تقاريرسلايد

ليلة اختطاف البابا.. عندما اختطفوا بطريرك الكنيسة القبطية

ليلة اختطاف البابا.. عندما اختطفوا بطريرك الكنيسة القبطية

كتب – أحمد المرسي

 

في أحد الليالي الحارة من ليالي يوليو، وتحديدًا في يوم 25 من ذلك الشهر، عام 1954، تسلل خمسة من الشباب الأقباط إلى المقر البابوي بشارع كلوت بك. وتسلقوا الأساور مدججين بالسلاح، واستطاعوا أن يهددوا البواب، وعامل النظافة، قبل أن يربطوهم. ويكملوا طريقهم إلى حيث كان ينام البابا يوساب. فأيقظوه بخشونة وقاموا باختطافه!. فماذا حدث؟ ومن هؤلاء؟

بداية الصدام

في عام 1952 أقام شاب قبطي يبلغ من العمر 20 عامًا يدعى إبراهيم فهمي هلال. جمعية دينية باسم “جماعة الأمة القبطية لحماية حقوق الأقباط”. وكان مقرها في الفجالة بالقاهرة. وكان شعار تلك الجماعة هو:”الله ربنا، ومصر وطننا، والإنجيل شريعتنا، والصليب علامتنا، والقبطية لغتنا، والشهادة في سبيل المسيخ غايتنا”.

وهدفت الجماعة لإصلاح شؤون الكنيسة القبطية. وتقديم المساعدة للمحتاجين. لكنها كانت قد أنشأت في الأساس لمواجهة الفكر الديني الإسلامي المتطرف متمثلًا في جماعة الإخوان المسلمين. ولكنهم قاموا بتنظيم أنفسهم بشكل مشابه لهم. من حيث التكوين السياسي والتسليح. وقد كان إبراهيم فهمي هلال متأثرًا بشدة بحسن البنا نفسه.

ولهذا دخلت في مشاكل كبيرة مع الحكومة في البداية. ثم مع الكنيسة القبطية في النهاية.

التخطيط للتخلص من البابا

مع الخلاف السياسي بين الجماعة والبابا قام ابراهيم فهمي هلال بوضع خطة لاختطاف الباب. كما سبق. فأيقظوه تحت تهديد السلاح. وأجبروه على ارتداء ملابسه. ثم على التوقيع على بيانات مجهزة سابقًا تحتوي على:

1- تنازله الرسمي عن العرش البابوي، وتعين الأنبا ساويرس مطران المنيا بدلًا منه.

2- دعوة المجمع المقدس والمجلس الملي العام لانتخاب بطريرك جديد.

3- عمل توصية لتعديل لائحة انتخاب البطريرك حيث يشترك في انتخابه جمهور الأقباط.

وتم صياغة البيان بما يناسب الوضع، حيث يقول البابا أنه فعل ذلك لكي يحارب الفساد الذي استشرى في الكنيسة من الداخل.

ابرهيم فهمي هلال
ابرهيم فهمي هلال

عملية الاختطاف

تم اختطاف الباب بالفعل تحت السلاح، وأخذه إلى دير وادي النطرون، ثم خبطوا الأبواب ففتح لهم الرهبان، وعلى الفور عرفوه، فقالوا لهم المختطفون أن البابا تنازل عن منصبه، وجاء ليعيش بينهم ليتفرغ للعبادة والصلوات بشكل منفرد. ثم عادت المجموعة بالفعل إلى القاهرة لتصدر البيان الموقع.

قامت الجماعة بتوزيع البيان على كل الكنائس، والصحف. وكل الجهات الرسمية.

الوضع السياسي المصري

في ذلك الوقت كان الصراع على اوجه بين محمد نجيب وجمال عبد الناصر على السلطة. وكانت الحكومة في حالة اهتزاز. ارسلت الحكومة وزير التموين “جندي عبد الملك” للمقر البابوي للتفاوض مع الجماعة التي قامت بالعملية. ولكن عندما فشل وعرف أنهم مسلحون قام بإبلاغ وزير الداخلية.

قام البوليس بعملية اقتحام وتم القبض على المجموعة. بالكامل و37 من اتباعهم. وحررت البابا، وأعادته إلى المقر. وحكم على مؤسس الجماعة بالسجن لمدة 3 سنوات.

محاولة اغتيال

لم تتوقف الجماعة عند ذلك الحد. ولكن بعد عامين وتحديدًا في 1955 قام عبد المسيح باشا بمحاولة اغتيال البابا يوساب. لكن تم احباط العملية. واعتقل مع آخرين. وفي 21 سبتمبر جرد البابا يوساب من مهامه البابوية. وذهب إلى دير المحرق بأسيوط.

 

أقرأ أيضا

“زليخة عدي”.. المرأة التي قالت “لا” في وجه من قالوا “نعم”

عندما أشتكى رئيس وزراء إسرائيل للسادات من الشعراوي

نفسي أبقى مضيفة .. صورة نادرة لسوزان مبارك عمرها 67 سنة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!