كان الناس يلحون على محمد منير لكي يصدر ألبومه، وقتها كتبت إن منير لو وصفتوه بالتأخير في إصدار ألبومه، فمحمد محيي يجهز لألبومه منذ رحيل الملك فاروق عن حكم مصر.

محمد محيي فنان هادئ الطباع، قليل الحديث، ليس لديه أي خلاف مع شخص، يغيب يغيب ثم يظهر بعد سنوات بأغنية “تكسر” الدنيا حرفيا، لذلك يستحق الركن الخاص الذي يسكنه في قلوب محبيه، محمد بيبس فيس، وصغر شكله سبب له صعوبات، حيث كان يتخيل البعض أنه شابا صغيرا، رغم نضوجه، لكن محيي الذي لا يسبب المشاكل لأحد كان سببا في مشكلة كبيرة مع الفنان سعيد صالح.

مع سعيد صالح

القصة بدأت عندما سمع محمد محيي مسرحية كعبلون للفنان سعيد صالح وكان سعيد صالح يغني أغنية “أنا اتلهيت وخدل زندي”، من كلمات بيرم التونسي، وأعجبه اللحن جدا، فقرر أن يغني الأغنية بكلمات مختلفة، واتفق مع سيد تمام لكتابة الأغنية، فكتب أنا حبيت، ووقتها طلب من عنتر هلال تعديل بعض الكلمات، ولكن الأزمة أن محمد محيي كتب على الأغنية “لحن فلكلور”, وأصدر الأغنية كأغنية الهيد في ألبوم أنا حبيب في سنة 1991.

القصة مرت مرور الكرام في البداية، بكن الأغنية حققت نجاحا كبيرا، وحتى عامر منيب في بداياته كان يغني الأغنية، وسمعها سعيد صالح، الذي اتصل بمحمد محيي بانفعال شديد، وقال له: “أيه يالا ..انتوا أيه ..قاعدين فين؟…بتاخدوا الأغنية بتاعتي”، الأغنية كانت من لحن سعيد صالح، وليست من الفلكلور.

يقول محمد محيي في لقاء تلفزيوني: “بصراحة هو دخل وزعق، بس انا عمري ما اتخيلت ان اللحن دا من ألحان سعيد صالح، أصل اللحن حلو قوي، بس هو كان عبقري وحافظ سيد درويش، ويقدر يحضر دكتوراه فيه”، تم تدارك الأمر، وكُتب على الألبوم في طباعاته التالية أسم سعيد صالح وتم إعطائه حقوقه المالية والأدبية عن الأغنية التي كانت وش السعد على محمد محيي.

وتقول هند سعيد صالح ابنة الفنان الراحل: “عندما سمعت الأغنية وأنا بمدينة الملاهي ظللت أصرخ، لأني أعلم أنها لحن والدي، وبمجرد وصوولي البيت اشتريت الشريط وأسمعته الأغنية، فوجئت به يضحك، وهاتف محي وقتها وقال له ضاحكاً : خلاص خلتوني فلكلور؟!”.

خلال الثمانينيات، قرر الفنان سعيد صالح التوجه لنقابة الموسيقيين للحصول على عضويتها، لكنه فشل في اجتياز الاختبار، وفقا لرواية الموسيقار حلمي بكر، وكان ضمن لجنة التحكيم وقتها، ورفض لجنة الاستماع إجازة صوت سعيد صالح، معتبرًة إياه مؤديًا وليس مغنيًا أو مطربًا، فضلا عن أنه ملحن سماعي، ولا يكتب نوتة.

أنا حبيت – بصوت محمد محيي

بصوت سعيد صالح

تسبب عمرو دياب في تأخر نجومية محيي دون قصد منه، حيث تعاقد محيي مع شركة صوت الدلتا منذ عام 1986 وكانت من أهم شركات الموسيقى في مصر، ووقتها تعاقدت الشركة مع عمرو دياب، فظلت الشركة تؤجل ألبوم محيي أكثر من مرة وهو في قمة نجاحه مما خصم من رصيده، حتى ألغى عقده مع الشركة، وأصدرت الشركة لعمرو دياب ألبوم ميال.

كما أخذ عمرو دياب أغاني كثيرة كان محيي تعاقد عليها، مثل “بعد الليالي” و “آه من الفراق”، وذلك برعاية المنتج نصر محروس الذي سهل لعمرو دياب الحصول على الأغاني، وكان محيي ينوي غناء أغنية بعد الليالي كدويتو مع شيرين، لكن نصر محروس خاف على شيرين من الأغنية لأنها على حد وصفه “نكد جدا”، وألبوم شيرين كان به ما يكفي من النكد.

يعلق محيي على الأمر بمنتهى البساطة قائلا: “عمرو دياب فنان كبير وأستاذنا وفرحان بكدة، وبرضه أنا غنيت أغنيتين كان من المفترض أنه يغنيهم هما “صدقتني” ألحان خالد الأمير، و”أغلى الناس”.

 

من هو محمد محيي ؟

ولد محمد محيي في 1 يونيو 1970 في حي الساحل بشبرا، وتخرج في كلية السياحة والفنادق، ودرس أيضا بمعهد الموسيقى العربية، عمل في بداية حياته المهنية كمغني كورال مع المطرب (حسام حسني)، لكن بدايته الحقيقية كانت مع اكتشاف الموزع والمطرب حميد الشاعري له، وتقديمه في ألبوم (هاي كواليتي) الجماعي,
ثم أصدر بعدها أول ألبوماته منفردا باسم (أنا حبيت) في سنة1991، ثم (ليه الحبيب) 1992، وفي العام التالي أصدر ثاني ألبوماته (أعاتبك) 1993 والذي حقق نجاحًا كبيرًا عند طرحه، وجعله من أهم مطربي تلك الفترة.(بالمناسبة الأغنية من كلمات مصطفى كامل وألحان عصام كاريكا.

بعدها توالت ألبومات محيي (روح قلبي) 1994، (أغلى الناس) 1995، و(شارع الهوى) 1997 ليختفي بعدها حتى عام 2001 ويعود بألبوم (صورة ودمعة)، ثم (قادر وتعملها) 2004 و(مظلوم) 2008، وغني في الألبوم أغنية مظلوم وهي من تراث المغني الراحل حفني أحمد حسن.

قصة زواجه من ثرية عربية

لم يتزوج محمد محيي حتى الآن، ويعيش في بعض الأحيان خارج القاهرة في سيناء ويمارس رياضة الغوص بانتظام، ويعمل في الكثير من الأحيان في سيناء في مجال السياحة، حيث يؤجر عقارات يمتلكها بغرض السياحة، وحكي في برنامج كلام الناس مع ياسمين عز :”ركبت مع سواق تاكسي، وكنت مربي دقني، وكان بيسمع مصطفى كامل، فسألته بتحب محمد محيي، قالي أه بحبه، بس خلاص بقى دا اغتني واتجوزته ست غنية وجابتله عربية 6 متر وطيارة خاصة، وعندما سأله محيي عن مصدر هذه المعلومات، قال له ابني شغال سواق معاه”، وهي قصة غير حقيقية بالمرة، فمحيي لم يدخل القفص الذهبي، وارتبط بقصة خطبة في سنة 2005 لكنها لم تكلل بالزواج.

يخاف محيي من فكرة الارتباط، ويراها فكرة مقلقة لكنه لا يمانع من فكرة الزواج، وقال في برنامج حبر سري إنه يعيش قصة حب حاليا، ويتمنى أن تكلل بالزواج، منهية قصة أشهر مطرب مصري مع العزوبية في العصر الحالي، وحتى لا يكرر قصة فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ في عدم الزواج.

“كل دا كان ليه”.. أسباب فشل الجزء الثاني من مسلسل رمضان كريم