كانت ملامحها البريئة والدموع التي لم تفارق عيونها، والكانولا التي تضعها في يدها، عنوان تعارف الجمهور على مريم ملاك طالبة الصفر، المتفوقة في كل مراحلها التعليمية، وحصلت في السنة الأخيرة من الثانوية العامة على صفر.
دخلت مريم ملاك ذكري، في نوبة من البكاء على الهواء، خلال حوارها في برنامج “الحياة اليوم”، مع الإعلامية لبنى عسل، :”أنا طول عمري من المتفوقيقن والله، وبذلت قصاري جهدي في مراجعة المواد أكثر من 4 مرات، وأجبت على كافة الأسئلة الدراسية من معظم الكتب المطروحة، وتوقعت أن أحقق الدرجات النهائية في كافة المواد، خاصة وإني متفوقة في نتيجة العام الدراسي الماضي.
وحكت مريم تفاصيل دراستها واجتهادها، قبل أن تفاجئ بالصفر الكبير، وقالت: “كنت بذاكر من بداية العام الدراسي 15 ساعة يوميا، لأن هدفي منذ المرحلة الابتدائية الالتحاق بكلية الطب البشري، عاوزة أفهم سبب حصولي على 0% في النتيجة”.
يقول مينا ملاك: مريم من يوم النتيجة مبتاكلش لذلك هي عايشة على المحاليل”، فانخرطت مريم في البكاء وفشلت لبنى عسل في محاولة تهدئتها، كان الكسر عند مريم أكبر من أن يجبر، وخاطر لبنى عسل لا يكفي لجعلها تتوقف عن البكاء.
رفعت مريم قضية، وطالبت إعادة تصحيح أوراقها، وبمساعدة المحامي إيهاب رمزي، وصلت لورقة الإجابة، لكن الورقة لم التي وُضع اسمها عليه، لم تكن ورقتها، بما يعني أن ورقة إجابة مريم انتقلت لورقة فتاة آخرى، وحصلت مريم على درجات فتاة لم تجتهد لكتابة حرف واحد، ضاربين بعرض الحائط بتعب مريم لتحقيق حلمها.
طلب المحامي إيهاب رمزي تقرير الطب الشرعي في قضية ورقة مريم، وصل التقرير للنيابة، فحفظت القضية، دون تمهل ودون أن تواجه مريم بورقة الإجابة لبيان ما إن كانت الورقة ورقتها أو لا، وهو ما أثار تعجب المحامي لأن القانون يحق للشاكي الطعن في التقرير، وهو حق لم يحصلوا عليه في القضية.
انهيار مريم
ناشد مينا ملاك ،شقيق الطالبة مريم ملاك ذكري، الرئيس السيسي قائلاً: “أختي بتموت ياريس وهي في مقتبل عمرها، طول سنوات تفوقها كنا ننتظر تتويج التفوق بالثانوية العامة والآن ضاع كل مجهودها .. ليه ؟؟
وكانت مريم عانت من تدهور كبير لحالتها الصحية، وأصيبت بحالة من الانهيار العصبي وفقدان وعي متكرر، بعد علمها بما كشف عنه تقرير مصلحة الطب الشرعي أن الخطوط الواردة بأوراق إجابات الامتحانات الخاصة بها، تتطابق تماما مع خط يد الطالبة المذكورة، ومن ثم فلا صحة لما تردد حول استبدال أوراق إجاباتها بأوراق أخرى.
ظبت لبنى عسل تقنع مريم إن الغلطة ليست من عندها، خاصة إن مريم حصلت على 252.5 من 260، وهذا يؤكد أن هناك خطأ ارتكب ليس من مريم، يا صديقي هي لو أجابت على سؤال التعبير كانت ستأخذ درجات، لو اختارت اسئلة الاختيارات على طريقة حادي بادي كرنب زبادي كانت ستحصل على درجة لأنه ربما ستحمل شالوا وحطوا كلوا علادي إجابة صحية، لكن فتاة حاصلى على 97% في الصف الثاني الثانوي تحصل على صفر في الصف الثالث الثانوي، فهذا أمر غير معقول.
لكنه في مصر كان معقولا للغاية، وعادت مريم السنة.
وقتها أعلن الفنان محمد صبحي عن تكفله بمصاريف تعليم مريم، حتى لو كانت خارج مصر، وقال في مداخلة تليفونية: “إوعي تزعلي من مصر، ولكن ازعلي من ناس فيها تسببوا في ظلمك، ولو حتى تعليمك هيكون خارج مصر هيبقى على حسابي أنا”/، لكن لم نعرف هل تحقق هذه المبادرة أم لا.
ما الذي حدث لمريم ؟
كان الأمر في سنة 2015، وعُرفت مريم ابنة المنيا بلقب طالبة الصفر، وبعد صولات وجولات، قررت مريم أن تعيد السنة الدراسية، لتحصل على 94%، ولنفسر الأمر منطقيا، كيف تحصل مريم المتفوقة على صفر % وبعد سنة واحدة تحصل على 94%، أي منطق يقول هذا، ربما انتهت مريم من الثانوية العامة، لكنها عاشت كابوسها مرتين، وامتحاناتها مرتين، وتوترها مرتين، وعانت من كوابيس حصولها على الصفر مرة آخرى.
التحقت مريم بكلية الصيدلية، وطوال سنوات دراستها وهي تنتقل بين الصفوف بتقدير امتياز، وقال المحامي إيهاب رمزي (بالمناسبة شقيق الفنان هاني رمزي) إن مريم حصدت في العام الأول لها في الجامعة امتياز، وحصدت الامتياز في 5 مواد وجيد جدًا في مادتين.
