اخبارالأخبارتقارير
أخر الأخبار

محطات مؤلمة في حياة السيدة زينب.. حبيبة المصريين

حياة السيدة زينب

كتب – أحمد المرسي:

يكفي أن تقول لأي مصري كلمة “السيدة” حتى يفهم أنك تقصد السيدة زينب، لدرجة أن المطرب المصري الشهير محمد عبد المطلب، الذي غنى “ساكن في حي السيدة وحبيبي ساكن في الحسين”، لم يكن في حاجة إلى أن يصرح بإسمها ليعرف المصريون أنها السيدة زينب.

وعلى الرغم من حب المصريين لها فإن أغلبهم لا يعرف من هي، بل ويخلط بينها وبين السيدة زينب بنت الرسول.

من هي السيدة زينب؟

حفيدة الرسول، وبنت فاطمة الزهراء، وعلي بن أبي طالب، وأخت الحسن والحسين، من سماها زينب هو الرسول صلي الله عليه وسلم، وهي صغيرة، على اسم ابنته التي كان يحبها وماتت في حياته قبل أن تولد.

كانت جميلة، توصف بأنها بيضاء، وفي خديها حمرة “كشقة القمر”، ومن جمالها سميت بالحوراء، وكانت تشبه جدتها “خديجة” حبيبة الرسول وزوجته.

الألم في حياة زينب:

كان الألم مرافقًأ لزينب منذ الصغر، فقد مات الرسول وهي تبلغ من العمر 5 سنوات، وماتت أمها بعده مباشرة، وقتل أبوها، ثم مات أخوها الحسن مسمومًا.

زينب في زمن الفتنة:

عندما حدثت الفتنة في زمن يزيد بن معاوية، وطلب أهل الكوفة من أخيها الحسين أن يقود الثورة على بني أمية، من حولوا الخلافة الإسلامية لملك موروث من ذريتهم، خرجت معه، وفي معركة كربلاء المشهورة، كانت شاهدة على كل ماحدث.

رأت زينب مشهد قتل أخيها الحسين، وقطع رأسه، وورأت هجوم جنود يزيد بن معاوية على آل هاشم، وقتلهم وذبحهم، من اولاد الحسين وأهله والصبيان الصغار.

وفي أحد المشاهد الدامية كان عسكر أمية قد تكاثروا على الحسين، فخرج القاسم بن الحسن من خيمة الحريم لينقذ عمه وهو لازال طفل صغير، فجرت زينب تمنعه، لكنها أفلت منها، ومد يده يتلقى ضربة السيف عن عمه، وهو يصيح:
– يا بن الخبيثة أتقتل عمي؟
فقطع السيف يده، وبقيت اليد معلقة من الجلد، فصرخ الولد الصغير:
– يا أماه!
فجرت عليه زينب واحتضنته وهي تصرخ.

ويقول الطبري على لسان أحدهم ممن رأوا هذا المشهد:
وطلعت تجري من غير نقاب “فكأنها الشمس”.

حرق عسكر يزيد خيام نساء بيت الرسول، ووقفت زينب تنادي على جدها في المعركة:

– يا محمداه! يا محمداه! هذا الحسين في العراء، مزمل بالدماء، مقطع الأعضاء، هذه بناتك سبايا، وذريتك قتلى، تسفي عليها الرياح!.. هذا حفيدك محزوز الرأس من القفا، مسلوب العمامة والرداء..

ما بعد كربلاء:

بعد قتل جميع الرجال، أخذ عسكر بنو أمية النساء سبايا معهم، وارتحلوا بهن إلى الشام، مع رأس الحسين، ورؤوس بقية آل بيت الرسول، ولم يكن قد بقى من أولاد الحسين إلا “زين العابدين” الذي كان طفلًا مريضًا أنقذته زينب من القتل بصعوبة.

ويقول أنس ابن مالك في البخاري: أتى عبيد الله بن زياد – والي يزيد في الكوفة – برأس الحسين، فجعل في طست، فجعل ينكت، وقال في حسنه شيئا، فقال أنس: كان أشبههم برسول الله، وكان مخضوبا بالوسمة.

أي أنه جاء برأس الحسين ووضعها في طست وغرس سيخًا كان في يده في أنف الحسين وأخذ يسخر، ثم قال أنه لم يرى في جماله قط، ويقول أنس أنه كان أشبه أهل الرسول به.

كان يزيد بن معاوية قد سيطر على الشام، وكانت ماكينة الدعاية الخاصة به قد مهدت الطريق الشرعي لحكمه، ولكن عندما رأى أهل الشام قافلة الأسرى والسبايا، وروؤس آل بيت الرسول، تغير الموقف، وبدأت بشائر الثورة عليه، فقرر أن يرسل زينب مع القافلة إلى المدينة.
عندما وصلت زينب لمدينة جدها، هرعت إلى قبر الرسول محمد وألقت بنفسها عليه، وكان ممنوع عليها البكاء والنواح في الطريق بأمر يزيد نفسه.

وأمسكت زينب مفصل باب المسجد عند قبر الرسول ونادت وهي تبكي:
“يا جداه إني ناعية إليك أخي الحسين”.

الرحيل عن المدينة:

بقاء زينب في مدينة جدها كان يسبب مخاوف كبيرة ليزيد بن معاوية على مكانته في العالم الإسلامي، فأمرها بان تخرج من المدينة، لكنها رفضت، وقالت: لن نخرج ولو أهرقت دمائنا، ولكن أقنعنها بعض نساء آل البيت فاختارت السفر إلى مصر.
زينب في مصر:
رحلت السيدة زينب إلى مصر، وخرج معها نساء من بني هاشم منهن فاطمة بنت الحسين وسكينة، فدخلت مصر، واستقبلها مسلمة بن مخلد الأنصاري الوالي، وأنزلها داره، فأقامت فيه وتوفيت في سنة 62 هجرية، بعد وفاة الحسين بعام ونصف.

المصادر:
تاريخ الطبري
صحيح البخاري
أخبار الزينبات ليحي بن الحسن العبيدلي

 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. سلام على قلبك الطاهر يا أمي
    والله قلبي بينفطر كل ما أقرأ أو اسمع عن هذة الفتنة
    حسبنا الله و نعم الوكيل

    شكرا أستاذ على النص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!