تقاريرسلايد

بين “إسماعيلين”.. لماذا سميت العتبة بـ”العتبة الخضراء”!

بين "إسماعيلين".. لماذا سميت العتبة بالعتبة الخضراء!

لاشك أن الفنان الكبير اسماعيل ياسين سيخطر في بالك مباشرة عندما أذكر أمامك اسم “العتبة الخضراء”. بسبب الفيلم الشهير الذي قام ببطولته مع الفنان أحمد مظهر. ولكن الحقيقة أن من قرر مصير العتبة هو “إسماعيل” آخر.

تعتبر العتبة حاليًا سوقًا كبيرًأ في القاهرة. ومن جعلها في الأصل سوقًا هو الخديو إسماعيل الشهير، أثناء تخطيط القاهرة الخديديوية.

فماذا كانت من قبل؟

العتبة قبل إسماعيل

يعتبر الخديو إسماعيل هو منشيء منطقة وسط البلد داخل القاهرة بالكامل. أحد أشهر المناطق الحيوية في العاصمة المصرية. ويسميها الخبراء “القاهرة الخديوية”.

ولكن قبل اعتلاء إسماعيل عرش مصر كانت العتبة موقع لسرايا ضخمة في العصر العثماني. كان يملكها محمد الدادة الشرايبي.

والشرايبي هو شهبند التجار في ذلك العصر، وكان مغربي الأصل، استطاع تكوين ثروة هائلة عن طريق رئاسته لطائفة التجار في مصر العثمانية.

وللشرايبي الكثير من الآثار التي لازالت باقية إلى يومنا هذا. ومنها جامع الشرايبي في الأزبكية والذي سمي فيما بعد جامع البكري. وكذلك وكالة الشرايبي.

وكانت سرايا الشرايبي كبيرة للغاية دهنت عتبتها باللون الأزرق من أجل منع الحسد. ولكن بعد موت الشرايبي اشترى السرايا محمد بك أبو الدهب.

محمد بك أبو الدهب

يعرف أبو الدهب في التاريخ بأنه هو الرجل الذي خان علي بك الكبير. وساهم في إسقاط دولته المستقلة عن الدولة العثمانية. ولكن لا يعرف الكثير انه اشترى تلك السرايا وأصبحت ملكه، وظلت كذلك حتى حكم محمد علي.

بعد حكم محمد علي

عندما اعتلى محمد علي عرش مصر. كان له الكثير من الرجال، ومن بين رجاله هو طاهر باشا متولي الجمارك في زمن الباشا الكبير، والذي اشترى السرايا من ورثة أبو الدهب، وظلت في حوزته حتى مات سنة 1852 فانتقلت إلى أرملته بمبا قادين.

عباس باشا

بعد سنوات باعت بمبا قادين السرايا ذات العتبة الزرقاء إلى عباس باشا نفسه، بأكثر من 15 مليون جنيه. وهو مبلغ كبير للغاية في ذلك الوقت.

وكان عباس ذا مزاج حاد، يشك في من حوله. وهو ما جعل نهايته في النهاية تكون مأساوية عن طريق مقتله. ومن ضمن طباعه الغريبة أنه لم يكن يحب اللون الأزرق فغير لون العتبة إلى الأخضر.

العتبة وإسماعيل

عندما تولى الخديو اسماعيل الحكم، أعجبه التنظيم الجديد لباريس. والذي صنعه المهندس هاوسمان، فاستعان بالرجل من أجل تخطيط القاهرة، ولهذا جاء هاوسمان من فرنسا، ليجعل القاهرة باريس الشرق. وعلى الفور قام بإعداد خرائطه، وأمر بتسوية سرايا العتبة الخضراء بالأرض.

تم لهاوسمان ما اراد، وأقام إسماعيل بدلًا منها سوقًا. وميدان كبير. وعندما وصل الترام الكهربائي كانت العتبة هي المحطة الرئيسية له، وجعل فيها مبنى البريد المصري، والذي لايزال موجودًا إلى الآن. وهي ذاتها العتبة التي اشتراها اسماعيل ياسين في فيلم “العتبة الخضرا”.

مع الوقت اسقط الناس كلمة الخضراء، واكتفوا بكلمة “العتبة” للدلالة على ذلك المكان ذو التاريخ الطويل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!