ مسلسل سيرة ذاتية تم تقديمه في مصر.

انتهى المسلسل بوفاة نجيب الريحاني، بطريقة تختلف عن الطريقة التي مات بها في الحقيقة، لذا نرصد في هذا المقال الفارق بين وفاة الريحاني في المسلسل، ووفاته في الحقيقة.

الرحيل كما عرضه المسلسل

عرض المسلسل وفاة الريحاني بعد حصوله على دواء بالخطأ، دون تحديد نوع الدواء، وهرب من المستشفى، ودخل إلى المسرح، وسقط على المسرح ميتا، وهي نهاية غير حقيقية على الإطلاق.

النهاية الحقيقية لوفاة نجيب الريحاني

أثناء تصوير فيلم “غزل البنات”، مرض الفنان نجيب الريحاني مرضًا شديدًا، ونقلوه للمُستشفى اليُوناني في حي العبَّاسيَّة بِالقاهرة، وتحديدًا في الغرفة رقم 48 بالدور الثاني، في 8 يونيو عام 1949 وكان يعاني من التيفويد والقلب.

وطلب منه الدكتور الدمرداش أن يأخذ حبوب الكلورمايستين، 15 حبة مرة واحدة، وبمجرد تناول الدواء بدأ ينتفض ويحس بألم في كل جسمه وبصق الدم من فمهِ، وبعد عشر دقائق مات، وهنا لا ىمجال للحديث عن هروب من المستشفى، ولا وفاة في المسرح ولا أي شيء.

والحقيقة أن وفاة نجيب الريحاني هي أول وفاة بخطأ طبي للفنانين في مصر، لأنه لم يكن من المفترض أن يأخذ هذه الأدوية وهو مريض قلب، وذلك وفقًا لشهادة أنور عبد الله الصحفي المقرب من الريحاني للأهرام (والد سماح أنور وزوج الفنانة سعاد حسين).

والطبيب اليوناني مدير المستشفى اليوناني( الذي كشف عليه بعد وفاته قال إن الدواء هو الذي تسبب في قتله لأن الجرعة كانت أكبر من أن يتحملها قلبه، وكان من المفترض أن يأخذ الجرعة على فترات، والطب الشرعي قال إن الريحاني تُوفي متسممًا بهذه الأقراص.

أخبار غير صحيحة

بعض الأخبار تشير أن نجيب الريحاني مات بالبنسلين، وقد تناول الحقنة في صيدلية، ولكنها معلومة غير صحيحة. لكن ما سبب شائعة البنسلين؟

كتب بديع خيري في شهادته على لحظة وفاة الريحاني في مجلة “المصور”، في نفس أسبوع وفاة نجيب الريحاني قائلًا: “كان نجيب قد سافر إلى الإسكندرية ليحيي 8 حفلات مسرحية لصالح بعض الجمعيات الخيرية هناك، وبعد ثلاث ليالٍ شعر بتعب مفاجئ، وأبلغني أنه لا يستطيع الاستمرار في إحياء باقي الحفلات، وطلب رد المبالغ التي حصلوا عليها من تلك الجمعيات، إلا أن زملاءه أقنعوه أنها وعكة صحية طارئة سوف تزول فورًا.

ووافق نجيب على الاستمرار، بعدما ذهب إلى مستشفى المواساة، حيث أخذ كورس «بنسلين »، مما منحه طاقة ليحيي حفلتين أخريين، ثم هبطت روحه المعنوية فجأة فعاد للقاهرة، واعتكف في منزله 6 أيام مريضًا، قبل أن يذهب للمستشفى اليوناني لأن مدير المستشفى صديقه.

وهناك أخبروه بإصابته بالتيفويد وأن علاجه في حبوب «الكلورمايستين »، وتم طلبه من الولايات المتحدة الأمريكية، وعارض مدير المستشفى استخدام هذا الدواء (بدافع الخوف على صديقه)، لكن الطبيب الخاص أبدى تفاؤله بهذا الدواء.. واقتنع نجيب به أيضًا، وتم طلب الدواء من السياسي المصري مكرم عبيد الذي أرسل في إحضاره في طائرة خاصة وأعفاه من الجمارك لسرعة الحصول عليه.

والدكتور بللينى –طبيب أمراض القلب– الذي زار نجيب الريحاني قبل وفاته بساعات، مص شفتيه أسفًا بمجرد خروجه من الغرفة؛ إذ تيقن أن نجيب الريحاني لن يعيش.. بعدما شاهد الشفة السفلى لنجيب الريحاني ترتعش دون أن يتكلم، فأيقن أن هذا يعني الموت العاجل.

نهاية غزل البنات

لم ينتهى الريحاني من تصوير فيلم غزل البنات، لذا اكتفى أنور وجدي بما تم تصويره وأنهى الفيلم في المونتاج، وكان من المفترض أن يذهب أنور وجدي مع ليلى مراد للباشا لطلب يدها، لكن الباشا يرفض، وهنا يحدث حوار بين الريحاني والباشا عن الفارق بين الطبقات، وإن الإنسان بعلمه ونفسه بعيدا عن أبيه وأمه، لكن هذه المشاهد لم تُصور.

نعي الملك فاروق

وفي سابقة هي الأولى في تاريخ مصر، نعى الملك فاروق نجيب الريحاني وقال في نعي نشرته الصحف: لقد مات الفنان الذي أضحكنا بجراحات قلبه.. وهذه كانت سابقة لأول مرة أن ملكًا ينعي ممثلًا، مما يُعد انتصارا لفن التمثيل.

ونعي نجيب الريحاني نفسه، في نعي كتبه قبل وفاته ب 15 يومًا فقط، وقال فيه: “مات نجيب.. مات الرجل الذي اشتكى منه طوب الأرض وطوب السماء، إذا كان للسماء طوب.. مات نجيب الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب.. مات الرجل الذي لا يعرف إلا الصراحة في زمن النفاق، ولم يعرف إلا البحبوحة في زمن البخل والشح.. مات الريحاني في 60 ألف سلامة”.

ملف:بديعة مصابني تبكي زوجها

 جنازة شعبية ومصير الشريط

وطلب الملك فاروق أن تكون جنازة الريحاني جنازة شعبية، وقال إن الريحاني عاش للشعب ليسعده، فلا بد أن يشيعه الشعب لمثواه الأخير.

تم تصوير جنازة الريحاني، كأول جنازة لفنان يتم تصويرها، وتعد الجنازة هي الأكثر شعبية بعد جنازة سعد زغلول في مصر، لكن للأسف شريط الجنازة الذي كان الملك فاروق يحتفظ به في قصره، تام بيعه كروبابيكيا بعد ثورة 23 يوليو، وشريط الجنازة موجود عند هاوي لجمع الإنتيكات في تركيا.

أقرأ أيضا

هل دفن صلاح قابيل حيا..إليكم التفاصيل كاملة

 أبطال مسلسل الضاحك الباكي قبل عمرو عبد الجليل 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!