تقاريرسلايد

لماذا دُفن الملك توت عنخ آمون مع طفلين؟

كتب – أحمد المرسي

من بين جميع الملوك المصريين القدماء الذين عرفناهم. لم يحظى ملك بمثلك شهرة توت عنخ آمون. ولا يرجع ذلك لبطولات هذا الملك. أو كونه ملكًا عادلًا او غيره من تلك الأمور. ولكن كل ما في الأمر أنه الملك الوحيد الذين عثرنا على مقابرهم كاملة. كما هي لم تمسها أيدي مقابر اللصوص.

في عام 1922 اكتشف الإنجليزي هاورد كارتر تلك المقبرة الجميلة. وقد ظل 10 سنوات يقوم بترتيب وفحصل ما عثر عليه من المقبرة بعد ذلك. من التابوت الذهبي للقناع، إلى العجلات الحربية والأطعمة والملابس.

ولكن من بين كل هذه الأشياء الثمينة كان هناك شيئًا غريبًا.. هذا الشيء كان مومياوتين لطفلين صغيرين!. فلماذا تم دفنهم مع أشهر حكام مصر؟

ضحايا رضع؟

وجد كارتر 5398 قطعة أثرية داخل مقبرة توت عنخ آمون. ولكن لم يكن قد دفن مع الملك شيء حي إلا جثتي طفلين. تم الرمز لهم فيما بعد A317 و B317.

بعد تحليل الجثتين. عرف أنهما طفلتين، وقد ولدا ميتين، ويعتقد أن واحد منهم وصل للأسبوع 25. والثاني وصل للأسبوع 37. ويعتقد انهما كذلك أبناء الزوجة الملكية أنكيسين آمون. والتي كانت في الأساس ابنة أخت توت عنخ آمون!

الدماء الزرقاء

اعتقد الملوك المصريين القدامى أنه من الطبيعي أن يتزوج أفراد الأسرة المالكة من بعضهم البعض. كي لا تختلط الدماء الملكية الزرقاء بدماء غير مقدسة. كدماء الملوك المصريين. وهذا الزواج بين الأقارب من الدرجة الأولى مثل زواج الأخ بأخته. خلف مشكلة كبيرة من حيث انتشار الأمراض الوراثية بين الأبناء.

وقد عانى توت عنخ آمون نفسه من عدة أمراض وراثية. مثل “الشفة المشقوقة”. و”القدم الحنفاء”. ومرض وراثي في العظام. وكان هذه نتيجة عقود لما نعرفه اليوم بالسفاح. وهو ما كان طبيعيًا في وقتها.

كان توت عنخ آمون مريضًا. وقد كشفت الاختبارات على الحمض النووي أن الأطفال  يتطابقون بنسبة 99% مع توت عنخ آمون. مما يعني أنهم ابنائه. وأنهم ماتوا بسبب طبيعة الزواج. وأنهم في حال ولدوا كانوا سيولدون بتشوهات خلقية.

نظرية أخرى

تقول النظرية الأخرى أن الطفلين قد قتلا بالفعل. وانه تم فرض إجهاضهما على الملكة. من أجل تمهيد الطريق إلى العرش لأولئك الذين ينتظرون وفاة الملك توت عنخ آمون. ولكنها نظرية محيرة لا يوجد عليها دليل.

لماذا دفن معهم؟

تتركنا حقيقة وجود الطفلين مع توت عنخ آمون في نفس المقبرة الملكية في مواجهة سؤال؟ لماذا دفن الطفلين معه. لم تكن العائلة الملكية المصرية معروفة بدفن الأطفال مع الملوك. فقد كان بإمكانهم وبسهولة توفير مقابر فخمة للرضيعين.

يقول أصحاب التفكير العاطفي أن الملك طلب أن يدفنوا مع والدهم. وأن هذا عمل من أعمال الحب. لرغبة الملك توت للحياة الآخرة إلى جانب الطفلين اللذين لم يعرفهما قط. ولكن لسوء الحظ يعتقد علماء المصريات البارزون شيئًا آخر. فقد كان الأطفال عبارة عن بوليصة تأمين للملك توت آمون.

طقوس دفن خاصة

كانت طقوس الدفن المصرية تتمحور حول ضمان المرور الآمن إلى الحياة الآخرة. تم وضع كل شيء في قبر من الاحتياجات، في الفن المصري القديم، غالبًا ما كان يتم تصوير النساء والفتيات على أنهن حاميات، ويقفن إلى جانب آبائهن كحراس. ويُعتقد أن كلاً من 317a و 317b كانا على الأرجح من الفتيات.

على هذا النحو ، يُعتقد أن الطفلتين وُضعتا في القبر مع والدهما كحارسات. كانت مهمتهما حماية روح الملك توت عنخ آمون أثناء سفره إلى الآخرة.

اكتشفت الاكتشافات اللاحقة أن هذه الممارسة لم تكن غير شائعة في الواقع. فقد دُفن كل من أمنحتب الثاني وتحتمس الرابع مع أطفال على ما يبدو ماتوا قبلهم.

الشيء الوحيد الغريب في 317a و 317b هو مدى العناية الجيدة بأجسادهم. فكلاهما تم تحنيطهما بشكل فردي ولفهما ووضعهما في توابيتهما الخاصة. مما يجعلها مومياوات نادرة بشكل لا يصدق.

اقرأ أيضًا: 

الإيقاع صفر.. قصة المرأة التي تركتهم يفعلون بها ما يريدون

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!