تقاريرسلايد

أمريكيون وليسوا يابانيين.. قصة ضحايا أول قنبلة ذرية في التاريخ

بعد فيلم أوبنهايمر

 

كتب – أحمد المرسي

يعرض الآن في جميع دور السينما حول العالم فيلم “اوبنهايمر” أب القنبلة الذرية في العالم، وعلى الرغم من أنه من المعروف أن أول قنبلة ذرية تم إلقائها في 6 أغسطس، على مدينة “هيروشيما” اليابانية، ووصل عدد ضحاياها إلى أكثر من 200 ألف إنسان. إلا أن الوثائق تقول أن أول ضحايا القنبلة الذرية كانت في 16 يوليو 1945 في الولايات المتحدة الأمريكية.. وتحديدًا في “نيو مكسيكو”.

تجربة ترينتي

مع بداية الحرب العالمية الأولى، جندت الحكومة الأمريكية الفيزيائي الشهير “روبرت أوبنهايمر” رئيسًا لمشروع وطني هدفه صناعة القنبلة الذرية قبل أدولف هتلر، الذي كان يجتاح العالم بالفعل. ويهدده باقتراب علماء النازية من اختراع القنبلة.

اختارت الحكومة منطقة صحراوية بولاية “نيو مكسيكو” من أجل إجراء التجارب الذرية، تلك المنطقة هي “لوس آلاموس”، وقد أحضرت إليها أكثر من 1000 عالم بأسرهم.

في 16 يوليو وقبل أقل من شهر واحد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بعمل التجربة الذرية في محيط المنطقة التي تجري فيها الاختبارات. وتحديدًا في حوض “تولاروزا”.

السكان الأصليون والقنبلة

بالقرب من النقطة التي تم فيها التفجير التي تم اختبارها كان يسكن نصف مليون أمريكي من السكان الأصليين “الهنود الحمر”. وقد شعر هولاء بالانفجار المرعب الذي جرى في تلك الليلة، وهو ما دفع الحكومة الأمريكية إلى الذهاب إليهم من أجل طمأنتهم.

ومن أجل الحفاظ على سرية المشروع الذي كان يتم مراقبته عن طريق المخابرات الحربية بصرامة، تقرر أن لا يخبر هؤلاء الهنود بأي معلومة حقيقة، وكان التفسير لهم بأن هذا الانفجار هو حادثة انفجار في أحد مخازن الذخيرة الموجودة في المعسكر؛ بالخطأ.

وعلى الرغم من أن الكذبة كانت كافية، وعلى الرغم من أنه كان من الممكن كذب كذبة أخرى لإنقاذ أرواحهم. إلا أن الحكومة الأمريكية ورغبة منها في أن لا تزيد التساؤلات قررت أن لا تنقل هؤلاء السكان بعيدًا عن نطاق إشعاع القنبلة.

شهر بعد القنبلة

ألقت أمريكا القنبلة على هيروشيما وبعد ثلاثة أيام تم إلقاء القنبلة على نجازاكي، وتسبب ذلك في مقتل أكثر من 350 ألف إنسان. ولكن هؤلاء لم يكونوا فقط ضحايا تلك القنبلة، فقد كان الضحايا في داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

لاحظت وزارة الصحة الأمريكية أن المناطق القريبة من موضع انفجار القنبلة وبعد عامين فقط لوحظ فيها نسبة وفيات هائلة عند الولادة، بسبب التلوث الإشعاعي.

قلل المسؤولون في مانهاتن من مدى خطورة الوضع. ولكن الوقت كان كفيل بإثبات عكس نظريتهم، فقد سجلت العقود التالية نسبة هائلة من السلطان وأمراض القلب بين سكان المنطقة، بعد توسع الإشعاعات النويية. وكذلكل تواصل أعمال استخراج اليورانيوم بالمنطقة.

استثناء من التعويضات المالية

في عام 1990 اقرت الولايات المتحدة الأمريكية قانونًا للتعويضات الخاصة بضحايا الإشعاعات النووية، وحصل العديد من أهالي نيفادا الذين تواجدوا بالقرب من مناطق التجارب النووية على تعويضات مالية، ولكن لم يحصل ضحايا تجربة ترينتي الأولى على أية تعويضات 1945 على أية تعويضات.

اقرأ أيضًا:

“هيوارد فيز”.. السر وراء الثقب في رأس تمثال أبو الهول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!