تقاريرسلايد

لماذا أمر أنور السادات باعتقال شقيقه طلعت

الهدف الخفي

كتب – أحمد المرسي

للسياسة دهاليزها، ولا يمكن التنبؤ بخفايا دائمًا، ولكن في العادة لا يدخل الساسة علاقاتهم العائلية بالسياسة، لأنه وإن حدث، واختلط السياسة بالأمور العائلية فإن الكوارث محتومة.

وفي عام 1971 بدا أن السياسة تختلط بالعلاقات الأسرية اختلاطًا كاملًا عندما خطب الرئيس السادات في البرلمان. بعد أن قام بإغلاق المعتقلات التي انتشرت من العصر السابق، ووقف السادت أمام الميكروفون، وقال:

“هل اعتقل أحد من يوم ولايتي 16 أكتوبر 1970؟ لم يعتقل انسان بعد ولايتي يوم 16 اكتوبر سنة 70، لأنني بكل بساطة طلبت من وزير الداخلية في ذلك الوقت أن لا يصدر أنر اعتقال إلا بتوقيعي، بوصفي الحاكم العسكري العام. وكان من قبل وزير الداخلية يقوم بهذا الأمر، ثم يعرضه.. من يوم ولايتي طلبت أن لا يعتقل إنسان إلا بتوقيعي، فلم يعتقل إنسان ستجدون في التاريخ أمر اعتقال واحد، هو لأخي ،ش قيقي، لعدوان ابناؤه على جيران، وبعتوا الجيران اشتكوا لي، لأنه كانوا جيرانا طول عمرنا من 25 سنة قبلها.. لم يعتقل انسان منذ ولايتي إلى ان اغلقت المعتقلات في مايو 71، هذه حقيقة إلا شقيقي”.

عائلة السادات

ولد السادات لأب يعمل طبيب في وحدة عسكرية مصرية في السودان، وقد تزوج هذا الطبيب من امرأة سودانية وأمها مصرية، تدعى ست البرين، وقد أنجبت تلك المرأة طلعت الأخ الأكبر، وأنور، وعصمت، ونفيسة، وفوق ذلك للسادات أخوة من أم ثانية هم سكينة، وزينب، وعفت، وزين، وعائشة، وعاطف، وسهير، وهدى، وعزة.

رأي موسى صبري:

عن حادث اعتقال السادات لشقيقه الأكبر يقول  الكاتب الصحفي الكبير موسى صبري أن صلة الرئيس بين طلعت وعصمت تكاد تكون منقطعة، بعد زواجه من جيهان السادات سنة 1949.

ويضيف أنه في أوائل عام 1971 بعد تولي السادات تلقت وزارة الداخلية معلومات سرية. أن شخص أجنبي مشبوه، يعمل في تجارة المخدرات سيصل القاهرة، وأن طلعت شقيقه سيكون في انتظاره. بمطار القاهرة. وبالفعل حضر الشخص. وثبت باليقين أن طلعت ليس له علاقة بتجارة المخدرات، وعرضت الأمر على الرئيس السادات، الذي أصدر على الفور أمر باعتقال شقيقه، بموجب سلطاته، طبقا للأحكام العرفية. وهذا كان قرار الوحيد الذي أصدره السادات. واستمر هذا الصيام حتى واقعة سبتمبر 1981.

رأي محمد حسنين هيكل

كان محمد حسنين هيكل أحد معتقلي سبتمبر الأسود 1981. حيث كان معتقلًا من ضمن المعتقلين. ولكنه بعد أن خرج من المعتقل بعامين. وبعد ان تم اغتيال السادات كتب كتابه الشهير “خريف الغضب”، والذي يتحدث فيه عن عصر السادات، وقال فيه أن أنور السادات وضع طلعت في السجن ليبرهن للناس على شدة تمسكه بالعدل. وكان طلعت السادات يعتقد أنه وضع في السجن ظلما لمجرد تجسين صورة السادات أمام الرأي العام. وأن ما أوصله لخلف القضبان هو بعض الخلافات العائلية ودسائس.

ويقول هيكل أنه بعد اغتيال السادات، سمحوا لعاطف بالدخول إلى الغرفة التي كانوا يحتفظون فيها بجسد السادات، وعندما ألقى طلعت النظرة الأخيرة على جثة شقيقه قال:

مفيش حاجة أقولها غير ربنا يرحمك سامحتك على كل حاجة عملتها فيا. 

وقيل أن اعتقاله كان بسبب قضية كان من الممكن أن تصل به إلى المؤبد أو الإعدام ولذلك قام السادات بسجنه من أجل حمايته وحماية سمعته الشخصية.

سبتمبر الأسود

أغلقت المعتقلات طوال فترة السادات. وسمح بحرية كبيرة طوال عشر سنوات حتى عام 1981. عندما عاد الرئيس من واشنطن، وأمر بإلقاء القبض على 3 آلاف شخص، كان أغلبهم من الجماعات الإسلامية المتطرفية، وكذلك الاشتراكيين، وكل المعارضين لمعاهدة كامب ديفيد. ويرى المحللون أن حملة اعتقالات سبتمبر هي التي أدت إلى اغتيال السادات بعد ذكر بشهر واحد.

المصدر: المحتوى

اقرأ أيضًا:

من هو أندرو تيت.. الرجل الذي سيعيش إلى الأبد

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!