الأخبارسلايد

“مصريون البلقان”.. جالية غامضة خرجت من مصر منذ ألف سنة ولم ينسوها

لازالوا يستخدمون التعبيرات المصرية

كتب – أحمد المرسي

“لقد نسانا العالم كله، وحتى في وطننا الأصلي مصر لا يعرفون حتى أننا موجودون”

بهذه العبارة عبر واحد ممن يطلقون على أنفسهم مصريو البلقان عن آلامه من الاغتراب. فمن هم مصريو البلقان، وكيف ذهب المصريون إلى هناك؟ في التقرير التالي نرصد لكم الحقيقة كاملة.

الجالية في البلقان

في دول البلقان والتي تشمل صربيا وكوسوفر ومقدونيا وكرواتيا والجبل الأسود وألبانيا. يوجد جاليات كبيرة، تسمي نفسها بالمصرييين. ويبلغ عددهم أكثر من نصف مليون إنسان.

وفقًا لتعداد عام 2002. يبلغ عدد تلك الجالية في كوسوفوا وحدها اكثر من 90 ألف مواطن، بينما يبلغ عددهم في مقدونيا 4 آلاف.

يقول المصريون البلقان عن أنفسهم انهم مصريون حتى الصميم، وأنهم جاؤوا هنا منذ آلاف السنين، وأنهم عرفوا حقيقتهم. ومن أين جاؤوا عن طريق أجدادهم.

ويقول المؤرخون أن مصريو البلقان وصلوا من مصر في القرن 13 ق.م، مع الإسكندر الأكبر، وكان أغلبهم محاربين مصريون وبحارة. وظلوا موجودين لا يعرف أحد عنهم، لكنهم ظلوا متمسكون بهويتهم. يرفضون الاختلاط بالأعراق الأخرى.

مراسل البي بي سي ومصريون البلقان

منذ عدة أعوام في كوسوفوا ارسلت البي بي سي مراسل لعمل استقصاء حول حقيقة الجالية، فذهب إلى كوسوفو وهناك إلتقاهم.

يقول المراسل أنه كان يسير في مدينة جاكوفا، ثم دخل شارع سيفاس، حيث يسكن المصريون هناك، ويعبر قائلًا:

الوجوه الألبانية واضحة، ولكن فور أن تدخل إلى حي سيفاس، يتغير كل شيء، وترى وجوه أخرى بملامح أخرى، وتدرك أنها قريبة من وجه المصريين.

ويضيف: فور أن دخلنا، خرجوا لنا من كل مكان وقالوا “إننا مصريون، ونريد أن تعترف بنا مصر”.

اللغة والتعبيرات:

يعتمد علماء الإنثروبولجية على اللغات من أجل تحديد الأجناس، حيث أن اللغة مثل الجينات يتم توارثها من جيل لجيل. ولازال مصريو البلقان يحتفظون بالتعبيرات المصرية المستمدة من اللغة المصرية القديمة.

ويقول مصريو البلقان عن القمح “مزير” وهو الاسم المصري القديم له، ويصنع النساء هناك البقلاوة على شكل الأهرامات، ويستمعون إلى الأغاني المصرية.

الموقف الدولي

يعترف الدستور الكوسوفي بالجالية بأنهم مصريون، ويتبعوا القومية المصرية.

وترفض الحكومة المصرية الاعتراف بهم، واعطائهم الجنسية المصرية. ولكن حتى الآن الاتصالات جارية بين ممثليهم وبين الحكومة.

وترفض الحكومة الاعتراف على خلفية أن قصصهم غير مثبتة تاريخيًا. ومن جانبهم يؤكد مصريو البلقان أنهم يحفظون هذا التاريخ عن أجدادهم.

وشكل أعضاء الجاليات أكثر من اتحاد ليجمعهم مثل الحزب الليبرالي المصري. والرابطة المصرية في كسوفو، وأحد تلك الأحزاب مرسوم عليها أهرامات الجيزة الثلاثة.

زيارة زاهي حواس

زار عالم المصريات زاهي حواس الجالية بدعوة من نائب المصريين في البرلمان الكوسوفي، وزار معه معبد إيزيس المعبودة القديمة في مقدونيا، وحكى له قصة المعبد واكتشافه.

هاجر الكثير من مصرييين البلقان إلى دول المهجر مثل اوروبا وأمريكا، بعد أن طردهم الألبان في عام 1999 في حرب كوسوفو فخرجوا من البلد لاجئين.

في النهاية

يقول مراسل البي بي سي في نهاية تقرير أنه عندما هم بمغادرة حي سيفاس حيث يسكنه المصريون، صادف امراة عجوز تفترش الأرض امام بيتها، وعندما سألها: هل تعرفين موقع مصر على الخريطة”، قالت “لا”، ثم استدركت بلهفة:”لكنني مصرية، وكلنا هنا مصريون، وأحلم أن أزور بلادي مرة واحدة”!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!